دعا المستشار الإعلامي السابق لرئيس الدولة أيوب المسعودي إلى اسقاط النظام الحالي، معتبرا ان ذلك أصبح ضروريا واصفا إياه بالاستبداد الجديد. وقال المسعودي، الذي استقال من منصبه منذ شهرين تقريبا في مدوّنته الشخصية على الفايسبوك «إن هناك قوة ثورية حية ستفاجئ النظام الذي صار من الضروري إسقاطه». وجاءت دعوة المسعودي لإسقاط النظام بسبب أحداث سيدي بوزيد مؤكدا مساندته لأهاليها بقوله: «أنا منحاز أيّما انحياز للثورة وللمطالب الشرعية لأهالي سيدي بوزيد في زمن لا مكان فيه للحياد بين الحق والباطل». واعتبر المسعودي أن اضطرابات سيدي بوزيد لم تكن ردة فعل مباشرة على قطع الماء والكهرباء أو التأخر في تسديد رواتب عمال الحضائر فحسب، بل كانت نتاج تراكم إخلالات وسياسات وقرارات ظالمة للحكومة الجديدة وأتباعها وحلفائها من مسؤولين محليين وأعيان و«لوبيات» خدمت النظام البائد وهاهي اليوم تدين بدين الساسة الجدد، وفق تعبيره في مدونته. ورصد المستشار الإعلامي السابق للمنصف المرزوقي ما شاهده في سيدي بوزيد لدى تحوله على عين المكان ملاحظا، «غياب (أو انسحاب) شبه كلي للدولة اجتماعيا واقتصاديا مع حضور قوي للقمع البوليسي». وفي مقابل هذا القمع شاهد المسؤول السابق استماتة أهالي سيدي بوزيد في المطالبة بالكرامة الاجتماعية والحق في الشغل ومقاومة الاستبداد الجديد على حدّ تعبيره. ورجح المسعودي أن تكون حكومة حركة «النهضة» التي تسيطر فعليا على الحكم «تسعى في خطة استباقية إلى استئصال بذور انتفاضة ثانية وإجهاضها عبر تشويه الشباب الذي يشارك في المظاهرات وعزل البعض في الجهات الأخرى من الذين قد يشكلون نواة لانتفاضات مماثلة». واستند المستشار السابق في ترجيحه إلى شهادات العديد من المتساكنين على أن قوات الأمن اعتقلت حوالي 85 شابا كانت تحركهم، حسب مزاعم بعض المسؤولين الأمنيين والجهويين، أطراف «تجمعية» وأخرى «يسارية» تسعى إلى «التسييس» و «التحريض»، معتبرا أن مثل هذه الاتهامات تبعث على الريبة في هذه القضية خاصة أن هناك تزامنا مفاجئا لهذه الاعتقالات مع حملة الإيقافات التي يتعرض لها أبناء سيدي بوزيد وكذلك عدد من شباب جهات عديدة من الجمهورية بتهم ملفقة، حسب قول المتساكنين، كالسرقة وترويج واستهلاك المخدرات، وفق ما ورد في مدونة المسعودي. وحسب شهادة المسعودي فقد وصل الأمر بأهالي سيدي بوزيد ومن شدة قهر السلطة لهم بالتظاهر رمزيا عبر وضع إحدى الأمهات طفلها ذا الخمسة أيام ملفوفا بعباءة على الطريق احتجاجا على ايقاف أب هذا الرضيع «تعسفيا» ولقطع الطريق أمام رجال الأمن لمنعهم من الاحتجاج. ولاحظ المسعودي أنه لم يعد هناك مجال للشك في أن النظام في تونس لم يسقط، معتبرا أن حكومة «الترويكا» والأحزاب المكونة لها خانت الثورة بتحالفها مع نفس مكونات النظام السابق، «لتنسج على منواله في الحكم بالحديد والنار وإهانة المواطن التونسي بكل أدوات الإخضاع القمعية والجسدية والمعنوية والاجتماعية وخاصة الاقتصادية التي تمثل أدهى مداخل الاستبداد وتركيع الشعوب»، حسب تعبيره. وانتقد المسعودي الإعلام الخاص والعمومي في تونس بعدم التحول إلى سيدي بوزيد ونقل الأزمة التي يعيشها أهالي هذه المنطقة. يشار إلى أن المستشار الإعلامي السابق أيوب المسعودي كان أعلن استقالته يوم 28 جوان الماضي، بسبب تجاوزات تحصل في السلطة بتونس ووصفها ب «خيانة دولة».