تتواصل أزمة عمال وموظفي نزلي «الهناء» و«الهناء بيتش» في التفاعل دون أن يقع التوصل إلى حل يتمكن من خلاله موظفو وعمال هذين النزلين من الحصول على مستحقاتهم من الأجور والمنح التي حرموا منها، في عملية متكررة خلال السنتين الأخيرتين، على مدى ما يقارب الثلاثة أشهر. فبعد الاحتجاج والاعتصام وغلق الطريق يبدو ان هؤلاء العمال قرروا هذه المرة تغيير طريقة التعبير عن غضبهم من قطع الطريق إلى الاعتصام بمقر معتمدية سوسة باب البحر حسب ما أفادنا به طرف نقابي مسؤول له صلة مباشرة بهذا الملف. ورمزية تحويل الشكل الاحتجاجي تهدف على ما يبدو إلى الضغط على السلط الجهوية من أجل التسريع بإيجاد صيغة حل تحد من تفاقم تدهور الأوضاع الاجتماعية للمحتجين وهم الذين مرت عليهم العديد من المناسبات ذات الاستحقاقات المادية الحارقة على غرار العودة المدرسية وعيد الفطر، هذا فضلا عن اقتراب عيد الإضحى دون أن تتبلور لهم صيغة واضحة للخروج من مأزق الاستحقاق المادي. هذا ومعلوم أن السلط تسعى منذ مدة لحلحلة هذا المشكل من خلال التفاوض مع المتصرف في النزل للايفاء بتعهدات قطعها اكثر من مرة لإيجاد حل ولو جزئي بتمكين العمال والموظفين بمؤسسته من مستحقاتهم، لكن يبدو ان الأوضاع القانونية غير المستقرة لهذه الشركة حالت دون أيجاد التزام جدي وصريح يمكن من وضع حد لهذه الوضعية المستمرة. فالمعلوم أن الشركة هي من مخلفات رجل الأعمال المعروف علي مهني ولم يستقر لها وضع منذ وفاته ولم يقع الحسم في مسألة الميراث بصفة قطعية لأسباب ظلت إلى اليوم غامضة وغير معروفة. هذه الوضعية جعلت المتصرف الحالي لا يتشجع في توفير المتطلبات المادية لتسيير هذه الوحدات الفندقية التي ظلت ومنذ زمن تتأرجح بين الإغلاق والفتح ومردوديتها بين الضعيفة والغائبة تماما. ولم يبق للموظفين والعملة من حل سوى الاحتجاج إذ ظلّوا بين الوعد والوعد الجديد ينفذون حركات احتجاجية للفت النظر إلى وضعهم المتردي. وفي مناسبات لاحقة اختاروا غلق الطريق السياحية المعروفة ب«كرنيش بوجعفر» وقد تكررت هذه العملية عديد المرات خلال الأسبوع الفارط تحت انظار السياح المرتادين لهذه المنطقة وكثير منهم من الأوروبيين الذين تضامنوا مع العمال دون ان يفصحوا عن ذلك خارج إطار المحادثة المباشرة مع بعضهم. وفي الختام نكرر السؤال، أي مخرج لهذه الوضعية التي طال الانتظار لحلّها وهل من تدخل ولو استثنائي من الحكومة لانقاذ ما يمكن انقاذه لمصلحة قطاع السياحة ولمصلحة عائلات تتهدد أرباب نعمهما البطالة والاحتياج وأشياء أخرى؟