تعرض أمس عدد من الصحفيين التونسيين والأجانب للاعتداء بالعنف المادي واللفظي ومحاولات تهشيم آلات التصوير الشمسية والكاميراوات التلفزية من قبل عدد من أعضاء لجان تنظيم المؤتمر التاسع لحركة «النهضة» بقصر المعارض بالكرم في محاولة منهم لمنعهم من تصوير بعض المشاهد والصور لبعض أمهات المفقودين بايطاليا وجرحى الثورة اللاتي لجأن الى العويل والصراخ والبكاء وحتى لطم الخدود نتيجة تأثرهن بعد رفض رئيس الحكومة «حمادي الجّبالي» ملاقاتهن والحديث معهن والإصغاء إلى مشاغلهن ومطالبهن، وهوالأمر الذي حول بهو قصر المعارض بالكرم من فضاء للنقاش والجدل الفكري إلى ساحة معركة تشابكت فيها الأيادي وكثر التدافع وكيل الشتائم وتبادل اللكمات...ليكون العنف سيد الموقف. صراخ وعويل... لكمات وشتائم وتجريح...تجاذب وتدافع واستعراض للعضلات...ليست هذه الصورة لمواجهة أومعركة بين فريقين متخاصمين في إحدى حلبات الصراع وإنما هي حقيقة ما حصل أمس ببهو فضاء المعارض بالكرم حيث تعقد حركة «النهضة» مؤتمرها التاسع والعلني الأول الذي تحول الى مسرح للاعتداء على الصحفيين خلال محاولتهم تغطية حدث احتجاج عائلات المفقودين بإيطاليا التي لم تتمكن من مقابلة رئيس الحكومة «حمادي الجبالي» لتبليغه قلقها الكبير من إهمال الحكومة لملفّ أبنائها المفقودين في إيطاليا.. وإثر هذه الاعتداءات اشتد غضب الصحفيين وحنقهم،ملوحين بمقاطعة المؤتمر و بالانسحاب من تغطيته، إلا أن عددا من قيادات الحركة وأعضاء مكتبها الإعلامي أصروا على عقد ندوة صحفية لتوضيح ما حدث ولجبر خاطر الصحفيين الذين تأثر بعضهم من هول الحادثة حد البكاء. اعتذار للصحفيين انطلقت الندوة الصحفية بجلسة استماع للصحفيين الذين عبروا عن امتعاضهم الشديد مما لحق بهم من اعتداءات وشتائم حيث أكد صحفي قناة «نسمة» «أيمن معتوق» انه تعرض للكمات من قبل أعضاء من لجنة التنظيم ومحاولة مصادرة آلة التصوير الخاصة بالقناة، كما أبرز عدد آخر من الصحفيين والصحفيات أنهم تعرضوا لوابل من الشتائم والثلب. كما اعتبر «عبد الرؤوف بالي» رئيس جمعية الصحفيين الشبان، ان هذه الممارسات تعتبر أمرا خطيرا له انعكاسات سلبية على أداء الصحفيين اثناء تأدية واجبهم. ومن جهته اعترف قيادي حركة «النهضة» «نجيب الغربي» بوجود خلل وتقصير في ما يتعلق بالتنظيم , كما أوضح ان هناك عديد النقائص ميزت المؤتمر منها سوء التعامل مع الإعلاميين. واعتذر الغربي للصحفيين خاصة الذين تعرضوا للعنف وتعهد بمراجعة بعض الأمور الترتيبية وبحسن معاملة الصحفيين منبها الى ان الحرمة الجسدية للصحفي يجب ان تكون مكفولة , وقال: «ان المؤتمر التاسع لحركة «النهضة» مفتوح لعموم الصحفيين ومن حقهم تصوير وتغطية ونقل أي حدث داخل قصر المعارض بالكرم لإنارة الرأي العام»-على حد تعبيره- , كما اعرب «الغربي» عن رفضه لأي إجراء يهدف إلى عرقلة عمل الصحفي، مشددا على حق الصحفي في الوصول الى المعلومة. وبيّن الغربي ان قادة حركة «النهضة» يرفضون كل أشكال القمع والانتهاكات الجسدية أواللفظية بحق أي كان خاصة وانهم عانوا منها سابقا وذاقوا مرارة التعذيب والعنف الجسدي, وحمل مسؤولية ما جرى إلى «الشباب الجدد» الذين التحقوا بالحركة بعد الثورة. بيان تنديد بعد الاجتماع بالغربي اصدر الصحفيون بيانا ينددون فيه بالاعتداءات والانتهاكات المرتكبة بحق عدد منهم ونبهوا الى خطورة هذه الممارسات مؤكدين في الوقت نفسه انهم لا يكنون الكره لأي طرف سياسي , كما طالبوا ايضا خلال البيان بضرورة تقديم اعتذار رسمي للاعلاميين واعادة آلة التصوير الخاصة بصحفي جريدة «التونسية» التي تم افتكاكها منه، وقد أمهل الصحفيون لجنة التنظيم مساء أمس كأجل اقصى لتقديم الاعتذار. «برّا روّح» عمد بعض المشرفين على تنظيم المؤتمر الى طرد الصحفيين مرددين هتافات « برّا روّح» و«ديقاج إعلام العار».