في افتتاح باقة عروضها ضمن تظاهرة المهرجان الثقافي الصيفي بحاجب العيون، من 16 الى 19 جويلية الجاري، قدمت مجموعة «خبايا» للبحث الموسيقي بولاية القيروان، عرضا بفضاء مسرح الهواء الطلق بدار الثقافة علي الزواوي بحاجب العيون، واكبه جمهور غفير من الشباب والكهول المهتمين بمعانقة الماضي من خلال الرجوع بالذاكرة الشعبية الى لقطات من تاريخ الآباء والاجداد. وقد كان العرض فرجويا كامل الأوصاف شدنا بسحره مثل كوكتال من الغناء البدوي والشعبي والصوفي، ولعل مازاد في بهائه تناسق اللوحات الراقصة لبنت الحي أو القبيلة على أنغام القصبة والمزمار، فتحول الركح الى عرس يتشكل بألوان قوس قزح لينتشي الجميع حتى ساعة متأخرة من الليل. وقد نجح المخرج يوسف السيداوي في تقديم طبق شهي يستجيب لكل الأذواق الفنية، فكان بحق عرضا موغلا في عمق تاريخ القيروان وتصورا بترحال فرسان «جلاص» الأشاوس في سهرة من المؤكد أنها ستبقى في البال وقد ودع الجميع العرض وفي البال أكثر من صورة محفورة في الذاكرة، للأغاني البدوية التي قدمها المطرب البرني الرابحي «الطير البرني» والايقاعات المتناسقة على آلة الطبلة، التي قدمها العازف حسونة العيساوي والتي تمايل على أنغامها الجميع حد الانتشاء في انتظار ان يتجدد الموعد القادم مع عروض فرجوية أخرى لكل من فرقة «ناهاوند» للموسيقى بقيادة العازف جمال المطيري وغناء «راب» لريم الحاجي وعرض لفرقة «النجوم» بقيادة رشيد الشيحاوي وعروض مسرحية مدعمة للكهول والأطفال.