لم يعد بإمكان أقسام «المونتاج» داخل شاشات التلفزة على اختلاف أسمائها وبراعة مصوّريها أن تخفي الصورة الحقيقية والوضعية الكارثية التي أضحت عليها أرضيّة ملاعبنا وخاصة منها ملعبي المنزه ورادس وسط اجماع كامل بتصدّرها لعلامة الإزدراء، وإن اختلفت الأسباب وتعدّدت، بين من يتهم القائمين على شأن الصيانة، وبين من يكتفي بتحميل جامعتنا وأصحاب القرار في دار الكرة سوء اعتمادها لروزنامة سنوية ملائمة لبنيتنا التحتية الرياضية. «التونسية» فتحت الملف وحاولت الوقوف على حقيقة ما آل اليه الوضع عبر رصد انطباعات كل من السيد لطفي الشلّي المدير العام للحي الوطني الرياضي من جهة والسيد لطفي بن عمّار المسؤول عن الشركة المكلفة بصيانة ملعب رادس، في حين تعذر علينا الحصول على السيد فوزي الصبابطي المكلف بأشغال صيانة المنزه لوجود هاتفه الجوال خارج الخدمة. لطفي الشلّي (الترجي حال دون اتمام إجراءات الصيانة) في إطار المهام الموكولة له بمقتضى النصوص القانونية يتولى الحي الوطني الرياضي صيانة المنشآت الراجعة له بالنظر بما في ذلك ملعبا المنزه ورادس، علما وأن الحي لا يخوّل له بصفة مباشرة التعهد بالأشغال وانما يتولى أمرها الخواص بمقتضى عقود مناولة وعليه فقد أوكلنا الأمر للسيد فوزي الصبابطي لمعالجة أرضية المنزه التي لم يقع تهيئتها منذ ما يزيد عن 40 سنة، في حين تقتصر الصيانة على أشغال ظرفية. والملاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة وأثناء توقف نشاط البطولة شهد الملعب نموّا متسارعا لنبتة النفلة «TREFLE» والتي تعدّ من النباتات الطفيلية سريعة الانتشار وقد وقع الاتفاق مع الشركة المتعهدة على القيام بالمداواة الضرورية غير أن هذه العملية لم تكلل بالنجاح خاصة مع حرارة الطقس وضيق الوقت في ظل بطولة شهدت نسقا ماراطونيا (اربعاء وأحد) ويضاف لها مباريات الترجي الافريقية والتي حالت دون ايجاد الوقت اللازم لمعالحة الأمر. شخصيا أقولها صراحة وجدت تركة ثقيلة دون أن أظلم من سبقني باعتبار ما وقفت عليه من مطالب وجهت في الغرض لأهل القرار دون اجابة واضحة، من جهتنا وجدنا التشجيع من سلطة الاشراف وسننطلق بداية من سنة 2013 في تأهيل ملعب رادس بالكامل في انتظار تأهيل ملعب المنزه انطلاقا من سنة 2014 وقد رصدت التمويلات لذلك. أخيرا وجب أن يعلم الجميع أن ما أتيناه حتى الآن أمكننا من تلافي 80٪ من الوضع الكارثي عبر تواصل الأشغال دون انقطاع وبصفة ليلية الى أن فاجأ عيد الفطر موعد عودة العملة الى ديارهم ما أبقى على نسبة 20٪ المتبقية دون إتمامها. لطفي بن عمّار (المسؤول عن الشركة المكلفة بصيانة ملعب رادس) سوء برمجة توجهنا بالسؤال عن أسباب الحالة الرديئة لأرضية ملعب رادس والذي يعد من مفاخر المنشآت الرياضية في تونس الى لطفي بن عمار المسؤول عن الشركة المكلفة بصيانة ملعب رادس فكانت اجابته على النحو التالي: «عملية صيانة الملاعب والعناية بالأرضية عملية معقدة وتتداخل فيها جملة من العوامل والأسباب. لعل أولها لا مبالاة الجامعة التونسية لكرة القدم المسؤولة الأولى عن تنظيم المباريات وإعداد الروزنامة، فعملية الصيانة تأتي كآخر نقطة في اهتمامات الجامعة وهو خطأ كبير وفادح ويؤثر بصفة مباشرة على وضعية ملاعبنا. ومن الضروري أن يحظى هذا الملف بالأهمية التي يستحقها كغيره من المكونات الأخرى. فدون ملاعب لا توجد كرة قدم. المعلوم أن صيانة الملاعب تكون عادة في فصلي الربيع والخريف أين تكون العوامل الجوية ملائمة لنمو العشب ولكن التنظيم العشوائي للروزنامة يجعل من الصعب القيام بالمهمة وذلك لتواصل مباريات البطولة وهو ما يدفعنا إلى تأجيل العملية الى فصل الصيف المعروف بارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على نمو العشب. وحتى في فصل الصيف فالملعب مشغول باحتضان لقاءات الترجي في المسابقة الافريقية. لذا فإن حالة الميدان لن تتحسن قبل شهر سبتمبر المقبل. الحل يكمن حسب رأيي في إيجاد اطار قانوني ينظم ويفرض على الجمعيات والبلديات القيام بعملية الصيانة فلا يعقل أن تصرف الدولة المليارات في بناء وتشييد المنشآت ونعجز في الآن ذاته عن الحفاظ عليها وصيانتها. يجب أن تكون عملية الصيانة ضرورية لا اختيارية. صحيح أن هناك نقصا في الكفاءات المؤهلة للقيام بالعملية ولكنها تبقى جزئيات سهلة التجاوز اذا ما تم ايجاد الاطار القانوني الملائم الذي يفرض القيام بعمليات تعهد العشب. حسب المعلومات التي بحوزتي فإن وزير الشباب والرياضة قد أذن بعملية صيانة جذرية لملعب رادس في بداية 2013 حيث ستركن البطولة للراحة بسبب مشاركة المنتخب في كأس افريقيا. وبين هذا وذاك تبقى الأولوية المطلقة للعناية بالملاعب التونسية حتى يتحسن مستوى كرة القدم التونسية وحتى لا تذهب الأموال المرصودة للصيانة في مهب الريح.