بالتعاون مع البلديات انطلقت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي في حملات تنظيف وتهيئة عديد الشواطئ استعدادا لموسم الاصطياف. وقد أعدت الوكالة قائمة في الشواطئ التي ستحظى بالتدخل والتي ستكون مجهزة بالمرافق الضرورية والتجهيزات التي يحتاجها المصطاف .وتعتبر جهة الوطن القبلي الأولى على مستوى عدد الشواطئ نظرا لطول شريطها الساحي الذي يبدأ من سليمان غربا وصولا الى مدينة الحمامات ، وهو اطول شريط ساحلي في البلاد .لذا دأبت الوكالة وكل المتدخلين لا سيما البلديات على توفير كل الامكانيات للتدخل في الشوطئ المهيئة في مثل هذه الفترة من كل سنة مع إعطاء الاولوية للشواطئ التي تعرف بكثرة مصطافيها من حيث تركيز المرافق وتوفير خدمة الحماية المدنية ونقاط مراقبة مياه البحر وتحليل عينات منها قبل حلول فصل الصيف . من البحر أفضل إلاّ انه ورغم طول الشريط الساحلي وجماليتة وتنوعه على مستوى المنظومات البيئية التي تتشكل كمحميات طبيعية في عدة مناطق بالجهة ، فإن ما يمكن ملاحظته ان اكثر من نصف هذا الشريط وخاصة الجهة الغربية منه لا تزال تحتاج الى مخططات استغلال افضل مما هي عليه ، فلو اخذنا على سبيل الذكر لا الحصر من الشريط الساحلي بين قربص والهوارية لوجدنا بعض الشواطئ المعروفة منذ القدم والتي تشهد إقبالا مكثفا، كشاطئ «المنقع» الذي يمتد على مساحة مئات الامتار في شكل نصف دائري فإن الوصول اليه برا يتطلب استعمال عربات رباعية الدفع والجرارات الفلاحية نظرا لصعوبة الطريق الوعرة وهناك من يأتي إلى الشاطئ المذكور بحرا قادما من الضاحية الشمالية للعاصمة بواسطة زوارق صغيرة وهو ما يؤكد اهمية الشاطئ ودوره في الحد من الضغط على الشواطئ القريبة منه وحتى شواطئ العاصمة . شهرة عالمية هناك ايضا سلسلة من الشواطئ التي يمكنها الاسهام في تنويع المنتوج السياحي، فشاطئ «الخربة» فضلا عن نقاوة مياهه و درجة ملوحتها العالية يمتاز بقربه من منطقة جبلية تتشكل من نباتات «العرعر» و «الذرو» و«الخلنج» و«الريحان» التي تزكي بروائحها العطرة المكان الذي تنبع منه عيون مياه طبيعية مثل «عين الخربة» و«عين القصبة» ذات درجة برودة عالية. ورغم ذلك فهو يحتاج الى تهيئة الطريق المؤدية اليه وتركيز بعض المرافق ولو بعدد قليل ،أما شاطئ «الرتيبة» فهو الافضل على الاطلاق بالساحل الغربي لشبه جزيرة الوطن القبلي فهو يتميز بطول منطقته الشاطئية الرملية المفتوحة على البحر بشكل تام وهو ما يجعل السباحة فيه تتطلب توخي الحذر الشديد في حالات معينة ، هذا الشاطئ حاز شهرة عالمية في الاعوام الاخيرة عندما تحولت رماله الكثيفة الى فضاء لتجربة بعض ماركات السيارات العالمية الالمانية منها بالخصوص ورغم شهرته هذه فإنه لم يتحول بعد الى شاطئ مهيأ على مستوى توفير ما يحتاجه المصطاف من مرافق . ويبقى شاطئ النخلة او «شاطئ مرسى الامراء» من اكثر الشواطئ الغربية للوطن القبلي شهرة اذ انه الوحيد من بين الشواطئ السابقة الذي يمكنك الوصول اليه عبر طريق معبدة فضلا عن المأوى الذي يتسع لمئات العربات ودورات المياه والواقيات الشمسية وغيرها من التجهيزات ،غير أنه يشكو من نقص في حملات التنظيف والتقليص من نبات «الضريع» وتركيز عدد أكبر من الحاويات وتكثيف دورات رفع الفضلات . وعموما هذه الشواطئ المنسية يمكنها ان تتحول في المستقبل الى اقطاب للسياحة البيئية تنشط الجهة وتوفر العديد من مواطن الشغل وتنمي العديد من المناطق التي تعاني الحرمان والتهميش