قال فتحي الجربي في تصريح خاص ل «التونسية» أن مصائب حزب «المؤتمر» والمشاكل الداخلية التي يعيشها الحزب حاليا، سببها حركة «النهضة» التي تعمل على «إضعاف الحزب وتدميره» وأنها وراء التجاذبات والانقسامات الحالية، مشيرا إلى أن الهدف من وراء ذلك هو إزاحة الحزب من الساحة السياسية، ملاحظا أنه بعد انقسامه لن يشكلّ خطرا عليها ولن يكون منافسا قويا لها في الانتخابات القادمة. وأضاف الجربي: «لقد تسرّب إلى الحزب أشخاص، وهؤلاء لديهم انتماءات «نهضوية» وهناك من لديه صلة قرابة ب «النهضة» ولديهم خطة كاملة لتدميرالحزب وجرّه نحو الهاوية». وقال: «هؤلاء لا يهّمهم حزب المؤتمر ولا تعنيهم المصلحة العامة بتاتا، وهناك فئة من «الانتهازيين» تحصلت على مناصب في الحكومة دون «تصويت «بل عن طريق «إملاءات» فوقية من الحكومة، فقائمة الأشخاص الذين تم اختيارهم للمناصب الوزارية تمت عن طريق «الولاءات» للحزب الحاكم، وأغلب هؤلاء تحصلّوا على أقلّ الأصوات عندما قمنا بالتصويت الداخلي لكنه وللأسف ترك على جنب». وقال الجربي: «رشحّنا عبد الرؤوف العيادي، لوزارة العدل نظرا لكفاءته لكن تمت إزاحته وإقصاؤه عمدا وتم وضع الأسماء التي يستطيعون تطويعها حتى أن المرزوقي تلقى الأوامر لإبعادنا من الحقائب الوزارية". ويعتبر فتحي الجربي أن الانقلاب الذي حصل داخل حزب «المؤتمر» وخاصة من مكتبه السياسي «مبني على سياسة الغاب، لأنه لم يخضع للنظام الداخلي وأنه كان لا بدّ من انتخابات ومن احترام القوانين، لكن كل ذلك لم يحدث". وأضاف: «هؤلاء (المنقلبون على الشرعية) يعملون على عرقلتنا وهدفهم واضح وبالتالي كل شيء وارد في الأيام القليلة القادمة، حتى أننا فكرنا في إنشاء حزب آخر لأن الضغوطات كبيرة، وما يحدث في الكواليس غريب فهولاء ينشطون في الخفاء ويعقدون اجتماعاتهم «ليلا» ثم نفاجأ بالقرارات، وحاليا أنشأنا مجلسا وطنيا مصغراّ ولدينا اتصالات بالمكاتب الجهوية وقمنا بعدة اجتماعات ووجدنا مساندة كبيرة من المناضلين لأنهم يفرقون بين من يخدمون الحزب ومن يخدمون مصالحهم الضيقة، حتى أنه في اجتماع قمنا به مؤخرا في صفاقس كان الحضور لافتا للانتباه، في حين أن المنقلبين على الشرعية جمعوا 4 اشخاص فقط، و تقريبا كل نشاط نقوم به يقابله نشاط مواز من قبل هذه الفئة». وقال فتحي الجربي: «لقد علمنا أنهم سيعقدون مجلسا وطنيا يوم 12 ماي و نتساءل كيف يعقد مجلس دون أمين عام ودون اجتماع الكتلة ؟". ووصف الجربي موقف المرزوقي بالغريب و«السلبي» وقال: «لقد كلّفنا كرسي الرئاسة غاليا، فالمرزوقي خضع لإملاءات «النهضة» وأصبح يميل لها، وقال لي حرفيا «لا أريد مشاكل فأنا في عنق الزجاجة". وأضاف الجربي: «لقد بدا لي المرزوقي مهموما حتى وهو داخل القصر الرئاسي فالمبادئ التي ناضلنا من أجلها سنوات وأسّسنا من أجلها حزب «المؤتمر» كنبذ العنف ...يبدو أن الكرسي «غيّرها» خاصة وأن مواقف المرزوقي غامضة وتفتقر إلى الوضوح". وقال: «نحن الثلاثة أي أنا و عبد الرؤوف العيّادي، وأم زياد من كوّن حزب «المؤتمر» بمجهوداتنا و ليس «المرزوقي» ولن نغيّر مبادئنا للظفر بحقائب داخل الحكومة، والمؤتمر لن يكون حزب بن علي لنناشد «المرزوقي» الترّشح للرئاسة في الانتخابات القادمة".