لم يكن وصول سليم الرياحي إلى صدارة الأحداث في فريق النادي الإفريقي بالسهولة التي توقعها كثيرون في ظل حملات التشكيك التي كانت تلاحق الرجل بسبب ميولاته الرياضية والسياسية على حدّ السواء. ورغم كلّ الكلام الذي قيل في شأن الرجل وحول المحيطين فإن الرياحي نجح بسرعة في تجاوز منتقديه وتمكن في ظرف وجيز من توسيع جبهة مؤيديه خاصة بعد نجاحه في ردّ الاعتبار معنويا إلى جماهير النادي الإفريقي من خلال الفوز بتوقيع المهاجم الجزائري عبد المؤمن جابو والمهاجم التشادي كارل ماركس الذين كان في منظار الترجييّن بشكل جعل الأمر يبدو وكأنه فوز معنوي في دربي عادة ما كانت تحسم فيه الأمور لفائدة الجار بفضل حسن التدبير وعدم بذل المال الوفير... البداية كانت عال العال والتحويرات التي أحدثها الرجل صلب الفريق كانت توحي بثورة حقيقية ستأتي على الأخضر واليابس في مركب الحديقة «أ» وستعيد ترتيب البيت من جديد بشكل يتماشى مع حرمة الإفريقي وسمعته محليا وخارجيا غير أن تطوّرات الساعات الأخيرة أو ربما الأيام الأخيرة حرّكت سواكن الأفارقة وأيقظت هواجسهم خشية تكرّر سيناريو تجارب الماضي ومعانقة الفشل من جديد لأن ضياع أكثر من صفقة على الفريق في ظرف وجيز طرق نواقيس الخطر بما أن الإدارة العصرية التي يتشدق بها البعض مازالت تغفو على ما يبدو. فالمال وحده لا يكفي لقوام الأعمال وهذا ما أكتشفه سليم الرياحي الذي ساءه كثيرا قرصنة صفقة حسين الراقد. رئيس الإفريقي وعد بتهدئة خواطر الأحباء وذلك بالتعاقد مع «بيفو» من الطراز الرفيع سيكشف عن اسمه لاحقا لكنه قبل ذلك سيقدم على خطوات جريئة في الفريق تقضي بعزل بعض الأسماء والاستنجاد بأخرى بما أن الكتيبة الموجودة حاليا عاجزة عن تصريف شؤون الفريق ولا تقوى سوى على توزيع وعود شفاهية لا تسمن ولا تغني من جوع... صدمة الراقد أيقظت سليم الرياحي بعد أن أيقن أن السوق تعجّ بكبار القوم وأنّه ليس الفارس الوحيد لذلك ستكون عناوين المرحلة القادمة مغايرة لما سبق أن أعلن عنه في وقت سابق... "مايول" يفرض قانونا خاصا... المدير التنفيذي للفريق كريستوف مايول بدأ أخيرا يكتشف طبيعة المهمة الموكولة عليه لذلك سارع بالكشف عن أولى الخطوات والقرارات التي يعتزم تطبيقها في الإفريقي والتي ارتكزت جميعها على المحيط الضيق للفريق أيّ داخل مركّب النادي حيث علمت «التونسية» أن مايول فرض على ضيوف الحديقة قانونا جديدا يجب إتباعه على كل من يعتزم زيارة المركب سواء من الجماهير أو من الصحفييّن الذين طالهم كرم «مايول» بحيث سيسنح لهم الشرف للبقاء داخل المركب طيلة 20 دقيقة في حين ستكون زيارات الجماهير موقوتة في مواعيد مضبوطة مسبقا وذلك لخلق جو ملائم بتدريبات الفريق يسمح من خلاله للمدرب كازوني بالتواصل بشكل ايجابي مع لاعبيه من دون ضغوطات...هذه أولى التعليمات التي ساقها مايول في انتظار الكشف عن بقية خطواته المرتقبة. كل الصفقات مؤجلة... سليم الرياحي يعود الى تونس مساء يوم غد وسيقف بنفسه على كل التعاقدات التي ينوي الفريق القيام بها بالتشاور مع مدرب الفريق برنار كازوني... الرياحي أوصى رجله الاول بالفريق مراد قوبعة بتعليق كل المفاوضات مع اللاعبين الموضوعين على طاولة الانتدابات الى حين عودته لأنه يحمل معه أسماء أخرى قد تزيح من طريقها ما سبق...باستثناء العكايشي الذي يبدو قريبا جدّا من الفريق وبدرجة اقل التونسيين الناشطين بالدوري الفرنسي والذين يريدهما كازوني فإن الاسماء الاخرى التي تطّل برأ سها في عناوين الصحف بين الفينة والاخرى لن تجد لها موضع قدم في دفاتر الرياحي حسب نصّ المكالمة الهاتفية التي جمعته بقوبعة والذي رفع القبعة تحية لرئيسه الذي لا ينطق عن الهوى... تسريح المسعدي والرقيعي قرر الإطار الفني للنادي الإفريقي بالتشاور مع الهيئة المديرة تسريح المهاجم حمزة المسعدي بشكل نهائي حيث سينضم هذا الأخير بشكل رسمي إلى فريق الاتحاد المنستيري بلا مقابل مع إعارة شاكر الرقيعي للفريق نفسه برغبة من سليم الرياحي الذي أوصى باستثمار العلاقات الجديدة مع الاتحاد ويبدو أن رغبة الإفريقي في الفوز بخدمات سيف تقا حسمت وجهة اللاعبين.