«من بنزرت إلى بن قردان السوّاح في أمان» هي الرسالة التي حملتها كل الأطراف المتدخلة في القطاع السياحي يوم أمس إلى السيد علي العريض وزير الداخلية في وقفة احتجاجية مطالبين الوزارة بحماية القطاع الذي لم يعد يحتمل المزيد من الهزات . وقال السيد محمد بالعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل على هامش الندوة الصحفية التي عقدها ممثلو المهن السياحية أن أحداث العنف الأخيرة التي عاشت على وقعها البلاد أعادت عجلة السياحة إلى الوراء وزادت من ضبابية المشهد بالنسبة لموسم 2012 في الوقت الذي كان المهنيون يحاربون من أجل استرجاع سمعة تونس في الأسواق الخارجية مشيرا إلى أن الأسواق المنافسة على غرار تركيا والمغرب إستفادت من هذه الأحداث بعد أن حوّل الوكلاء وجهة السواح إلى هذين البلدين . بالعجوزة الذي وصف القطاع بالهش أكد أن أحداث العنف الأخيرة وفرض حظر التجول كانت لهما إنعكاسات فورية على الحجوزات التي تم إلغاء جزء منها بنسبة تتراوح بين 15 و20 بالمائة مشيرا إلى أن المهنيين يتوقعون المزيد من ردّات الفعل خلال الأيام القادمة خاصة أن العديد من المحطات التلفزية الأوروبية كانت تنقل الواقع على الميدان مباشرة وهو ما سيكون له أثر سلبي على الحجوزات خلال موسم الذروة ناهيك أن القطاع يعول على إنقاذ ما تبقى من الموسم السياحي عبر حجوزات اللحظة الأخيرة خلال الشهرين القادمين. رئيس الجامعة الوطنية للنزل اعتبر أيضا أن الأحداث الأخيرة بمثابة الردة الإرتدادية للسياحة لأن القطاع كان يستعد لتطوير خدماته طبقا للمواصفات العالمية حتى تحافظ السياحة على مكانتها في النسيج الاقتصادي الوطني وتتمكن من المحافظة على 400 ألف موطن شغل مباشر وطالب رئيس جامعة النزل بتطبيق القانون على كل من تسوّل له نفسه المساس بالمصالح الوطنية في الوقت المناسب لا بعد استفحال الأمور التي وصلت حد الدعوة إلى القتل. فتح ملفات الفساد من جانبه دعا السيد محمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار إلى فتح ملفات الفساد في القطاع السياحي وتتبع كل من تثبت إدانته مؤكدا على تشبث المهنيين بمواصلة العمل من مواقعهم الحالية وعلى أنه ليس لديهم أيّة رغبة لا في تغيير أنشطتهم أو في نقلها خارج تونس وذلك من باب الوطنية ومن باب الإيمان بأن قطاع السياحة رغم كل الرجات التي مرّ ويمر بها سيبقى قاطرة للإقتصاد لكنه طالب في المقابل بتكاتف الجهود ودعم الأمن من أجل تفادي اللجوء إلى تفعيل قرار حظر التجوّل مرة أخرى . كما دعا التومي إلى تحييد القطاع السياحي عن التجاذبات السياسية مشيرا إلى أن رسالة المهنيين واضحة وصريحة وهي لا للإجرام لأن كل فعل إجرامي قادر على قلب المعادلة في القطاع في ظرف 24 ساعة غير أن تبعاته يمكن أن تتواصل عدة مواسم . وفي سياق متصل طالب ظافر بالطيب عضو الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار سلطة الإشراف بقول الحقيقة وعدم المغالطة مؤكدا على أن من يتحدث عن نجاح الموسم السياحي 2012 واهم وأن موسم العام الحالي ولى ّ ويجب التفكير في إنقاذ موسم 2013 . وقد أفادت مصادر من المهنيين أنه لا يجوز مقارنة أرقام الموسم الحالي من حيث نسبة النمو بموسم 2011 لأنها كانت تقريبا سنة بيضاء في السياحة معتبرين أن الأرقام الحالية تشير إلى أن الموسم الحالي لم يسترجع بعد أنفاسه مقارنة ب2010 وأن نسبة التراجع تقدر ب30 بالمائة . وقد أعلن يوم أمس خلال اللقاء الإعلامي عن الولادة الرسمية للإتحاد التونسي للمهن السياحية الذي سيجمع تحت رايته كل المتدخلين في القطاع والذي يعوّل المهنيون على أن يكون مركز قوتهم على غرار بقية المنظمات الوطنية .