نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عشية أمس، وقفة احتجاجية داخل المجلس الوطني التأسيسي على خلفية الاعتداء الذي تعرض له زميلهم بدار الصباح خليل الحناشي، رافعين شعارات تطالب الحكومة برفع يدها عن الإعلام وتدين بعض الساسة الذين حرضوا على اعتماد العنف ضد الصحفيين. في سابقة خطيرة من نوعها ولم تشهد لها مثيلا من قبل المؤسسات الصحفية حسب ما أوردته نقابة الصحفيين، قام أمس لطفي التواتي مدير دار الصباح المنصب من قبل حكومة الترويكا بدهس الصحفي خليل الحناشي بسيارته الإدارية. وقد لاذ التواتي بالفرار أمام أنظار الجيش مخلفا أضرارا خطيرة للحناشي الذي أصيب حسب ما بلغنا بارتجاج في المخ. رفع الصحافيون داخل المجلس الوطني التأسيسي أمس، شعارات تنادي بصحافة حرة وتطالب الحكومة برفع يدها عن الإعلام من قبيل «صحافتنا حرّة مهما حاولتم تركيعها، ارفعوا أيديكم عنها» و«إما تركيع الإعلام إما ضربه وإبادته»، كما طالبوا مكتب المجلس الوطني التأسيسي بتغيير جدول أعمال الجلسة وإدراج هذه الحادثة ضمن نقاش الجلسة العامة التي انعقدت عشية أمس. الصحفيون داخل المجلس عبروا عن تخوفهم الشديد لما بات يشهده قطاع الإعلام من تهديدات بلغت حدّ التطاول على الحرمة الجسدية للصحفي إذ ساقت في هذا الإطار عضوة المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين سلمى الجلاصي، جملة اختزلت كل الشعارات المرفوعة وعكست التخوفات التي سكنت نفوس الإعلاميين حيث قالت «نتنقل وأكفاننا بين أيدينا»، كما أدانت بشدة التصريحات التي أدلى بها النائب عن كتلة النهضة الحبيب اللوز الذي دعا إلى ضرب الصحفيين في مسيرة اكبس التي دعا إليها لطفي زيتون مستشار رئاسة الحكومة. علما وأن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قد رفعت قضية ضدّ اللوز على خلفية هذا التصريح الخطير. كما اعتبرت نقيبة الصحفيين نجيبة الحمروني أن محاولة قتل الزميل خليل الحناشي، تضعها النقابة في إطار الاستجابة إلى دعوة الحبيب اللوز ولطفي زيتون بضرب الإعلام والإعلاميين. وأفادت أن نقابة الصحفيين لا تستغرب من «صاحب سوابق أصرت الحكومة على أن تضعه على رأس مؤسسة عريقة في قيمة جريدة الصباح أن يحاول ارتكاب جريمة قتل ضد زميل بهذه الجريدة» على حد تعبيرها. وأشارت إلى أن بعض النواب داخل المجلس التأسيسي تفهموا مطالب الصحفيين وعبروا عن احتجاجهم ضد هذا الاعتداء، في حين أكدت أن البعض الآخر في إشارة إلى نواب من حركة النهضة أصدروا فتاوى وكأنهم يحلّون ضرب الصحفيين وذلك لدى حدوث نقاش أمام بهو قاعة الجلسة بين الصحفيين والنواب.