أسدل الستار نهاية الأسبوع الفارط على مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بإجراء الجولة 15 والختامية وتتويج الترجي التونسي بطلا للذهاب للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه عقب انتصاره على حساب الملعب التونسي بهدفين لهدف هو الحادي عشر على التوالي والثاني عشر من مجموع 14 مباراة. الجولة الختاميّة لمرحلة الذهاب حملت معها عديد الأرقام والمعطيات الجديدة خاصة تلك المتعلّقة بالنادي البنزرتي الذي تذوّق طعم الهزيمة للمرة الأولى هذا الموسم حملت توقيع فريق الضاحية الشمالية للعاصمة مستقبل المرسى الذي «لدغ» قرش الشمال وعاد إلى الديار وفي جعبته أغلى انتصار. في وسط الترتيب تمكنت فرق ترجي جرجيس والأولمبي الباجي من تحقيق أول انتصاراتها خارج الديار، فانتصار «العكارة» جاء على حساب «الهمهاما» بهدفين لهدف وحيد هو الثاني على التوالي ارتقى بأبناء الجنوب إلى المرتبة السابعة برصيد 17 نقطة، في حين عادت «لقالق» باجة بانتصار في طعم السكر من بني خلاد بالذات بهدف يتيم لكنه أكثر من غال، أخرج الفريق نسبيّا من شبح المركز الأخير. ولمزيد تسليط الضوء على الدواليب الفنية لمباريات هذه الجولة، يحضر معنا اليوم لتقديم نظرته والاستئناس برأيه في أعقاب هذه الجولة «حسن الهيشري» فكان لنا معه ما يلي: الترجي التونسي /الملعب التونسي (2/1)-الترجي بطل لغياب المنافسة الشرسة الترجي حقق المطلوب دخل المباراة بقوّة وحسم الأمور منذ الشوط الأول بهدفي السبق في ظلّ غياب الملعب التونسي خلال هذا الشوط عكس الشوط الثاني الذي أحكم فيه أبناء «خالد بن ساسي» سيطرتهم على جلّ ردهات هذا الشوط وكان لهم ما يريدون وذللوا الفارق في مناسبة أولى. هنا الترجيّون أحسوا بالخطر وأغلقوا المنافذ المؤدية إلى مناطقهم الخلفية وهنا تكمن قوّة الأحمر والأصفر الذي يملك ثقافة الانتصارات الخاصة به، حيث بقي يجاري في نسق المباراة حتى الصافرة النهائية للحكم رغم مجهودات لاعبي الملعب التونسي الذين، للأمانة، قدموا شوطا ثانيا من أعلى طراز وأحرجوا الترجي، لكن تلك هي «صنعة الكبار» ف «دي كستال» يدرك جيدا أن فريقه مازال بانتظاره مباريات صعبة خاصة المتعلّقة بمسابقة رابطة الأبطال ونجح في تحقيق فوز العادة بأقل تكلفة ممكنة توّج الترجي بطلا لمرحلة الذهاب بفارق أربع نقاط عن أبرز ملاحقيه وهي نتيجة منطقية لغياب القوى الاعتيادية، وهي المرّة الأولى منذ 30سنة أعتقد أن الترجي يفصله عن النجم والإفريقي والنادي الصفاقسي ما يقارب 17 نقطة وهي حصيلة كفيلة لوحدها بتتويج الترجي ببطولة الخريف. النادي البنزرتي /مستقبل المرسى (1/2)-"دمغجة بوشار أعطت أكلها" قبل هذه المباراة تابعت لقاء الجولة الفارطة الذي جمع النادي البنزرتي بالأولمبي الباجي وتوقعت الهزيمة لقرش الشمال ضدّ أبناء «الصفصاف» لتراجع مستوى أبناء «ماهر الكنزاري» بكيفية غريبة، جسّمته مباراة المستقبل الرياضي بالمرسى فهذا الأخير عرف كيف يستغل عامل الضغط المسلّط على «البنزرتية» المطالبين بعدم التعثر حتى ليقفز الترجي إلى الصدارة الأمر الذي كبّل أرجل اللاعبين وتاهوا بملعب 15 أكتوبر أمام إصرار «المرساوية» والعزيمة الفولاذية التي طبعت أسلوب لعبهم في هذه المباراة والهدفان كفيلان بترجمة الطريقة التي لعب بها زملاء «بلال بن مسعود» طريقة ذكيّة ومجازفة من مدرب ماكر، عرف من أين تؤكل الكتف، وهنا وجب عليّ أن أعرّج على قيمة هذا الفني واختياراته التكتيكية التي قادته إلى تحقيق هذه المسيرة الورديّة. ف «بوشار» لم يغيّر تركيبة اللاعبين بل على العكس حافظ على نفس التشكيلة وفق المبدإ القائل «لا نغير فريقا منتصرا و«مشات معاه الكرة» وبصراحة هذا المدرب ذكي ومحنّك و«خبيث» باللغة العامية حضّر لاعبيه جيدا لهذه المباراة وهو يعتمد خاصة على العامل النفسي لشحن لاعبيه وأعتقد أن «دمغجته» وأسلوبه في التعامل مع كل مباراة مكّنته من إلحاق الهزيمة الأولى ب«قرش الشمال» هذا الموسم، فالنادي البنزرتي ليس متعوّدا على الضغط ودفع ضريبة التسرع والتفكير في الترجي. حمام سوسة /النادي الصفاقسي (1/1)-"الصفاقسي دفع ضريبة الغيابات المتكرّرة" مازال النادي الصفاقسي لم يتجرّع انسحابه من المسابقة الإفريقية بتلك الطريقة وحتى المباراة التي فاز بها ضد الشبيبة بثلاثية نظيفة كانت بمثابة ردّة الفعل إثر «الصدمة الإفريقية» لكنه سقط في مباراة الأمل ولم يعرف كيفية المحافظة على هدف السبق الذي حققه وقبل هدفا من كرة ثابتة ولجت شباكه لغياب المتابعة الدفاعيّة وفشل في المحاصرة اللصيقة، على كلّ يمكن القول إن نادي عاصمة الجنوب خسر نقطتين في حين أن الأمل أعاد له الأمل من بعيد وجنى نقطة ثمينة من هذه المواجهة ستكون بمثابة الدافع المعنوي والحافز للفريق ككلّ من أجل مواصلة رحلة الإنقاذ والخروج من عنق الزجاجة. وللأمانة فإن هذا الفريق يقدّم مستوى طيّبا ولعبا فرجويا ولا ينقصه إلاّ التجسيم أمام الشباك، وأود أن أختم أنه لا يجب إلقاء اللوم على النادي الصفاقسي الذي دفع ضريبة الغيابات المتكرّرة. ففي كل جولة تكون تشكيلته منقوصة من 3 أو 4 لاعبين، لهم وزنهم ووقعهم في الفريق إلى جانب وجود المدرب «نبيل الكوكي» على المدارج وليس على دكة الاحتياط. حمام الأنف / ترجي جرجيس (1/2)-"هاجس الهزيمة" كبّل الهمهاما بان بالكاشف في هذه المباراة أن نادي الضاحية الجنوبية يعاني من مشكل أساسي وهو «العقم الهجومي» والتفنن في إهدار الفرص. فمن غير المعقول أن تتاح لأبناء «بوقرنين» أكثر من عشر فرص تم إهدارها بكيفية تدعو إلى الاستغراب وتدعو إلى إطلاق صيحة فزع على خطّ الهجوم وما ألمّ به... ولو أن ما حصل له ما يبرّره فإن الخوف من تكبّد الهزيمة كبّل أرجل اللاعبين وجعلهم يسقطون في فخّ التسرّع أمام المرمى جراء عدم التركيز. في المقابل فإن «العكّارة» آمنوا بحظوظهم إلى آخر رمق من عمر المباراة وكان لهم ذلك في الوقت القاتل وعادوا إلى الجنوب وبحوزتهم نقاط المباراة كاملة. مستقبل قابس/ الاتحاد المنستيري (1/1)-"أزمة الميدان... أثرت على النتائج" مستقبل قابس يعيش في معضلة كبيرة اسمها «الملعب» وهو يدفع ضريبة تشتت أذهان اللاعبين والإطار الفني. فمن غير المعقول أن يركز الفريق على مبارياته والحال أنه لا يعلم أين سيخوضها فكل مرة يتفاجؤون بتغيير الملعب من قابس إلى بوشمة إلى.. إلى.. في المقابل فإن الاتحاد المنستيري ما فتئ يؤكد المردود الطيّب الذي يقدّمه منذ تولي الصربي «دراغان» المقاليد الفنية لنادي عاصمة الرّباط رغم التذبذب في النتائج إلاّ أن الاتحاد تحسن مقارنة بما كان عليه، وشخصيّا، أعتبر أن الاتحاد يملك مجموعة طيبة وسيواصل في الظهور بالشكل المطلوب مع قادم الجولات. النجم الخلادي /الأولمبي الباجي (0/1)-"لاسبيكا... غرّها تعادل سوسة وانتصار باجة.. انتصار الإصرار والإقلاع" الأولمبي الباجي حقق أول انتصار له خارج الدّيار وأول انتصار له مع المدرب «فتحي العبيدي» بعد سلسلة النتائج السلبية في الجولات السابقة إلى جانب أن هذا الانتصار هو الأول للمدرب العبيدي بعد فشله مع الأمل الرياضي بحمام سوسة. الأولمبي قدّم مردودا طيّبا ترجمه بهدف ساوى الابتعاد عن مؤخرة الترتيب، في المقابل فإنّ النجم الخلاّدي اغترّ بالنتائج التي حققها في الجولات الثلاث الأخيرة، خاصة تعادله بأولمبي سوسة ضدّ النجم الساحلي فسقط في فخ الاستسهال ودفع الفاتورة غاليا.