نظّم أمس أنصار حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» وقفة احتجاجية أمام مقر الأممالمتحدة بالعاصمة للتنديد بحملات «الإبادة والقتل والتشريد والاضطهاد» التي يتعرض لها المسلمون في «أراكان» ب «بورما»، ومطالبين مؤسسات الإغاثة العالمية والأممالمتحدة بالتحرك والإسراع لنصرتهم. وقد حمل المحتجون شعارات من بينها «أين مقاولات حقوق الانسان؟» و«الى الجحيم نفاق الديمقراطية» و«كذبة حقوق الانسان وصمت العالم القاتل المخجل أمام قضية التصفية العرقية لمسلمي البورما»، مستنكرين ما يعيشه مسلمو اقليم «أراكان» من حملات إبادة وترويع بما فيها أعمال القتل والتشريد والاضطهاد بالاضافة الى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم على يد الجماعات البوذية المتطرفة «الماغ» وهو ما يتنافى مع كل الأديان السماوية والقيم الانسانية وحقوق الإنسان، حسب تعابيرهم. أين العالم؟!! وحذرت السيدة «سامية عبّو»، عضو عن كتلة «المؤتمر» من خطر استمرار اضطهاد المسلمين. وقالت في هذا الإطار: «أنا أستغرب هذا الصمت الدولي، صراحة لا أملك تفسيرا له، لكن نتائجه ستكون وخيمة لسبب واحد كون المسلمين وخاصة المتعصبين منهم لن يسكتوا على تصرفات مماثلة لذلك فيتوقع العالم «الشر والنقمة» من بقية المسلمين، أنا أنبه على أن هذا الصمت هو سلبي ولن يقمع صوت المسلم، كما أننا هنا لنصرة الانسان عامة وأتمنى أن ننجح اليوم في لفت انتباه الجميع من كافة المؤسسات». وأبدت «سامية عبّو» استغرابها من غياب الاعلام وتجاهله للقضية في حين أن الحرب كادت أن تندلع في تونس من أجل «البغدادي المحمودي» وهو «مجرم» كان سبب مأساة الليبيين حسب قولها. وختمت «عبّو» قائلة أن هذه الوقفة هي «صرخة» وأن الجميع اليوم مطالب بالتحرك وبألاّ يصمت أمام جرائم بشعة مثل هذه، مستنكرة بالقول: «أين العالم!!! أين المنظمات الحقوقية العالمية من كل هذا!!! أين هو العالم الحرّ؟!!». لا للتّصفية العرقية!!! من جهته، بين السيد «الهادي بن عباس»، الناطق الرسمي باسم حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، أن الحزب نادى بهذه الوقفة لأن أعضاءه لاحظوا صمتا رهيبا من طرف الأحزاب السياسية في تونس أو خارجها، وقال في هذا الإطار: «نحن نشاهد مجزرة إبادة وتصفية عرقية تحصل أمامنا وتحصد المئات وربّما الآلاف وهذا مرفوض انسانيا قبل أن يكون دينيا أو عرقيا». وأضاف قائلا: «هذا موقف رسمي للمؤتمر من أجل الجمهورية وسنرفع رسالة رسمية الى «يان. سو. تي» المتحصلة على جائزة نوبل للسلام وهي من «بورما» وسنطلب منها أن تتخذ موقفا رسميا ضد التطهير العرقي الذي نشاهده على أرض بلادها، ونحن نطالب كافة القوى التقدمية والقوى التي تؤمن بالمبادئ الانسانية أن تتدخل». «جبروت البوذيين» وللتذكير، فإن «أراكان» هي دولة مسلمة منذ القرن السابع ميلادي. احتلتها دولة «بورما» ذات الأغلبية البوذية سنة 1748 م، ومنذ ذلك الوقت يتعرض سكانها المسلمون لأشد أنواع التنكيل من قبل البوذيين. وفي سنة 1942، حصلت مذبحة كبرى ضد مسلمي أراكان استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلم. وما بين عامي 1962 و1991 تعرض مسلمو «أراكان» الى التهجير من أراضيهم، حيث تم تهجير حوالي 1٫5 مليون مسلم الى بنغلاديش، وفي جوان 2012 أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة في «أراكان» مما أثار غضب البوذيين لتأثير ذلك الواسع في انتشار الاسلام في المنطقة. وقد يكون ذلك سببا في حالة الفوضى الحاصلة خاصة أن العديد من مسلمي «أراكان» قد قاموا بالهروب ليلا عبر الخليج البنغالي الى الدول المجاورة مما تسبب في موت الكثير منهم غرقا في عرض البحر.