ضمت أولى الجلسات للصالون الأدبي بسوسة عديد المبدعين لتدارس خارطة طريق من أجل إثراء المشهد الثقافي بالجهة خاصة بعد ما أصبح مركز التربصات والاصطياف بجوهرة الساحل - الذي يشرف على إدارته الشاعر عمر دغرير - فضاء رحبا للقاء المبدعين من شتّى صنوف الإبداع ومختلف مشارب الفنون والثقافات. وقد شارك في هذه الجلسة الأولى عدد من الكتّاب والكاتبات الذين قدموا اقتراحات وتصوّرات لتطوير أداء الصالون والتقدم به ليكون منارة ثقافية تشع على جميع المبدعين في الأدب والفن التشكيلي والسينما والمسرح والموسيقى بأنواعها بما في ذلك الأشكال الموسيقية الشبابية مثل «الراب» و«الصلام» وغيرها من أشكال التعبير الثقافي والفنّي. وقد افتتحت الشاعرة راضية الشهايبي الجلسة في الصالون بكلمة أكدت من خلالها أنّ «الثقافة اليوم يجب أن تكون في مراتب متقدمة من اهتمام التونسيين نظرا لما تمثّله من سلاح ضد الظلامية والرجعية..»، مشيرة إلى ضرورة التفاف المبدعين حول بعضهم البعض مشيرة إلى أن الأسماء حسب رأيها لم تعد مهمة في مرحلة كالتّي نمر بها بل المهم هو «أن يفعل المبدع دوره التنويري من خلال نصرة الإنسان والمبادئ الإنسانية ونصرة الجمال». ومن بين المقترحات التي لاقت صدى ايجابيا بين الحضور فكرة تأسيس «ملتقى قصيدة الومضة» ، كما اقترح الكاتب سمير السحيمي أن يكون الملتقى مفتوحا على الشعر والسرد أي القصيدة الومضة والقصة القصيرة جدا. وقد تمّ التأكيد على عدم التفريط في تظاهرة «24 ساعة شعرا» التي حققت نجاحا لافتا في الدورات الماضية قبل أن تتوقف لعدة أسباب، مع ضرورة البحث عن كل الروافد المالية الممكنة من اتصال بوزارة الثقافة ومستشهرين وأصحاب الاهتمامات الثقافية الذين يمكن أن يقدموا الدعم للتظاهرة الوحيدة من نوعها على مستوى العالم. أما في ما يتعلّق بنشاط الصالون فقد وقع التأكيد على ضرورة التفتح على جميع مجالات الإبداع كالسينما والمسرح والرسم والشعر الشعبي كميادين إبداعية يمكن أن تثري الصالون حيث يمكن إدخال عديد التجارب خاصة الشبابية الحديثة. أيضا وقع التطرق إلى أهمية الانفتاح على فضاءات أخرى والخروج بنشاط الصالون نحوها واقترح بعض المشاركين تنظيم معرض فنّي في مطار المنستير أو النفيضة مثلا استغلالا للموقع الجغرافي لمدينة سوسة، وأيضا استغلالا للفضاء الحالي للصالون كموقع تخييم والتفكير في ترتيب أمسيات «تخييمية» أو تحت الخيام مع الأجواء العربية الأصيلة. ومما تمّ التأكيد عليه أيضا حسن استغلال مختلف التقنيات الرقمية على المواقع الافتراضية لمزيد التعريف بالصالون ونشر نشاطه وتوسيع دائرة المتابعين له والمتفاعلين معه مع إمكانية تكوين فريق خاص يشرف على هذا الأمر. يُذكر أنّ الموسم الماضي استضاف عديد الأسماء التونسية والعربية من بينها الشاعرة والمترجمة ابتسام ساسي والشعراء نور الدين عويشاوي وطارق الناصري ومنية بوليلة وسمير السحيمي وعدنان أجياد (فنان تشكيلي عراقي نرويجي) وإبراهيم قهوجي (شاعر مغربي) وحسن اعبيدو (شاعر مغربي) والأزهاري الأبتر (شاعر وناشر جزائري) وحنين جمعة (شاعرة فلسطينية).