انتهت رحلة المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة مع النادي الإفريقي بالشكل الذي لم يتوقعه الجمهور و لم يكن يرتضيه الجزائري وهو الذي رفع ذات يوم على الأعناق وكان معشوق الجماهير الأول... «بن شيخة» فشل في تحقيق المهمة التي جاء لأجلها وأعلن استسلامه أخيرا لقانون اللعبة عقب انتهاء مباراة قابس التي أثارت الكثير من الجدل خاصة داخل أوساط الأحمر والأبيض في ظل أحاديث متزايدة وتأكيدات عن وجود «صابوتاج» للإطاحة ب"الجنرال"... "التونسية" لم تفوت الفرصة وتحدثت مع المدرب عبد الحق بن شيخة لتكشف بعض الخفايا التي رافقت مباراة قابس وكذلك ما أعقبها فكان هذا الحوار الخاطف الذي أراده بن شيخة حديث الوداع... كيف هو حال عبد الحق بن شيخة...؟ - أحمد الله على كل حال, أشعر بكثير من الإحباط ومعنوياتي منهارة للغاية رغم أني جهّزت نفسي لمثل هذه السيناريوهات...للأسف لم تسر الأمور وفق ما اشتهيه وخسرت رهاني مع نفسي... تعودناك أصلب من ذلك... - حقيقة لم أفهم ما الذي حصل في الفريق, مباراة قابس لن أمحوها من ذاكرتي ما حييت...والله لم أفهم شيئا مما حصل في تلك المباراة... ما الذي حصل بالضبط..؟ - قلت لك إني لم أفهم شيئا, أنا أحاول دائما أن احمي اللاعبين وأن أكون الوحيد في الواجهة خاصة وقت الهزائم,لكن ما حدث في مباراة قابس غير معقول وغير مقبول بالمرة...النادي الإفريقي يلعب بذلك المستوى والمردود ضد مستقبل قابس، هذا أمر لا يمكن أن أتخيله...مع احترامي لفريق مستقبل قابس ولكل «القوابسية» وللعزيمة الكبيرة التي أظهرها لاعبو قابس فان الإفريقي لا يمكن أن يؤدي بتلك الطريقة وان ينهزم بذلك الأسلوب...ما حدث لم استوعبه إلى حد الآن, هناك لاعبون من الإفريقي مرّروا الكرة إلى مهاجمي قابس وكأنهم يدعونهم لهزّ شباكنا... هل مازلت تعتبرها شباكك..؟ - أنا دائما وأبدا ابن النادي الإفريقي وأنا محب للإفريقي قبل أن أكون مدربا له وهذا ما صعب من مهمتي وحزّ في نفسي أن أغادر بهذه الطريقة... أنا لا اتهم اللاعبين ولا أريد أن أتكلم هكذا عن فريق اسمه النادي الإفريقي ويعني لي الكثير، لكن حقيقة لم أفهم ما الذي جرى في ملعب المباراة وما الذي فكرّ فيه اللاعبون ما بين الشوطين... لا أود أن أخدع جماهير الإفريقي ولست من الذين يتهكمون على الفرق المنافسة لكن اللعب ضد قابس وتحديدا إذا تعلق الأمر بالنادي الإفريقي فهذا لا يستحق مدربا...لنفترض جدلا أني مدرب فاشل...الإفريقي قادر على التغلب على قابس دون مدرب,مستبقل قابس يحتل المراكز الأخيرة وسجل على امتداد البطولة 10 أهداف لكنه كان قادرا على تسجيل سداسية كاملة في مرمانا... ما حدث أمر غريب حقا والى حد اللحظة أنا مصدوم... لنكن صريحين مع جمهور الإفريقي, هل هناك «صابوتاج» متعمد...؟ - صابوتاج...؟ ممكن...لكنّي لا أحبّذ أن أتحدث هكذا على أبنائي, لكني من جهة لم أجد تفسيرا لما حدث في قابس... لكن هناك من اللاعبين من توجه لك بعد تسجيل الهدف تعبيرا عن مساندته لك... - بطبيعة الحال,الإفريقي فيها رجال, بلال العيفة راجل لذلك أنا أحب هذا اللاعب كثيرا وهناك مثله في الفريق لكن ما رأيته خلال الشوط الثاني «حبّسلي مخّي»...قد يكون هناك من في الفريق لم تعجبه سياسة الانضباط فكان ما كان والأكيد انك فهمت قصدي «خويا عربي»... تقصد خلافك مع زهيّر الذوادي...؟ - خلافي لم يكن مع زهيّر الذوادي, الإفريقي تغير كثيرا وتونس كذلك,الإفريقي مر بظروف عصيبة خلال هذا الأسبوع, ايزيكال تخاصم مع حمزة المسعدي, وفيكتور لم يكن يريد المشاركة في المباراة واللاعبون هددوا بالدخول في إضراب بسبب عدم الحصول على مستحقاتهم...العوامل كلها كانت تلعب ضدنا حاولت حماية اللاعبين والوقوف إلى جانبهم وطلبت منهم على الأقل نقاط مباراة قابس والفوز ومن ثم يكون لكل حادث حديث وسعيت بكل الطرق لتقريب وجهات النظر بين اللاعبين ورئيس النادي على اعتبار أن هذا الأخير لا يدخر جهدا للدفاع عن مصالح الفريق وتوفير مستحقات اللاعبين وذكرتهم بأننا في الإفريقي والواجب يتطلب منا التضحية كما أن البلاد بطم طميمها «واقفة» والعتروس لم يبق أمامه سوى بيع منزله إرضاء للاعبين لكن كل هذا لم ينفع والذي شاهدته في أرضية الميدان «قهرني"... عيب أن تحصل مثل هذه الأمور في فريق اسمه النادي الإفريقي , لاعب مثل أيمن السلطاني يأتي قبل ليلة من موعد مباراة ويتعلل بضياع جواز سفره وكأني مدرب ياباني أو صيني لا أفهم خبث اللاعبين «التوانسة»...الناس أصبحوا يكرهون الانضباط وهذا ربما ما جنى عليّ. لكن نتائج الإفريقي ومردوده لم ترتق إلى المستوى ليس في مباراة قابس فقط...؟ - بصراحة الرصيد البشري للإفريقي متوسط لا غير, نملك لاعبين شبانا ممتازين لكنهم في طور التعلم والتطور...لدينا لاعبون لم يلعبوا كرة القدم منذ 10 أشهر على غرار البرازيلي فيكتور وأمير الحاج مسعود وعبد الكريم النفطي كما ان لدينا لاعبين وزنهم زائد وهذا ما جعل الإفريقي يصل إلى هذا المستوى لكن مع ذلك مباراة قابس لم تدخل «رأسي»...أنا لو كنت في الدفاع لما تمكن مهاجم قابس من تسجيل الهدف الأول...ايزيكال تفنن في إهدار الفرص ولم يرغب في تسجيل الهدف الثاني والجباري لم يعد يعرف كيف يروض الكرة فما دخلي أنا...؟ لاعب مثل ايزيكال سجّل هدفا وحيدا في ثماني مباريات وكان بإمكانه تسجيل 13 هدفا على الأقل وجيء به إلى الإفريقي مقابل 400 ألف أورو... مع احترامي لقابس مرة أخرى لو تعاد المباراة ألف مرّة لا يمكن أن يلعب الإفريقي بتلك الطريقة... نحن خسرنا المباريات الثلاث الأخيرة بنفس الطريقة, اللاعبون يتراجعون إلى الدفاع بشكل غريب رغم أني احذرهم من ذلك ما بين الشوطين لكني لا افهم ما الذي يدور في أذهانهم. كيف تم الاتفاق بينك وبين الهيئة المديرة..؟ - جمال العتروس خويا وصديقي وكان لا يمكن أن أورطه معي أكثر ويكفيه ما يعانيه، لذلك فضلت الانسحاب مع أني قد طالبت بذلك بعد مباراة الدربي...لا أريد أن اخلق أو أتسبب في مشاكل لأي كان معي لذلك كان لا بدّ من فك الارتباط... «يزّي من تونس» فقط أطلب من جماهير النادي الإفريقي أن تسامحني وأشكر كل من وضع ثقته في وساند عودتي وأجدد له اعتذاري حاولت بشتى السبل تشريف النادي الإفريقي لكن للأسف لم أوفق...سأعود إلى الجزائر لأني اشتقت إلى عائلتي ويكفيني ما عانيته هنا...