أشارت مصادر مغربية إلى أن التيارات السلفية بما فيها «السلفية الجهادية» والسلفية التقليدية بدأت تراجع أفكارها ومواقفها الايديولوجية متأثرة بأحداث الربيع العربي وما حمله من تغييرات في عدد من الدول العربية التي أطاحت شعوبها بأنظمتها على غرار تونس ومصر وليبيا. وذكرت تقارير مغربية أن رياح التغيير وصلت إلى عقر دار سلفيي المغرب ويرى مراقبون بأن «الربيع العربي» دفع القيادات السلفية إلى المراجعة والاقتناع بضرورة القطع مع فترة الشقاق والخصومات الفكرية والشخصية خاصة بين تيار السلفية التقليدية، بزعامة الشيخ عبد الرحمان المغراوي، وتيار ما يسمى بالسلفية الجهادية برموزه: محمد الفزازي وأبو حفص وحسن الكتاني وعمر الحدوشي وعبد الكريم الشاذلي، ليكون بذلك توجها واضح المعالم نحو سلفية واحدة متشعبة الأفكار بعد أن كانت هناك سلفيات كثيرة في البلاد. وفي المقابل، يعتبر آخرون بأن الربيع العربي كان له تأثير جلي في تغيير سلفيي المغرب لمواقفهم الرافضة للمشاركة السياسية، غير أن عدم الانسجام بين كافة التيارات السلفية يجعل الحديث عن تحول سلفيات البلاد إلى سلفية واحدة أمرا غير ممكن واقعا وسياسيا. وقال الشيخ أبو حفص رفيقي، الوجه السلفي المعروف،في تصريحات لنشرية «هسبرس» الالكترونية المغربية ردا على سؤال عن حقيقة إمكانية تحول السلفيات المختلفة في البلاد إلى سلفية واحدة بعد الأحداث الجارية في العالم العربي وفي المغرب، انه يميز في هذا السياق بين ما هو واقع على الأرض وبين رؤيته الخاصة لهذا الموضوع.