ناقش ظهر امس المجلس الوطني التأسيسي في جلسة عامة علنية ملف تعيين الشاذلي العياري محافظا للبنك المركزي خلفا للمحافظ المقال الاسبوع الماضي مصطفى كمال النابلي.. الجلسة استهلت بكلمة المرشح من قبل رئيس الجمهورية السيد الشاذلي العياري الذي خصص نصيب الأسد من كلمته للدفاع عن نفسه ولدحض الاتهامات الموجهة له بانتمائه لقائمات المناشدين للمخلوع حيث افاد ان الاتهامات بنيت كلها على خلفية مساهمته في كتابة 3 صفحات من جملة 400 صفحة تمجد المخلوع ونظامه المقبور وحصوله على وسام السابع من نوفمبر موضحا انه حينما طلب صياغة الكتاب طلب منه تقديم وجهة نظره في الاقتصاد الوطني وما بلغه خلال عشرين سنة تحت امرة الدكتاتورية.. وحول تمتعه بمقعد ضمن مجلس المستشارين قال: «عينت في المجلس كجامعي مستقل لسد الشغور مكان المرحوم جعفر ماجد في فيفري 2010 قبل ان استقيل في فيفري 2011.. واتحدى ان يثبت اي شخص انني كنت من المناشدين للمخلوع». أما حول علمه المسبق بترشيحه فقد قال الشاذلي العياري: «لم اكن على علم ولم اقدم ملف ترشحي للمحافظة بل وقع الاتصال بي واعلامي بان الوقت حرج ولا بد من تحمل المسؤولية الوطنية أمّا بالنسبة لموضوع انني غير كفء فالامر محل نقاش ونظر بناء على الكفاءة والقدرة المهنية». وشدد الشاذلي العياري بخصوص السياسة النقدية على انه سيعمل على تكريس مبدإ الاستقلالية التي اثارت الكثير من الجدال قائلا: «إن الاستقلالية هي حركية وليست احتكارية ..وسنعمل على ان تكون المنظومة المالية منصهرة مع المنظومة التنموية.. إلى جانب استقرار السياسة النقدية». وفي مداخلات النواب والكتل النيابية تباينت المواقف والآراء حيث رأت حركة «وفاء» ان المرشح يعتبر من رموز النظامين السابقين البورقيبي والنوفمبري ولم يكتب اية كلمة عن الثورة. وتساءلت الحركة على لسان الاستاذ عبد الرؤوف العيادي حول الكفاءات التي ناضلت ...في حين قدم ازاد بادي من الحركة جردا عن سيرة الشاذلي العياري متسائلا عن اسباب مغادرته للبنك الافريقي من السودان ..ومن جهته اعتبر النائب فيصل الجدلاوي ان النواب امام خيار وحيد وهو ما يجعلهم مسيرين لا مخيرين...في حين حمّل نواب آخرون مسؤولية عزل المحافظ وتعيين محافظ آخر ناشد المخلوع للرئاسات الثلاث. وقد كانت أبرز مداخلة تلك التي جاءت على لسان السيدة سامية عبو عضو المجلس عن المؤتمر من أجل الجمهورية حيث توجهت بكلامها لشقّي المجلس النهضة والتكتل والكتل النيابية وحولت نظرها للمعارضة قائلة: «اعضاء المؤتمر ليسوا بقطيع فهم ينشطون على اساس مبادئ واليوم سوف يفاجئون الجميع.. فالمنصف المرزوقي علمنا انه عندما يخطئ نعارضه..» ومن ثم دعت نواب «النهضة» الى عدم التصويت للشاذلي العياري الذي اعتبرته مؤيدا لقانون تخوين المعارضين لنظام بن علي حيث قالت: «لا تصوتوا لرجل كاد ان يتسبب في سجننا جميعا وسجن جيل آخر من المعارضين». هذا وانتهت الجلسة بالتصويت بالاغلبية على تعيين الشاذلي العياري ب 97 صوتا مع معارضة 89 واحتفاظ 5 اخرين ومباشرة اثر التصويت احتج نواب على النتيجة مفيدين بان القاعة كانت فارغة وبقدرة قادر امتلأت.