المتابعون عن قرب لأخبار القلعة الحمراء ومستجداتها، يدركون جيدا حجم التركة الثقيلة التي لم تعد أدراج مكاتب إدارة الأفارقة تتسع لحملها وأرشفتها، حتى أن الكتابة العامة في نسختها الجديدة لم يعد ينقصها غير التفكير في خلية أزمة لرصد ومتابعة ما قد تخفيه الأيام القادمة من مفاجآت قد تبدو للوهلة الأولى عصية عن ان تتقبلها إدارة بحجم وعراقة فريق «الشعب»، باتت اليوم قبلة حتى المبتدئين في خط الاحترازات ضدها ونشر الطعون في وجهها، بلغة الواثق من أمره وعقلية المتسابق الأوحد في مضمار يخلو من منافس قد يوسع من رقعة الاحتمالات ويزيد في سرعة النبض. الملفات غير المرحب بها، صارت الرغيف المعتاد مع اطلالة كل يوم جديد في الحديقة الخلفية لمنير القبايلي، وبات متأبطو الحقائب من أصحاب الاختصاص الاداري في صراع مع الساعة لفض اشكاليات عالقة قد تهدد عرش الأفارقة بعقوبات تقتضي أبجديات التسيير ان يكون في غنى عنها، كما حال النقاط المهدورة، والديون المتخلدة بصفقة شاكر الرقيعي، دون الحديث عن شيكات خالية الوفاض من الرصيد بعد انقضاء آجال سدادها، ما دفع القائم الأول على هيئة الترجي الجرجيسي علي الوريمي يهدد برفع الأمر الى أصحاب الشأن، قبل ان يتلقفه صاحب شعار «توة» في محادثة ثنائية أفضت إلى إقناعه بالعدول عن الأمر. آخر المستجدات، وبعد جلسة عمل ترأسها سليم الرياحي في احدى محطاته المتلاحقة لفض النزاعات، علمت «التونسية» ان مبعوثا خاصا تولى امس حزم حقائبه باتجاه الجزائر لحسم الاشكال المتعلق بنصيب فريق «البليدة» من عائدات صفقة انتقال المهاجم، ايزيكال، قبل ان تقول «الفيفا» كلمتها في الموضوع، بإضمار مسبق النوايا نحو طيّ صفحة التشادي، والوقوف على تدوين اسمه كأحد من مروا على الفريق في محطاته الكروية. وتتواصل شطحات عماد الرياحي لا يشك اثنان في تحسس الطريق نحو ثورة ادارية بقيادة الرئيس الجديد سليم الرياحي. هذا الأخير، ومن خلال بعض خياراته الاستباقية في تعاطيه مع النمط التسييري لحديقة الأفارقة بعقلية الملمّ بدروس الماضي والعارف بحقيقة الأشياء التي طالما كانت مربط الفرس في تشكلات حزبية ضيقة تحت عباءة الولاء للجمعية والغيرة على مصالحها، وقف على اخطاء من سبقوه في قيادة السفينة الافريقية، وعجّل ببداية التطهير للقطع مع تحالفات فقاعية المرتع والمنشإ قد تواصل السير في منظومة طالما تبنتها وفق منطق وضع «العصا في العجلة» لكل من يقطع الطريق امام مصالحها الضيقة. سليم الرياحي ومن خلال صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي، خير العمل باستئناسه باحدى اقدم النظريات السياسية في الحكم بمسافة أمان مضمونة الجانب للحيلولة دون الدخول من بوابة الفتنة، وأفصح في أكثر من تعليق ورد على حائطه الشخصي نيته استئصال الجهويات ودعم العلاقات الثنائية بين الأندية والعمل على دعم الرياضة في بعدها التواصلي والأخلاقي، منبها في الآن نفسه الى سقوط البعض في فخ تصريحات لاتلزمه. في المقابل يبدو عماد الرياحي الناطق الرسمي للأفارقة مصرا على تحويل حائطه الى حائط مبكى، من خلال تصريحاته التي أقل ما يقال عنها أنها تفتقد الى الرصانة التي يستوجبها مثل هذا الظرف الاستثنائي في اعادة ترميم القلعة الحمراء ورص بنيانها ودعائمها من جديد، ما يؤشر لدخول هيئة الافريقي في نفق التجاذبات الجمعياتية والتصريحات المضادة والاتهامات المتبادلة، والحياد عن خارطة الطريق التي تستوجب العمل في صمت، كما كان يؤكد دائما صاحب الشأن الأول على رأس الإطار الاداري لباب الجديد سليم الرياحي الذي عقد مع الرياحي الثاني جلسة عمل مباشرة بعد حصة «سويعة فوت» منبها الى مغبة تواصل أسلوبه في التمشي القائم على الاستنقاص من شأن الآخرين كمثل التي سبقتها في تعليقه على صفقة جابو، واساءته لعلاقة الجوار مع شيخ الأندية. الكعبي يمنح الضوء الأخضر بشأن «ريفالدو» الملاسين على عكس ما راج على أعمدة الصحف حول تحويل وجهة «ريفالدو» الملاسين مراد الهذلي وانضمامه رسميا الى كتيبة الفرنسي كازوني، فإن الأخير لم يقع الاتفاق حوله بين الأطراف المعنية بالصفقة الا امس الخميس، حين أشّر رسميا علي الكعبي على صفقة التحاقه بالأفارقة بمبلغ 300 ألف دنيار، بعد جلسة عمل كانت ناجحة في تقريب وجهات النظر والخروج بحلول توافقية. المكشر لن يلتحق بالافريقي بعد ان طالته النيران الصديقة، وقضي الأمر بغلق ملف مهدي السيفي كاسم مرشح بقوة لحمل حقيبة المساعد الفرنسي برنار كازوني، وبعد أن تحدثت بعض الأوساط المقربة من الحديقة الخلفية للافارقة عن اتفاق شبه رسمي مع محمد المشر للالتحاق بالكتيبة الفنية لباب الجديد بجراية شهرية قدرها 5000د، جاء الرد من الأخير بالقطع مع ما تداولته الأوساط الاعلامية في المدة الفارطة مؤكدا عن وجهة له قادمة من خارج حدود الوطن دون الوصول الى اتفاق مع الأفارقة. ويذكر ان مكالمة هاتفية جمعت كازوني بالمكشر افضت لاتفاق نهائي حول خطوط العمل العريضة المزمع اتباعها في أجندة التحضيرات المهيئة لقادم الرهانات والاستحقاقات. ماكون ونوافور يصلان الاثنين المقبل تتعزّز قائمة المنتدبين يوم الاثنين القادم بحلول متوسط الميدان الدفاعي ماكون رفقة مواطنه نوافور بحديقة منير القبايلي قادمين على رحلة مشتركة مع الفرنسي برنار كازوني صاحب الشأن في تحويل وجهتهما الى القلعة الحمراء. وفي المقابل وحسب ما أفادنا به مصدر مسؤول فإن باب الانتدابات ما يزال مفتوحا على مصراعيه بوجهة تونسية داخلية، حيث تبدو المفاوضات جارية مع مهاجم محلي رفض محدثنا الكشف عن اسمه لسلامة الاجراءات.