عقب توجهه للرأي العام بنداء لضرورة مساهمة الجميع في القضاء على البطالة بمناسبة العيد العالمي للشغل، عقد أمس حزب «الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء» ندوة صحفية بالعاصمة ، بغية التباحث في موضوع التشغيل وما وصلت إليه الحكومة الحالية في معالجة هذا المطلب، محذرا من مغبة تهميش هذا المشغل او محاولة تسييسه، مناديا للإسراع بوضع الإجراءات العملية ، التطبيقية والملموسة على ارض الواقع ومتوجها بدعوة لذوي الاختصاص بأن يتقدموا بالمقترحات الجدية والناجعة التي من شأنها أن تقلل من نسب هذه «الآفة» وتفتح آفاقا جديدة للتشغيل. تميزت الندوة الصحفية بحضور عدد من ممثلي ورؤساء الاحزاب (عبد الوهاب الهاني عن «حزب المجد»، خالد الكريشي عن «حركة الشعب»، مصطفى صاحب الطابع عن «حزب الوفاق»، عز الدين بو عافية عن «حزب الوحدة والاصلاح»...) والجمعيات وممثلي مختلف مكونات المجتمع المدني ومختصين في موضوع التشغيل(منية بوصرصار مديرة جهوية للتكوين المهني والتشغيل،بلعيد اولاد عبد الله اخصائي في علم الاجتماع السياسي،محمد هدار اخصائي اقتصادي،عبد المجيد عبدلي اخصائي في القانون الدستوري..) وحتى من العاطلين عن العمل أنفسهم ...وسط حضور اعلامي محترم. افتتحت مؤسسة حزب «الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء» وأمينته العامة السيدة «آمنة منصور القروي»، سلسلة المداخلات بكلمة سعت من خلالها الى تبيان ما يكتسيه موضوع التشغيل من «أهمية وحساسية في ذات الآن» -على حد تعبيرها-، مضيفة «ان موضوع التشغيل موضوع فائق الحساسية ويجب ألاّ يظل مهمشا أو أن يتم تسييسه حتى لا يتحول الى آفة تنخر مجتمعنا وتهدد استقرارنا، بل على العكس يجب ان نتعامل معه كهدف توافقي وان نسعى الى تكثيف الجهود وتوحيد المساعي بغية الحد من تضخمه». وأشارت الامينة العامة ل«الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء»، الى ان معالجة مشكل البطالة ليست بمنأى عما تقتضيه العديد من القطاعات الحيوية في البلاد من اصلاح ومراجعة، قائلة : «الكل يعرف ان معالجة هذه القضية لا تتم الا عبر اصلاح قطاعات حيوية في البلاد ومراجعة القوانين المتصلبة». كما تقدمت السيدة «آمنة منصور القروي» ببرنامج «الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء» لدعم الاقتصاد وهو برنامج «قادر على تغطية كل القطاعات وكل الجهات ويأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الجهوية دون استثناء ولا إقصاء ولا تهميش» -حسب قولها-، ويتضمن البرنامج 11 مقترحا يدعو في مجمله إلى ضرورة استقطاب المستثمرين المحليين والاجانب من خلال تكوين موارد بشرية ذات كفاءة عالية تستجيب لحاجيات المؤسسة وقادرة على خلق تناغم بين التكوين والتربية والبحث والتجديد «لما في ذلك من قدرة على ارساء مناخ استثماري شفاف، عادل ودائم يضمن حرية المبادرة الخاصة ولا يتضمن تراخيص ادارية مسبقة ومعقدة...» -حسب قولها دائما-. وطالبت «الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء» في برنامجها بضرورة تركيز ادارة وطنية عصرية تتميز بالسرعة والشفافية والجدوى وتقطع مع المحسوبية والرشوة...و القيام بدراسات استراتيجية قطاعية معمقة ودقيقة والشروع في دراسات جهوية ترتكز على المزايا التفاضلية... كما اقترحت الحركة خلال هذه الندوة الصحفية ان تتخذ كافة الاجراءات الفورية في شأن اربع نقاط اعتبرتها جوهرية لتجاوز الازمة، ألا وهي المحافظة على مواطن الشغل الفعلية، التشجيع على العمل بالخارج ومراجعة اتفاقيات الهجرة والانفتاح على الاسواق الخارجية، اعتماد آليات التقاعد المبكر والبحث عن حلول داخلية او خارجية لدعم صناديق التغطية الاجتماعية والمساهمة بيوم عمل تلقائي وتطوعي من قبل الشغالين بشكل يساهمون من خلاله في الحد من البطالة. كما تم خلال هذه الندوة تقديم آخر الاحصائيات ذات الصلة بموضوع البطالة بغية وضعها في الحسبان اثناء التعاطي مع هذا الملف الحارق.