نسعى لإقناع "الفيفا" باللعب في ليبيا كانت فترة الثورة في الشقيقة ليبيا دامية جدا عكس ما حصل في تونس ومصر مما انجر عنه عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين وقد نتج عن ذلك انقطاع مختلف الأنشطة وخاصة الرياضية ولهذا السبب سافر المنتخب الليبي الشقيق الى غينيا الاستوائية والغابون لخوض نهائيات كاس أمم افريقيا 2012 وسط توقعات بتقديم مردود سيء جراء النقص في التحضيرات الا أن المنتخب الليبي نجح في تقديم مستوى جيد وفرط بنفسه في ورقة العبور للدور الموالي وقد نجح هذا الفريق في تدعيم هذا المستوى في التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل حيث يحتل الآن الطليعة في مجموعته التي تضم الى جانبه كلا من الكامرون والطوغووجمهورية الكنغوالديمقراطية. واثر المباراة التي جمعت الأشقاء الليبيين بنظيرهم الكامروني بملعب الطيب المهيري بصفاقس والتي فازوا فيها بهدفين لهدف واحد، التقت «التونسية» السيد مفتاح كويدير رئيس اتحاد الكرة في الشقيقة ليبيا ليحدثنا أكثر عن المنتخب والكرة في ليبيا عموما فكان الحوار التالي مع الاشارة الى اننا اثناء الحوار معه تلقى مفتاح كويدير اتصالا هاتفيا من رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ليهنئه بانجاز المنتخب وتشريف الكرة الليبية : أولا مرحبا بكم على أعمدة «التونسية» وتهانينا بالانتصار الثمين على الكامرون. شكرا لك وللجماهير التونسية على الوقوف الى جانب المنتخب الليبي في مباراته ضد الكامرون وهذا ليس بغريب عنكم والحمد لله أننا كنا عند حسن الظن وتمكنا من الاطاحة بالمنتخب الكامروني العتيد في هذه المباراة الصعبة وتمكنا بالتالي من انتزاع الصدارة منه على أرضية ملعب الطيب المهيري. كنتم تابعتم اللقاء مباشرة من الملعب كيف رأيتم المقابلة؟ للأمانة لقد كان اللقاء صعبا جدا على منتخبنا الليبي وقد بذل اللاعبون مجهودات جبارة للاطاحة بمنافسهم الا أن ذلك لا يحجب كون بعض اللاعبين لم يكونوا في يومهم وقد كان الفريق الكامروني جيدا بلياقة بدنية عالية جدا ولعب مباراة قوية من الناحية الفنية ولم يكن من السهل الفوز أمامه خاصة أنه يمتلك فرديات ممتازة بامكانها احداث الفارق في لحظة. وصلتنا أخبار بأن الفريق الليبي كان قدم مباراة جيدة جدا أمام الطوغو وكان قاب قوسين أوأدنى من الفوز لماذا هذا التراجع أمام الكامرون؟ وهو كذلك لقد قدمنا عرضا كرويا ممتازا أمام الطوغو على أرضه وكنا قريبين من الانتصار وأما التراجع فربما تعود أسبابه الى عدم التمرن اثر مباراة الطوغو لبعض الأيام بسبب التأخر في القدوم الى تونس ويعود ذلك الى التأخر في الرحلة الجوية التي كان من المفروض أن تقل منتخبنا وبالتالي لم نتمكن من العودة الى المغرب الا في السادس من جوان قبل أن نستقل الطائرة من جديد للقدوم الى تونس. لكن والحمد لله فقد تمكنا من الفوز بفضل العزيمة الفولاذية للاعبين وهو ما من شأنه أن يجعلنا نحضر بقية اللقاءات القادمة بأريحية أكبر. نعلم أن مباراة المنتخب الليبي القادمة في تصفيات كأس العالم سوف تكون في شهر مارس 2013 فما هي المواعيد القادمة لهذا الفريق؟ تنتظرنا الآن البطولة العربية اضافة الى خوض التصفيات من الترشح الى النهائيات الافريقية التي سوف تحتضنها جنوب افريقيا بعد أن كانت مبرمجة في ليبيا الا أن أحداث الثورة المباركة وما تشهده البلاد من حالة عدم استقرار حتما نقلت البطولة لبلاد نيلسون مانديلا الا أن ما يجب ذكره هو التقسيم غير العادل للمنتخبات التي سوف تخوض غمار التصفيات حيث لم يراع الاتحاد الافريقي لكرة القدم التصنيف الأخير للفيفا والذي نحتل فيه المرتبة 42 والرابعة افريقيا والثانية عربيا وانما اعتمد تصنيف الثلاث سنوات الأخيرة لكن رغم ذلك سوف نستعد لأي فريق تضعنا القرعة في مواجهته وباذن الله سوف نترشح للنهائيات والتي سوف نثبت فيها امكانياتنا من جديد وننحت فيها مسيرة بارزة اذ أن خبرتنا سوف تزيد مما يمكننا من اعادة الاعتبار التام الى كرة القدم الليبية. لديكم بعض الملفات لدى الفيفا للحصول على الترخيص الدولي للاستفادة من بعض اللاعبين الليبيين في المهجر فأين وصلت الأمور؟ بالفعل لقد بدأنا في محاولاتنا لتعزيز الفريق الوطني ببعض اللاعبين الذين بامكانهم تقديم الاضافة ويأتي على رأس القائمة كل من اللاعب أيمن زايد المحترف في البطولة الايرانية لكرة القدم وأيضا لاعب الفريق الثاني لنادي مانشستر سيتي الانقليزي أحمد فهيم بن علي ونحن بصدد انتظار الترخيص القانوني للاتحاد الدولي لكرة القدم قصد الانتفاع بمجهوداتهما في أقرب وقت خاصة وأننا استوفينا جميع الاجراءات القانونية ولا تنقصنا الا الموافقة. كيف ترون بقية مشواركم في التصفيات بعد انتصاركم على منافسكم الأبرز في المجموعة المنتخب الكامروني؟ حسب آخر الأخبار التي وصلتنا فقد انتصر الفريق الكنغولي على الطوغو وبالتالي فاننا الآن نحتل صدارة مجموعتنا بأربع نقاط مقابل ثلاث نقاط لكل من الكنغو والكامرون ونقطة يتيمة للمنتخب الطوغولي لكن تبقى مجموعتنا مجموعة حديدية وليس بالأمر الهين احتلال صدارتها ولا زال الطريق صعبا أمام منتخبنا وان شاء الله وبالتحضير الجيد ومزيد من العمل الجماعي المنظم ومزيد من التحضير في كأس العرب القادمة التي نعول عليها لتمتين اللحمة صلب الفريق فاننا قادرون على المضي قدما في سبيل الترشح لنهائيات كأس العالم التي سوف تقام بالبرازيل سنة 2014. هل نستطيع القول أن الاتحاد الليبي لكرة القدم قد كسب رهانه بالتعويل على طاقم فني ليبي بقيادة المدرب عبد الحفيظ ربيش؟ الحمد لله الذي وفقنا في اختياراتنا بالفعل لقد راهنا على طاقم فني ليبي ولقد كانت هنالك العديد من العوامل التي ساهمت في هذا النجاح للمدرب المحلي الذي وضعنا فيه الثقة الكاملة ومن هذه العوامل سعي الجميع لتذليل الصعوبات من خلال توفير كافة ممهدات النجاح ماديا ومعنويا اذ قام الاتحاد بتنظيم تربصين في كل من مدينة ستة أكتوبر بالعاصمة المصرية القاهرة دام تسعة عشر يوما وآخر بحمام بورقيبة في الشمال الغربي التونسي ودام أيضا عشرة أيام وذلك من أجل اعداد الفريق جيدا لمقابلتي الطوغو والكامرون وكل ما نتمناه هو أن يستمر المنتخب في تحقيق المزيد من النتائج الايجابية. لنتحدث الآن عن البطولة الليبية هل هنالك مساع قصد اعادة النشاط الكروي في الشقيقة ليبيا؟ أولا أعلمك أن الجهازين الفني والاداري للاتحاد الليبي لكرة القدم جاهزان تماما لاستئناف البطولة الوطنية الا أن الاشكالية الوحيدة تتمثل في القرار الأمني من الوزارة المسؤولة ذلك أن الأجهزة الأمنية هي المخولة الوحيدة لتقرير موعد الاستئناف والذي ان شاء الله تم فان العودة سوف تكون دون حضور الجمهور مرحليا وذلك حتى تستقر الأمور وتحكم وزارة الداخلية قبضتها على الجانب الأمني. الى متى سيواصل الاتحاد الدولي لكرة القدم فرض حصاره على المنتخب الليبي واجباره على خوض لقاءاته خارج التراب الليبي؟ أولا ودون مجاملة فاننا نعتبر مباراتنا في صفاقس وكأنها في ليبيا وذلك نظرا للعلاقة المتينة بين الشعبين الشقيقين ولكننا عبرنا للاتحاد الدولي عن امتعاضنا من لعب مبارياتنا خارج أرض الوطن هذا وقد اتصلنا بالسكريتير العام للفيفا جيروم فالك الذي وعدني شخصيا بأنه سوف ينظر مليا في الموضوع اذ أنه سوف يبعث لجنة خاصة الى ليبيا في شهر جويلية لمراقبة الدورة الدولية الودية التي سوف ننظمها برعاية شركة خاصة وبحضور بعض المنتخبات العريقة واثرها سوف تعد هذه اللجنة تقريرا ترفعه الى السكريتير العام وسوف يترتب عن ذلك القرار الذي نتمنى أن يكون في صالحنا ويمكننا من العودة الى اللعب داخل قواعدنا وبين جماهيرنا. اذا رفضت الفيفا منحكم الترخيص للعب داخل قواعدكم هل سيكون ملعب الطيب المهيري مسرحا للمباريات التي تكونون فيها أنتم المستضيفين؟ أكيد فتونس بلدنا الثاني قولا وفعلا وسوف نلجأ اليها اذا لم نتمكن من كسر الحاجز الذي يفرضه علينا الاتحاد الدولي لكرة القدم لكن ما نتمناه حقا هوأن يستطيع الجمهور مواكبة اللقاءات بأعداد أكبر اذ أننا لم نتمكن من تحصيل الترخيص للعب بحضور الجمهور الا بمشقة كبرى ويعود الفضل في ذلك أساسا الى السيد وزير الشباب والرياضة التونسي طارق ذياب الذي تدخل بكل ثقله قصد ضمان الحضور الجماهيري ولوأن العدد كان ضئيلا وفي حدود الخمسة آلاف. سيد مفتاح بماذا تود أن تختم اللقاء؟ شكرا لك ولجريدة «التونسية» على هذا الحوار وان شاء الله بالتوفيق لمنتخبنا الليبي العزيز الذي سوف تكون له كلمة في النهائيات القادمة لكأس افريقيا للأمم التي سوف تحتضنها جنوب افريقيا بداية السنة القادمة والتي سوف نؤكد فيها المستوى الجيد الذي قدمناه في كأس الأمم الأخيرة والتي لولا الأخطاء الفنية للمدرب البرازيلي باكيتا حينها لتمكنا من الذهاب بعيدا فيها.