بمناسبة الذكرى الستين لاغتيال الزعيم النقابي و الوطني فرحات حشاد يصدر قيربا عن دار صامد للنشر كتاب حول : فرحات حشاد المؤسس الشاهد و القائد الشهيد والكتاب هو من تأليف الدكتور عبد الواحد المكني أستاذ التاريخ المعاصر و الأنتروبولوجيا التاريخية بكلية الآداب و العلوم الانسانية بصفاقس و قد تولى الأخ حسين العباسي تقديم الكتابمؤكدات على ما يلي : "يأتي كتاب المؤرّخ الدكتور عبد الواحد المكني:"فرحات حشاد: المؤسس الشاهد القائد الشهيد" والاتحاد العام التونسي للشغل وتونس كلّها تحيي الذكرى الستين للاغتيال الغادر والجبان للزعيم الوطني والنقابي الشهيد فرحات حشاد، ليشكّل لبنة من لبنات تصحيح المسار الذي نرغب فيه، وهو أن يعود التاريخ إلى أهله، وأن ينتفض المؤرّخون من أجل ضمان استقلالية التاريخ وإبعاده عن المشاحنات والتوظيفات حتى يتسنى لنا، أي للتونسيين جميعا والمنظمة النقابية من ضمنهم كتابة تاريخهم وفق الرؤية الموضوعية المرجوّة والنظرة المتوازنة المرغوبة." و يصدر الكتاب ضمن سلسلة الذاكرة النقابية التي تتولى دار صامد نشرها و هي سلسلة "تفسح المجال لجميع من كانت له علاقة بالشأن النقابي، لا من موقع المسؤولية فحسب، بل كذلك من موقع التعاطف معها والوقوف إلى جانبها في أحلك الفترات التي مرّت بها، أمثال السادة المحامين الذين تجندوا لنصرتها كلما تعلقت قضايا برموز الحركة النقابية، خاصة في تلك القضايا الكبرى التي استهدفت الإتحاد في كيانه أو كذلك من المتابعين عن كثب للشأن النقابي كالصحافيين وغيرهم من مناضلي النسيج الجمعياتي." و عن أسباب نشر هذا الكتاب فقد تم التأكيد في التوطئة على إن الاتحاد العام التونسي للشغل شارك بمختلف هياكله انجاح في ثورة 14 جانفي و كان الاضراب العام الذي انطلق يوم 12 جانفي 2011 من صفاقس عاملا هاما في سقوط نظام بن علي و بعد ذلك أسهم الاتحاد في انجاح المسار الديمقراطي و الحفاظ على مؤسسة الدولة التونسية و مع ذلك يُصر البعض على استنقاص إسهامات الاتحاد العام التونسي للشغل بل يتمادون في التحريض على هياكله و قيادته و مهاجمة مقراته في محاولة لتطويعه. مثل هذه البحوث حول الذاكرة النقابية و حول فرحات حشاد و صموده هي وسيلة للاعتبار من التاريخ و الاستلهام من مغازيه. و يذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أن دراسته تحاول أن تتصدّى إلى مسيرة فرحات حشاد منذ نشأته بقرية العباسية في جزيرة قرقنة سنة 1914 إلى تاريخ اغتياله في طريق رادس ذات 5 ديسمبر 1952 مركزة على محاولة فهم ظروف و ممهدات تبوأ حشاد للقيادة النقابية و رسوخ فكرة التنظّم الجماعي لديه و أسباب رسوخ الأداء الكاريزمي الذي مكنه من نحت بصماته في تاريخ تونس المعاصر لا فقط في واجهة النضال الاجتماعي و الطبقي بل أيضا و خاصة في معمعان النضال الوطني ضد الاستعمار و الإمبريالية في فترة حالكة و غاشمة . كما يؤكد الدكتور عبد الواحد المكني على إن "مهمة المؤرخ ليست كتابة " مناقب" الزعماء, هذا دور لا يشغل بال الأكاديميين وهو اختصاص له رواده في كل عصر و أوان. لا يحتاج أمثال فرحات حشاد إلى كتابات ملحمية و لا إلى "عكاضيات" و مقاربات " سيرية" مدحية لأن تاريخه الرمزي و ما اختزلته الذاكرة الجماعية حول نضالاته و أفكاره و مبادئه حصّنه إزاء كل استنقاص أو إهمال أو تناسي. ان شخصية حشاد الاستثنائية و الكاريزمية و انجازاته في سبيل الوطن و تضحياته من أجل الطبقة العاملة كانت مصدر إلهام و استحثاث لهذا السيل من البحوث. غير إن المكتبة النقابية و الثقافية في تونس و البلاد العربية لازالت في حاجة إلى مزيد تسليط الأضواء على التاريخ النضالي لمؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل ولأحد أبرز زعماء الحركة الوطنية في النصف الثاني من الأربعينات ومطلع الخمسينات. إن ما يخوّل هذه الدراسة مكانتها ضمن المنتوج الفكري الموجود هو رغبتها في التركيز على أمرين هامين من مسيرة حشاد " الشاهد والشهيد " : أولا : أفكار حشاد و آراؤه : ثانيا : إعادة قراءة و تركيب للمنعطفات الهامة في حياة حشاد و من أهم فصول هذا الكتاب هي : بيئة حشاد , الدربة النقابية لحشاد في الس.ج. ت , حشاد و تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل , علاقة حشاد بقضايا الحوض المنجمي , علاقة حشاد ببورقيبة و صالح بن يوسف , علاقته بالقصر الحسيني , ظروف اغتيال حشاد , قتلة حشاد جريمة بلا عقاب ... كما تضمن الكتاب مجموعة هامة من المقالات الصحفية التي نشرها حشاد و يتضمن الكتاب قسما فرنسا فيه مجموعة من الكتابات الصحفية و الخطابات التي ألقاها حشاد . و يعتبر المؤلف إن تضمين هذه النصوص هي فرصة للدارسين و النقابيين للتوغل في أفكار حشاد بدون وسيط .