كنا نتاسبق مع الزمن من أجل الوصول إلى «ايكسيل» من أجل مواكبة مباراة المصارعة بين الدولي التونسي ونظيره الكندي قاستا فيراري ... فقد اقتضى منا الحال مغادرة الفندق باكرا حتى لا نفوت فرصة الامل الاخير لتونس في المصارعة التي خرجت خالية الوفاض من الاولمبياد... وانتظرنا حلول مصارعنا فوق البساط الا انه لم يحضر مما جعل الحكم يعلن بعد الامهال القانوني عن انتصار المصارع الكندي بالغياب. ولما سألنا عن السبب غرقنا في العجب العجاب فأحيانا يكون العذر اقبح من الذنب ... والتبرير جاءنا على لسان المدير الفني امحمد خضر الذي قال لنا وبكل بساطة: «تعودنا اللعب في الساعة الواحدة ظهرا إلا أن مباراة بالعايشة تمت برمجتها للساعة الثامنة والنصف وهوما اوجدنا في التسلل..». سألناه هنا ... الأوقات محددة بشكل مسبق وكل طرف يعرف مواعيده بكل ما يقتضيه الحال من دقة. قال: الآن وقعنا في الخطأ سألنا: من يتحمّل أوزار ما حصل؟ قال: أنا من يتحمّل المسؤولية زدنا في القول: أكيد أن مصارعنا حضر عملية الوزن قال: نعم هذا حصل قلنا: ومع ذلك لم تتفطنوا الى التوقيت الرسمي؟ قال: نعم وأنا من يتحمّل المسؤولية قلنا: لكم اجتماعات فنيّة كادت تكون يومية ج: ومع ذلك وقعنا في الخطأ وإزاء ما حصل ماذا عسانا نقول؟ المصارعة صرعتنا... وأخجلتنا في لندن ومثل هذه الأخطاء لا يمكن حشرها إلا في خانة الفضائح وهي التي تعددت ولعل أبرزها تلك التي طالت مشاركة الرباع خليل معاوية الذي وجد نفسه خارج السباق بسبب هفوة إدارية إذا كان المدير الفني يأتي مثل هذه الاخطاء فماذا نقول في خصوص البقية ولو انه يجب التأكيد على ان المصارع هيثم بلعايشة كان الضحية لتدفع الثمن الرياضة التونسية لأنه من العار الانهزام بالغياب في مثل هذه المحافل التي يقتضي الإعداد لها مال قارون. والآن وقد حصل ما حصل يجب مراجعة النظر بشكل جدي في سلك المديرين الفنيين من طريقة التسميات التي كثيرا ما تقوم على الصداقات الى المشمولات التي نجدها غارقة في الإداريات. هاتوا أرقام الألعاب الأولمبية ... كلّفت الميدالية الوحيدة التي حصلت عليها الجزائر خلال الألعاب الأولمبية 500 مليار سنتيم، وهي القيمة المالية التي خصصتها الدولة للمشاركة الجزائرية في هذه الألعاب...وليت طارق ذياب ينسج على هذا المنوال ويكشف عن المال المرصود للاولمبياد ...ونفس الامر مطروح على اللجنة الاولمبية والشفافية تقتضي ذلك. هل يستوي العود والظل أعوج؟ فشلت إيناس بوبكري في تجاوز دور الثمانية بعدما خسرت أمام المخضرمة فيتسالي (38 عاما) في مباراة متكافئة. وقالت إيناس (23 عاما) «كان باستطاعتي الصعود للدور قبل النهائي وتحقيق الانجاز الأول في تاريخ المبارزة التونسية لكن للأسف خسرت في دور الثمانية». وأضافت «أنا مرتاحة لأدائي وفخورة بنفسي لأن الخسارة في دورالثمانية كانت أمام فيتسالي الغنية عن التعريف.. للأسف». ونحن ايضا من تواجدنا معك في قاعة «ايكسيل» بلندن كلنا فخر بك. وخسرت إيناس 8-7 بعد اللجوء إلى فترة فاصلة بسبب انتهاء الفترات الثلاث بالتعادل 7-7 مع منافستها التي تعد الأكثر تتويجا في منافسات السيدات في التاريخ وشاركت في الألعاب الاولمبية للمرة الخامسة. ونسوق هذا للمقارنة التي لعلها تفيد في التحليل لان ما طالعناه حول هذه المشاركة فيه الكثير من التجني والمجانبة للصواب. وفي قبل النهائي خسرت فيتسالي التي سعت لاحراز رابع ميدالية ذهبية اولمبية لها أمام مواطنتها اريانا ايريجو. وأردنا ان نبرز ان الخسارة يمكن ان تعترض البطل الاولمبي فالاولمبياد يعج بالابطال ومن يفوز في مباراة فقد حقق البطولة وهو حال ايناس البوبكري التي تغلبت على الفرنسية استريد جويار 15-10 في الدور السادس عشر وهو في حد ذاته انجاز سبقه انجاز آخر لما فازت ايناس على الامريكية نيكو روز 18 15 وهو ما يختزل الكثير من الحديث عن قيمة لاعبات المبارزة عندنا. لكن هل يستوي العود والظل اعوج؟ فاوضاع المبارزة التونسية تبعث على الضحك اذا قارناها بما هو موجود في العديد من البلدان. خولة بن حمزة أنقذتها الإصابة لما أصيبت خولة بن حمزة وجدت نفسها محل انقاذ من هزيمة جديدة لانه بان بالكاشف وهي فوق البساط غير مؤهلة لا ذهنيا ولا بدنيا للموعد الاولمبي وهوخطإ اخر تقع فيه ادارة النخبة وربما هنا ايضا اهل المتابعة العلمية بالمركز الوطني للطب الرياضي ...فلا مجال للسماح لاي عنصر بالمشاركة في غياب قيس القدرات البدنية التي تعتبراهم مفاتيح النجاح واذا غاب مع اللياقة الحضور الذهني ماذا بقي اكثر من جسم يروم الحضور من اجل الحضور وهذا من المحظور... وخروج خولة بالاصابة انقذ ماء الوجه... وان كنا نعلم علم اليقين انها بطلة العالم للوسطيات (وزن فوق 68 كغ) في إزمير (تركيا) في 11 ماي 2008. وهو اللقب العالمي الأوّل لرياضة التايكواندو التونسية في مختلف الأصناف. و انهزمت خولة بن حمزة لوزن أكثر من 67 كلغ أمام نظيرتها الرّوسية أناستازيا بايريشنكوفا في المباراة الفاصلة قبل الدّور الرّبع النّهائي بشكل يرفض كل تعليق بحكم الفارق الكبير في الاداء.