كشف الناشط والمناضل النقابي والسياسي عدنان الحاجي في تصريح خص به «التونسية» خفايا محاكمته والمؤامرة التي تتعرض إليها منطقة قفصة بتواصل حرمانها من حقها في التنمية حسب تعبيره . كما كشف عدنان الحاجي سر اللقاء الذي جمعه الأسبوع المنقضي في قصيبة المديوني بالرئيس المنصف المرزوقي . "التونسية" تنشر هنا فحوى الحوار الخاطف الذي أجرته مع الرجل بعد يوم من قرار فتح تحقيق قضائي معه بتهمة التحريض على القتل وإثارة الهرج. لو تحدثنا قبل كل شيء عن حقيقة محاكمتك ، هل تلقيتم دعوة رسمية للتحقيق ؟! بداية لم أتلق أية دعوة للمثول أمام أية جهة قضائية واستمعت لخبر محاكمتي عبر وسائل الإعلام وهنا أدين المحاكمة المسبقة التي تمت لي عبر الإعلام مما يؤكد أن المحاكمة سياسية ومحاولة جديدة لتهميش مطالب أهالي الجهة من أجل الحق في عيش لائق وبكرامة ويؤكد أن جهة قفصة لم تلق حظها مع هذه السلطة الجديدة وتواصل الوضع كما هو مؤشر خطير. هل أنت مستعد للمحاكمة من جديد؟ وكيف تتوقع رد فعل أبناء الجهة على هذه المحاكمة ؟ أولا إنني أحذر من محاكمتي من جديد لأن المحاكمة ستكون منعرجا خطيرا على الوضع الامني وإنني أقول إن محاكمتي سنة 2008 لا تختلف كثيرا عن محاكمتي سنة 2012 وكلها مكائد لفقت لشخصي هدفها تركيع الجهة وإخضاعها للسلطة السياسية وليعلم الجميع أنني لم أحرض على القتل بل كنت من المساهمين في الحفاظ على الأمن والاستقرار في ظل غياب تام للسلطة وان الذين دعوا الناس للاقتتال هم أطراف أخرى هدفها بث الفوضى في الجهة وكان أولى بهذه الحكومة جلب القتلة الحقيقيين الذين قتلوا ثوار الجهة سنة 2008 وكنا نحن من أشعل فتيل هذه الثورة ودفعنا الثمن غاليا لكن ها أنه تتم مجازاتنا بالمحاكمات . لكن أصابع الاتهام موجهة إليكم فبماذا تردون ؟ ان سلسلة الأحداث تؤكد أن عدنان الحاجي لا يدعو إلى الفوضى أو التخريب لكنني جاهز للمحاكمة وأقول للسلطة أنتم ترتكبون حماقة كبيرة بمحاكمتي ولا سيما أن أبناء الجهة سيعودون للاحتجاج مع انطلاق المحاكمة كما تلقيت سيلا من المساندة من الأصدقاء في الداخل والخارج لأن الجميع واع بأن المحاكمة سياسية ومشابهة لمحاكمة 2008 . كيف ترى الوضع الحالي في قفصة و كيف تصفون ما جرى يوم السبت أثناء زيارة الوفد الوزاري للجهة ؟! إن الوضع الحالي لا يسر بالمرة وهناك عدم رضاء جماهيري تجاه سوء معاملة الجهة التي قدمت شهداء الحوض المنجمي وترى أن وضعية الجهة تدهورت أكثر كما تم تهميشها إضافة إلى غياب مؤسسات الدولة من أمن وإدارة وخدمات وهو نهج خطير تعتمده الحكومة الحالية مما يؤشر لإمكانية عودة المواجهات من جديد . وإنني أدعو إلى حوار جدي ومسؤول بعيدا عن الوعود الكاذبة ونحن نريد مصداقية حقيقية من طرف الحكومة وهو أمر تفتقده اليوم. ثم أنظروا كيف تعامل الوفد الوزاري مع أهالي الجهة ومع مكونات المجتمع المدني وفي مقدمتهم الاتحاد العام التونسي للشغل حيث تم طرد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة بشكل مهين ولا يشرف رغم الدورالذي يقوم به الاتحاد في قفصة لتوفير الاستقرار. إن سلوك الوفد الوزاري وتجنيده «الباندية» والميليشيات يعتبر سلوكا خطيرا كما أن اعتذار الوالي للكاتب العام للاتحاد الجهوي لم يكف حيث رفض الجميع الحضور في هذه الجلسة والتي شهدت محاورة ومغالبة حركة «النهضة» لنفسها بعيدا عن حضور مكونات جهة قفصة من احزاب ومنظمات خصوصا مع مشاريع تنموية ضعيفة لا تلبي حاجيات ومطالب أبناء الجهة . لتتحول للحديث عن موضوع آخر يتمثل في سر اللقاء الذي جمعك برئيس الجمهورية الأسبوع المنقضي، هل كان مبرمجا له وماذا دار بينكما ؟ اللقاء الذي تم بيننا لم أكن أعلم به حيث دعاني صديقي وأخي عبد الرحمان الهذيلي لزيارة قصيبة المديوني ففوجئت بحضور السيد محمد المنصف المرزوقي الذي يبدو أنه طلب من عدد من الأصدقاء تسهيل زيارته التي يريد القيام بها إلى الرديف لحضور يوم الشهيد. وقد تم ترتيب هذا اللقاء دون علمي بذلك لكنني رحبت بزيارة المرزوقي للرديف حتى يستمع إلى مشاغل أبناء الجهة الذين يحتاجون إلى الإصغاء لمطالبهم ومشاكلهم لذلك أقول مرحباً بسيدي الرئيس في الرديف وذلك مهما كانت صلاحياته مع العلم أن مستشاريه نصحوه بعدم القيام بالزيارة لأسباب أمنية ونحن نؤكد مجددا أنه لن يلقى منا سوى الترحاب. كيف ترى مستقبل البلاد ؟!! إن إنقاذ البلاد وإنجاح الفترة الانتقالية مسؤولية الجميع وليست مسؤولية الحكومة فحسب لذلك أدعوها لسماع بقية المواقف وعدم إقصاء أي طرف وعليها تقديم تنازلات ونحن مستعدون للحوار ونطلب منها الصدق في القول والابتعاد عن الوعود الكاذبة ،نحن نريد عقدا واضحا مع الحكومة بعيدا عن الوعود الكاذبة .