نظم طارق بن عمار يوم السبت الماضي حفلا على شرف المشاركين في الدورة الأولى لمهرجان الفيلم التونسي بالهاتف الجوال (27-28-29 أفريل 2012) Tunisian Mobile Film Festival بحضور عدد من وسائل الإعلام كانت «التونسية» من بينها، فضلا عن حضور المخرج الفرنسي «جان جاك أنو» وعدد من السينمائيين التونسيين أبرزهم علي بنّور وفتحي العكاري ومحمد الزرن ومعز بن حسن. "التونسية" حاورت طارق بن عمار ... أنت رجل محترف منذ عقود، ما الذي دفعك لتنظيم مهرجان للهواة لفيلم الهاتف الجوال؟ السينما تبدأ بالشبان والشباب التونسي يحتاج إلى فرصة فلا هو اليوم قادر على ارتياد القاعات لأن جلها أغلق ولا يمكنه الإنتاج لغياب الإمكانيات. أنا عندي إمكانيات، أستوديو في الحمامات وآخر في بن عروس ومخابر قمرت وأعتقد أنه من واجبي أن أساعد هؤلاء الشباب بتمكينهم من استوديوهات التصوير والملابس والمعدات التقنية والتكوين والإحاطة من طرف متخصصين من تونس وخارجها. كما وضعت المخابر على ذمتهم خاصة وأن فكرة المهرجان ليست فكرتي بل هي لأحد الشبان العاملين معي وهو أيمن المكي «فاهم آش قاعد يصير في البلاد»، لذلك لم أتردد لحظة في الموافقة على اقتراحه. دوري اليوم أن أساعد كل من له أفكار ليجرب مدى قدرته على أن يكون مخرجا أو لا. هل ينوي طارق بن عمار أن يجرب أن يكون مخرجا؟ (مستغربا) أنا أجرب الإخراج؟ لا، أفضل أن أساعد الآخرين، أنا منتج ولا يمكنني أن أكون غير ذلك. في صورة اكتشاف مواهب من بين المشاركين، أي مصير ينتظرها في سوق سينمائية ضعيفة؟ أنا التزمت منذ البداية بأن آخذ بيد الفائز أو الفائزين «باش نقريهم، نهزهم للخارج» سأساعدهم ولكن أن ينجحوا أو لا فهذا موضوع آخر، لا شيء يحول دون أن يفتك بعض المشاركين بما لمسته من مستوى عال لأفلامهم القصيرة حول موضوع «العلم الوطني» أماكنهم في السوق العالمية، لقد شاهدتم الأفلام العشرة المترشحة وأقولها بصدق، مستوى بعض هذه الأفلام أفضل بكثير من مستوى مخرجين محترفين، لا أسميهم في تونس وخارج تونس. لابد من منح الثقة للشباب وآمل أن أرى من بين هؤلاء السينمائيين الطموحين من يدخل السوق الأمريكية كما فعل بولانسكي وغيره من مخرجي أوروبا الشرقية. لفت انتباهي أنك تحدثت خلال السهرة عن فيلم «البوعزيزي» الذي سيخرجه محمد الزرن. هل مازال المشروع على قيد الحياة؟ طبعا، المشكل أن كثيرا من «التوانسة ما يصبروش، ديما مزروبين»، أما أنا فرجل محترف آخذ وقتي في إعداد السيناريو سنة وحتى أكثر إن لزم الأمر، ما الفائدة من العجلة؟ ألتقديم فيلم هزيل؟هل نعجّل فقط من أجل إرضاء زيد أو عمرو؟ «ناخذو وقتنا» أن تقدم فيلما عن البوعزيزي فمسؤولية أخلاقية وفنية، لأن المرحوم البوعزيزي هو الذي أشعل فتيل الثورة التونسية والثورات العربية. ولا يمكن التعامل باستسهال مع فيلم عنه، وقد اتفقت مع المخرج محمد الزرن على أن نعمل برويّة وتأنّ وسنصور الشريط بعد الانتخابات القادمة و تكون بلادنا آنذاك قد استقرت ويمكن للمشاهد أن يقبل على الفيلم ويسأل عما حدث ولماذا؟ ومن هو البوعزيزي ولماذا في سيدي بوزيد؟ ما جديدك كمنتج؟ «عندي برشة حاجات»، لكن في عالمنا يفضل عدم إفشاء مشاريعك، عموما كل سنة أصور فيلمين أجنبيين في تونس، وقريبا نصور فيلما بعنوان «برابص»، بعده نشرع في تصوير فيلمين في استوديوهاتنا ما تعليقك على قرار وزارة الثقافة عدم المشاركة في مهرجان «كان» هذه السنة وإلغاء الجناح التونسي في القرية الدولية؟ «ما سمعتش بالموضوع»، لست متابعا، ماذا قال وزير الثقافة؟ قال ليس لنا أفلام لنشارك؟ إن لم تكن لنا أفلام فلماذا نشارك؟ الوزير عنده الحق، أنا حين أحضر في «كان» فعلى نفقتي الخاصة « بفلوسي» والدولة اليوم ليست لها موارد كافية، في رأيي الاقتصاد التونسي ضعيف والسينما ليست أولوية الآن ومن يريد الذهاب إلى «كان» فليفعل ذلك بأمواله، هذا رأيي اليوم وأنا على ذمة كل السينمائيين وداري في «كان» على ذمتهم وكل تونسي يأتي إلى «كان» هو ضيفي والتوانسة في الخارج إخوتي ونحن يد واحدة ونترك الخلافات جانبا. هل مازلت على موقفك بعيدا عن السياسة؟ لم أكن يوما محبا للسياسة، أنا مغرم بالسينما والثقافة، فلنترك السياسة لمن يتقنها. هل تونس في الاتجاه الصحيح مع حكومة الجبالي؟ في رأيي، ماشية وموش ماشية. كيف ذلك؟ «لا بد من إعطاء الوقت للوقت» كما كان يقول «ميتران»، نخليوهم يخدموا خاصة وأن الصحافة تقوم بدورها في التنبيه إلى النقائص، لا بد أن نصبر على هذه الحكومة بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة، نحن في حاجة إلى بعضنا البعض ولابد أن نساند هذه الحكومة التي اختارها الشعب وإن فشلت فيمكن للتوانسة أن يقولوا لها «شد دارك» في الانتخابات القادمة. يتردد أنك لست بعيدا عن مبادرة الباجي قائد السبسي؟ سي الباجي صديقي وهو رجل أنقذ تونس وأدى الأمانة ونظم الانتخابات التي أفرزت المجلس الوطني التأسيسي هل يمكن لقائد السبسي أن يكون له دور في المرحلة القادمة؟ سي الباجي عمره 86 سنة، يمكنه أن يساعد من له مستقبل، لأني لا أظن أنه سيترشح أو سيبعث حزبا، هو نفسه قال هذا الكلام، لا أعتقد أن له طموحات شخصية ولكن يمكنه أن يفيد بخبرته جيل الشباب من رجال السياسة. كيف تتوقع أن يكون حكم المحكمة يوم 3ماي في قضية «نسمة»؟ ثقتي مطلقة في القضاء التونسي، «إن شاء الله ما نغلطوش بإصدار حكم ضد «نسمة» في اليوم العالمي لحرية الصحافة، في رأيي ما يصير شيء".