حجوزات اللحظة الأخيرة العنوان الابرز باريس الصباح - وفقا لما صرح به السيد خليل العجيمي على هامش تواجد «الصباح» في فعاليات المعرض السياحي «توب ريزا» سيكون من العسير تحديد اختيارات السياح لعطلة اخر الموسم (شتاء 2009) لان حالة التردد والتخوف من تداعيات الازمات مازالت تؤثر على سلوك السائح في اختيار الوجهة السياحية الذي اصبح يفضل الحجز اخر لحظة.. وكان وزير السياحة قد اشرف على امتداد 4 ايام من 22 الى 25 سبتمبر الجاري على المشاركة التونسية في الصالون السياحي العالمي «توب ريزا» الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس في دورته ال31. وكانت المشاركة في هذه التظاهرة السياحية الهامة مناسبة ايضا للتعمق في وضع السوق السياحية الفرنسية التي تعد سوقا هامة للوجهة التونسية. وقد اجرى وزير السياحة عديد اللقاءات مع منظمي الرحلات ووكالات الاسفار لمتابعة حجوزات اخر الموسم وتحضيرات الموسم المقبل في ظل ما يسود من ضبابية للرؤى والتوقعات بشهادة جميع الاطراف من مهنيين (وكالات اسفار عالمية ومنظمي رحلات). فمخلفات الازمة الاقتصادية وشبح تطورات انفلونزا AH1N1، مازالت تخيم على مختلف الاسواق والوجهات السياحية. وعكست الحركة المحتشمة نسبيا التي عرفتها الدورة الحالية للصالون (توب ريزا) مقارنة ببقية الدورات، ما ذهب اليه الملاحظون بشأن تواصل تأثير الازمات على الحركة السياحية الى غاية بداية السنة المقبلة مع تواصل ضبابية التوقعات بشأن الحجوزات واخر الموسم.. آخر لحظة ما عاشه السائح الاوروبي اواخر السنة الفارطة وعلى امتداد السنة الجارية، جعل اختياراته لقضاء العطل تتسم باختيارات اللحظة الاخيرة ومازال السائح يقدم على الحجز لقضاء عطلته واختيار الوجهة السياحية قبل موعد السفر بفترة قصيرة على عكس السنوات السابقة. اين يحدد السائح البلد الذي سيسافر اليه قبل اشهر من موعد السفر. ويضيف السيد خليل العجيمي في هذا السياق انه خلال اجتماعاته مع عدد من منظمي الرحلات في السوق الفرنسية تبين ان 40% من الفرنسيين الذين سافروا خلال الموسم السياحي الحالي اجروا عمليات الحجز في اخر لحظة.. واكد الوزير ان متابعة الحجوزات في السوق الالمانية، بينت ايضا تقلصا في الفترة الفاصلة بين اقدام السائح الالماني على الحجز وموعد سفره.. ويقول السيد خليل العجيمي ان ظاهرة حجوزات اللحظة الاخيرة يمكن ان تتواصل خلال الموسم السياحي المقبل وربما تتحول الى توجه جديد يطبع حركة الحجوزات والعطل السياحية وهنا يجب الاستعداد لمتابعة هذه التطورات ومحاولة التأقلم معها.. الحجز الالكتروني تجدر الاشارة الى ان تطور نسب الحجز واختيار الوجهات السياحية لقضاء العطل عن طريق الانترنات في السنوات الاخيرة، ساعد ايضا على تنامي ظاهرة حجوزات اخر لحظات.. وفي محاولة للتأقلم مع هذا الواقع الجديد، نشير الى ان السياحة التونسية شرعت منذ فترة في اعددا بوابة على الانترنات ينتظر ان يكون جاهزا خلال الربيع المقبل. والى جانب هذه البوابة نشير انه يتعين ايضا على المهنيين في القطاع العمل اكثر على تطوير تعاملها مع وسائل الاتصال الحديثة وبعث مواقع واب للنزل ولبقية المنشآت السياحية اكثر تطورا للاستفادة من فرص الحجز التي تتم عن بعد.. آخر المؤشرات فيما يتعلق بمتابعة اخر المؤشرات السياحية التي سجلتها الوجهة التونسية تشير الارقام الى ان الانخفاض الذي عرفته في الاسواق الاوروبية ناهز 8% وفي تعليقه على هذه النتائج اعتبر السيد خليل العجيمي هذه النتائج معقولة مقارنة ببقية الوجهات السياحية التي بلغ فيها التراجع 15% و20%.. مشيرا الى ما حققته العائدات السياحية من ارتفاع ناهز 4% وارتفاع مداخيل الليلة السياحية بحوالي 10% وذلك رغم الازمة.. وفي متابعة لوضع الاسواق السياحية ونتائجها نشير الى استقرار في السوق الالمانية والسويسرية وبعض التطور في السوق البلجيكية والانقليزية في حين يتواصل تراجع السوق الايطالية والاسبانية ونشير في هذا السياق الى انه لمزيد تنشيط السوق الايطالية والاسبانية وقصد تحسين نتائجهما ينتظر تدعيم النقل الجوي باتجاه هذه الاسواق من خلال احداث خطين جويين الاول بين توزر وميلانو والثاني بين توزر ومدريد وذلك خلال اكتوبر المقبل. غير ان تدعيم النقل الجوي لا يكفي بمفرده لتنشيط الوجهة الصحراوية ومواجهة تداعيات الازمات على الاسواق السياحية التي تقبل على سياحتنا الصحراوية والمطلوب دون شك تكثيف الحملات التسويقية والترويجية وتحرك المهنيين في هذا الاتجاه وفي اتجاه المشاركة اكثر في المعارض والصالونات السياحية العامة والمختصة الامر الذي لم نسجله للاسف بالشكل المطلوب في «التوب ريزا» رغم حساسية الظرف وحاجة سياحتنا اليوم واكثر من اي وقت مضى لتكتل المهنيين في القطاع في مواجهة الازمات وبذل جهد اكبر في التسويق والترويج لمنتوجهم واقتلاع اكبر عدد من الفرص المتاحة لجلب المزيد من السواح واستمالتهم نحو الوجهة التونسية..