أسدل مهرجان نفطة الصيفي ستاره على برمجة الدورة 24 ليلة 12 أوت من خلال سهرة الفنان الشعبي وليد التونسي، بعد أن كان من المقرّر أن تكون السهرة الختامية مع أولاد المناجم ليوم 15 أوت. وقد اثبتت هذه الدورة التي دخلت طيّ التاريخ مدى الوضعية الهزيلة التي انحدر إليها هذا المهرجان بعد النجاح الذي شهدته الدورات الماضية حيث تمتّع الرواد بابداعات كل من جاء وعرض على ركح المسرح البلدي. لكن للأسف الشديد وفي غياب العروض »الرنانة» شهد المهرجان خلال هذه الدورة المهزلة تلو الأخرى وتأكد للرواد ضعف العروض بما أن اختيارات الهيئة كانت فاشلة وكأن نفطة تفتقر الى من لهم صلة بالعمل الثقافي. فنجاح المهرجان يكون بالتشاور وبلمّ الشمل لا بإبعاد المبدعين وأهل الثقافة. واعتقد أن هيئة هذه الدورة لو اجتهدت وانتقت عروضا متميزة لجلبت جماهير غفيرة ولكان النجاح حليف الدورة، ومازاد الطين بلّة كثرة العروض الهزيلة التي أدّت الى إلغاء عديد السهرات على غرار فرقة طرابلس للمالوف والاذكار ومسرحية «ما بعد العاصفة» وسهرة وفاء للفنون الشعبية بنفطة بمشاركة الشاعرين جمال الصليعي وبلقاسم عبد اللطيف بقيادة الفنان الشاب عادل خصومة. هذا الأخير أعد العدّة للعرض من خلال تجهيز فرقته بأزياء جديدة وتكبده لمصاريف باهظة من خلال الدعاية وفي الأخير تلغى من قبل هيئة الدورة التي أكدت بهذا التصرّف عدم الاهتمام والتشجيع المحلّي... كما تم إلغاء السهرة التي ترقبها الجميع سهرة أولاد المناجم وهو إلغاء طرح أكثر من سؤال. تراجع مخيف ولعلّ العرض الوحيد الذي نال استحسان الرواد وأنقذ المهرجان رغم أنه لم يكن الأفضل هو عرض الفنان الشعبي وليد التونسي. لقد تأكد بأن الجمهور النفطي جمهور «ربوخ» وكان على هيئة الدورة التركيز على هذا الجانب والاختصار في العروض. وحتى لا تتكرّر المهازل وتعود الروح للمهرجان لابد من تشريك كل من يريد خدمة الثقافة ويكون الاعداد الجيّد للدورة المقبلة مبكرا وبفضاء دار الثقافة بما أنها هي المؤهلة للعمل الثقافي لا بدار الشباب نظرا لضيقها. والدعوة الى لمّ الشمل بدون إقصاء على غرار ما حصل للمبدع السينمائي كريم بسيسة الذي خسرته الدورة وخيّر الانسحاب بعد أن تعطّلت لغة الحوار بينه وبين هيئة الدورة. وحتى لا تلغى بعض العروض على غرار ما حصل هذه الصائفة لابد من توحيد الصفوف واستشارة العارفين بالميدان حتى يعود مجد المهرجان الصيفي بنفطة الذي يعرفه جيدا كل من الهادي حبوبة وصوفية صادق وجواهر وحكيم الصالحي والأمين النهدي.