باريس (وكالات) تلاحق أجهزة الأمن الفرنسية "مجرما" مسلحا يطلق النار على ضحاياه ثم يفر على متن دراجة نارية تماما كما كان يفعل محمد مراح الفرنسي من أصل جزائري الذي تمت تصفيه مؤخرا في شقته و الذي يعتقد أنه قتل 4 يهود و 3 عسكريين فرنسيين من أصل مغاربي "قنصا" في منطقتي "تولوز" و "مونتوبان". و قد خصصت وزارة الداخلية الفرنسية، رقما هاتفيا لتلقي معلومات تساعد في القبض على مجرم، أو أكثر، ارتكب 4 حوادث قتل في منطقة "الإيسون"، إلى الجنوب من باريس، خلال أقل من 5 أشهر. وربط المحققون بين منفذ، أو منفذي، تلك الجرائم لأن المسدس المستخدم فيها من نوع واحد، كما أن أسلوب التنفيذ كان متشابها. ومنذ الجريمة الأخيرة التي وقعت في الخامس من الشهر الحالي، ينتشر في المنطقة التي تضم عدة بلدات، المئات من رجال الشرطة ودوريات المراقبة وتفتيش العابرين بحثا عن دلائل تقودهم إلى القاتل الذي ارتكب جرائمه في محيط دائرة لا يزيد قطرها على كيلومترات قليلة. ويسترشد هؤلاء بالمعلومات القليلة التي أدلى بها شهود عيان ذكروا أن «سفاح الإيسون» كان يتعقب ضحيته على دراجة نارية ذات لونين؛ أبيض وأزرق، من نوع «سوزوكي»، حتى تدخل عمارتها ثم يرديها برصاصة في الرأس. كما أفادت التحقيقات أن الضحايا كانوا أناسا عاديين لا مشاكل لديهم وليس لهم أعداء متوقعون. وترجح ماري سوزان لوكيو، وكيلة نيابة المنطقة، أن يكون المجرم قاتلا مأجورا يتحرك بناء على طلبات مدفوعة الثمن، أو مختلا عقليا. كما لا تستبعد أن تكون الجرائم من ارتكاب أكثر من شخص، رغم أنها كلها كانت منفذة بمسدس من نوع واحد نصف آلي، طراز 7.65 مليمتر، وهو نوع شائع في فرنسا. وقد حامت الشكوك، بعد الجريمة الأولى، حول رجل له علاقة بالقتيلة، لكن الجرائم توالت بينما كان المتهم قيد التوقيف، ومنها حادثة راح ضحيتها جار للقتيلة الأولى، لتنتهي، الخميس الماضي، بمصرع نادية الحسن، وهي سيدة من أصل عربي تقيم منذ سنوات طويلة في حي شعبي بالمنطقة. ولم تثبت التحقيقات وجود أي علاقة بين الضحايا الأربع، أو أي دوافع للقتل، لذلك يسود الأحياء المتباعدة بمنطقة "الإيسون "ومساكنها الشعبية جو من التوتر والقلق، في حين يجند وزير الداخلية كل قواه لإلقاء القبض على الجاني وتعزيز موقف الحزب الحاكم قبل الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية أواخر الشهر الحالي.