في وقت لم تكمل فيه بطلة اولمبياد بيكين وحاملة الرقم القياسي العالمي الروسية غولنارا غالكينا سباق 3000 متر موانع كانت غزالة تونس والعرب حبيبة الغريبي مصرّة على التحدي فتواجدها على طول السباق ضمن كوكبة القيادة وان تأخرت احيانا الى المرتبة السابعة جعل اصرارها على فتح ابواب التاريخ على مصراعيه جليا للرياضة التونسية والمراة بالخصوص فهي اول امراة تعتلي منصة التتويج الاولمبي. والحديث مع حبيبة تطلب وقتا طويلا من الانتظار فالاهل والاحباب احتفلوا بها بشكل غير مسبوق فالاشقاء كانوا على يقين من التتويج والدليل «اليافطة» التي رفعهوها منوّهين بانجاز الشقيقة حبيبة. تحدثت إلينا وهي تلج المنطقة المخصصة للقاءات الاعلامية بكل حب عن اعتزازها بعروبتها مجسمة الامر بالقول: «أنا فخورة بالانجاز الذي اهديه للعرب... انا عربية الوجدان ... وميداليتي هدية لكل امراة عربية». وتستمر حبيبة في الحديث دون نسأل لانها كانت تريد ان تقول الكثير وأول ما عبرت عنه هو اعتزازها بالانتماء اليه هو «تونس الثورة» لما قالت «تتويجي بالميدالية الفضية لسباق 3 آلاف متر موانع جاء ثمرة تضحيات كبيرة أردتها ان تثمر هدية لتونس الثورة فهذه الميدالية لها مذاق خاص باعتبارها تحققت زمن الثورة التونسية وتزامنت مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك على غرار ما تم في بطولة العالم». والفخر عند حبيبة الغريبي ما نستشفه من قولها: «اعتزازي بالتتويج يزيد لأنه الأول من نوعه في تاريخ ألعاب القوى النسائية التونسية».. تريد المزيد لكن كيف نجحت الغريبي في ادراك الخط النهائي للوصول في حضور ثلاث كينيات واثيوبين الى جانب اكثر من جنسية لها باع في الاختصاص ... هنا تقول وصيفة البطلة الاولمبية: «نجحت في التعامل مع مجريات السباق وتطبيق رسمي التكتيكي مما مكنني من فرض نسقي وتحسين رقمي الشخصي الذي يعتبر في نفس الوقت الرقم القياسي الوطني». وتعود لتتذكر انجازات سابقة حصلت بمثل هذه الجدارة في كوريا الجنوبية في بطولة العالم حيث كانت الثانية ايضا لتقول: «عملت من اجل النجاحات لاقتفي اثر القمودي الأسطورة الحية لرياضة العاب القوى في تونس». نالت العداءة التونسية حبيبه الغريبي الفائزة بفضية سباق 3 الاف م موانع في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، شرف ان تكون اول رياضية تونسية تحقق هذا الانجاز في الاولمبياد، بعد ان اقتصرت ميداليات الدولة الشمال افريقية في اكبر مسرح رياضي على فئة الرجال وابرزهم عداء المسافات الطويله محمد القمودي الذي احرز ثلاث ميداليات بينها ذهبية وفضيتان في الستينات والسبعينات، والسباح أسامة الملولي صاحب ذهبية وبرونزية في بكين 2008 والنسخة الحالية على التوالي. من يتعب يحصل على المكافاة في نهاية المطاف واهدت الغريبي الفائزه ميداليتها للشعب التونسي وقالت في هذا الصدد : «اهدي الميدالية للشعب التونسي بعد ان خططت كثيرا للسباق وتعبت كثيرا، كان ايقاع السباق مرتفعا، كنت اتوقع الحصول علي ميدالية وانا سعيدة جدا لتحطيم رقمي الشخصي، من يتعب يحصل على المكافاة في نهاية المطاف». ميداليه «تاريخيه» الغريبي التي احرزت الفضية ايضا في بطولة العالم 2011 تقول وهي تتذكر مجريات السباق : «اعتقدت في وقت من الاوقات أنني مؤهله لاحراز الذهبيه، لكنني تعرضت لاصابه في بدايه السنة وتعين علي الانتظار لاستعادة مستواي، انا سعيدة جدا بالميدالية الفضية... انها ميدالية تاريخية للتونسيين وخصوصا لسيدات تونس، امل ان اعود في يوم من الايام بميدالية ذهبية الي بلادي».