موعد آخر مع الأدب والشعر والموسيقى والفن التشكيلي نسجه الصالون الثقافي «إيلاف» مع محبّيه بمدينة سوسة مساء السبت الفارط بأحد المراكز السياحية وذلك تحت رعاية المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث. وجوه متميزة حاكت نسيجا من الابداعات في هذا الصالون الذي حرصت هيئته وعلى رأسها مؤسسة الشاعر خالد الكبير على تكريم هؤلاء المبدعين تثمينا لقدراتهم واعترافا بمكانتهم وهي الشاعرة والباحثة آمال موسى، الدكتورة نجوى الرياحي القسنطيني، الاديب والشاعر عبد المجيد يوسف، المطرب عادل سلطان، وفي مجال الاعلام كرّم أيضا الاعلامي سمير الوافي. إضافة الى وجوه إبداعية شابة أكدت جدارتها بالحضون. تحية إكبار لخالد الكبيّر ضغوطات الزمن والالتزامات المهنية لم تمنع الشاعر خالد الكبير من إصدار مجموعته الشعرية «ترانيم الروح» إضافة الى محاولة تفعيل فقرات الصالون كل ذلك لا يمكن أن يكون إلا مجلبة للاكبار والتقدير لهذا الرجل. شاعرة بالفطرة! افتتحت فقرات الصالون الشاعرة آمال موسى التي فاجأت الحاضرين بثراء سيرتها الذاتية التي علقت في معرض الصالون وقد عكست تجربة شعرية عميقة بوّأتها مكانة عربية مرموقة في المشهد الثقافي العربي ومنه العالمي من خلال أشعارها المترجمة الى عدة لغات وقد وصفها سمير الوافي بأفضل شاعرة تونسية. بعد تقديم لتجربتها في الشعر وأبعاد ممارستها الابداعية ألقت الشاعرة آمال عدة أشعار منها: «غير قابلة للاختزال»، «تشويش» «الليلة»، «صغيرة واقفة على الاطفال» أوحت للسامع أن هذه المبدعة شاعرة بالفطرة ولا يمكن أن تكون إلا كذلك. عادل سلطان يرد على أمال!... «أي جمل موسيقية تراها أحسن ردا على هذه الاشعار؟» هكذا تفاجأ عادل بالسؤال بعد المداخلة الشعرية للسيدة أمال موسى فأجاب طربا: «سلام على دار السلام جزيل وعتبي على العتاب طويل يا تونس الخضراء لا أهوى سواك مدينة ومالي على قرطاج بديل خيالك في فكري وذكراك في دمي وحبي وسط القلب ليس يزول رمى الدهر قلبي بالبعاد والنوى ولكن صبرا في الفؤاد جميلا» أكد عادل في كلمته الافتتاحية قائلا: «سأقدم نفسي بشكل بسيط وهو أني إنسان مسؤول جدا فقط عندما أوكلتني القدرة الربانية على هذه الموهبة حتى يكون هذا الابداع إفادة للانسان الخير، وأثنى في كلمته أيضا على الاعلامي سمير الوافي مشيدا بحرصه على التميز سواء في المجال الاعلامي المرئي أو المكتوب كما ثمّن عادل قيمة صالون «إيلاف» الثقافية مؤكدا على وجوب فصل الترفيه عن الثقافة. وزير سابق...! حول برنامجه الجديد على قناة حنبعل «شارع الحرية» أكد سمير أنه سيكون مختلفا ولكن دون الخروج عن توجهه في التنشيط المبني على الجرأة والموضوعية كاشفا احدى فقرات هذا البرنامج وهي فقرة «وزير سابق» سيتعرض فيها الى الحياة اليومية للوزراء السابقين. شبان ولكن مبدعون المواهب الشابة التي شاركت في هذا الصالون: رانيا يعقوب، حسنين الدربالي، إيلاف بوزيد، أحمد التليلي، عزّة الطرابلسي، كريمة قاسم وأحمد التليلي في الفنون التشكيلية وفي الشعر الأمجد الإلاهي وفي الموسيقى حمادي قاسم وشوقي رفرافي مقيم بباريس (بصدد إصدار ألبومه «بداية») ومثّلت الشابة بسمة بن سالم مفاجأة بما عكسته من قدرة صوتية محترمة. ناقدة برتبة مبدعة نجوى الرياحي القسنطيني أستاذة تعليم عال متحصلة على دكتوراه دولة في اللغة والأداب العربية مختصة في السرديات والنقد الحديث أصدرت خمسة كتب وعدة مقالات، قدمت تجربتها النقدية فعكست في هذا الصالون عمقا في التحليل وسعة ثقافة وحول إن كان النقد الادبي مجلبة لبعض التحامل والعتابات أكدت الدكتورة نجوى أنها تتعامل مع أثار أدبية ولا أشخاص، وقد تحدث بعض ردود أفعال ولكن لا تتجاوز المعقول على حد تعبيرها. حرفية في حاجة الى دعم! رغم تأكيدها الحضور بالصالون، وتلبية طلبها في إرسال دعوة خاصة بها إلا أن الاعلامية كريمة الوسلاتي تغيبت ولم تكلف نفسها لا الاعتذار فحسب بل حتى رفع السماعة عندما تم الاتصال بها هاتفيا والى حد كتابة هذه الاسطر، رغم تحضيرات هيئة الصالون الخاصة باستضافتها تكريما لها كإعلامية متحصلة على جائزة من المنظمة العربية للمرأة، ولكن قابلت هذا الاهتمام بتجاهل أثار استياء أعضاء هيئة الصالون.