عاشت منطقة «الدندان» ليلة أول أمس ساعات من الرعب والخوف والهلع على إثر هجوم قامت به مجموعات سلفية ملثمة حاولت اقتحام احد المنازل قبل أن تتصاعد وتيرة الأحداث وتبث الفوضى بكامل المنطقة وتزرع الخوف والهلع في قلوب سكانها الذين هموا بمغادرة منازلهم في محاولة منهم للتصدّي لهذه المجموعات التي عمدت إلى إشهار الأسلحة البيضاء (سيوف، سواطير، سكاكين، قضبان حديدية وخشبية)، مهددة بها كل من تقع عليه أعينهم بالشارع. فمع منتصف الليل وبعد أن خيم الهدوء على أرجاء المنطقة، علا صراخ النسوة وترددت في الأرجاء أصواتهن المنادية بأسماء أبنائهن الذين سارعوا لاستجلاء الأمر... اهتزت الأرض تحت رؤوس النيام من وقع الركض الشديد... صرير الأبواب التي تفتح تارة وتوصد أحيانا أخرى بصوت عال ومن دون سابق إنذار يكاد يصم الآذان.. إنها ليست بأحد المشاهد المقتطعة من احد أفلام الحرب أو الغزوات التاريخية وإنما هي لمحة عن حالة من الخوف والرعب، عاش على وقعها سكان منطقة «الدندان» بعد أن جالت مجموعات سلفية ملثمة في زقاق أحد أحياء المنطقة في ساعة متأخرة من الليل مرددة بصوت عال شعارات التكبير والتوحيد «الله اكبر ... الله اكبر» وهو الأمر الذي أثار حفيظة السكان النيام وحث اغلبهم على مغادرة المنزل لاستجلاء الأمر قبل أن تدور مواجهات كثر فيها الكر والفر و كادت الأمور تصل إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل بعض العقلاء ... من محاولة اقتحام منزل...إلى فوضى عارمة بالأرجاء أكد بعض الشهود العيان ل«التونسية» أن الحادثة انطلقت بمحاولة بعض العناصر السلفية الملثمة اقتحام منزل «احد المشتبه فيهم ببيع الخمر خلسة متوعدين إياه بالقتل والقصاص» -على حد تعبير بعضهم-، ليضيف بعضهم «إن عبارات التكبير والتوحيد أمام منزل الجار في ساعات متأخرة من الليل أجبرتنا على مغادرة المنازل لاستجلاء الأمر ولكننا ذهلنا لرؤية العشرات من الملثمين وهم يلوحون بالسيوف والسكاكين والسواطير... قبل ان يسارعوا بالركض خلفنا والتجول في زقاق الحي مرددين بصوت عال عبارة لا الاه الا الله». كما أشار الشهود إلى أن حالة الخوف والهلع التي تملكتهم ،جعلتهم يسارعون للاتصال بشرطة النجدة، على الرقم المجاني (197)، التي أكدت علمها بالموضوع على إثر تلقيها لاكثر من اتصال متعهدة بارسال تعزيزات أمنية من شأنها ان تحمي المواطنين وتبث الطمأنينة في صفوفهم. وبعد أن غادر محدثو الفوضى بالمنطقة، حلت سيارتان أمنيتان بالمنطقة اندفع صوبها عدد كبير من اهالي الحي الذين أعربوا للامنيين عن حالة الخوف والهلع التي اعترتهم عقب هذه الحادثة.... من جهتها تعهدت السلطات الامنية بالاهتمام بالموضوع والتحقيق في الحادثة، مطالبة الاهالي بالعودة الى بيوتهم والخلود الى النوم قبل أن تقوم بتمشيط المنطقة بحثا عن كل مشتبه في تسببه بإزعاج سكان الحي وترويعهم