دقت الصافرة فتوقف العمل وسكتت الآلات والمحركات وتدفق العمال من المعامل الى ساحة إدارة الصيانة والعتاد لشركة فسفاط قفصةبالمتلوي يتقدمهم الأخوان : زهير عباسي كاتب عام نقابة المصالح الخارجية لشركة فسفاط قفصة والكاتب العام المساعد للجامعة العامة للمناجم والأخ الحبيب بوناب الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والأخ الطاهر بوناب الكاتب العام المساعد للاتحاد المحلي بالمتلوي، ثم تجمعوا لإحياد ذكرى 5 ديسمبر ذكرى اغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد ككل سنة منذ عشرات السنين ، وفي مثل هذه الساعة بالضبط. وقد استهلوا تجمعهم بدقيقة صمت تلوا خلالها فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الوطن والاتحاد. ثم ألقى الأخ زهير عباسي كلمة ابرز خلالها تاريخ الحركة النقابية بالوطن من الحامي مرورا بالقناوي الى حشاد ، وأكد بالخصوص على شهداء 4 مارس 1937 الذين ارتوت بدمائهم مدينة المتلوي في يوم مهيب لا يُمحى من الذاكرة امتزجت فيه دماء التونسيين والجزائريين والليبيين والمغاربة. ثم أخذ الكلمة الأخ الحبيب بوناب وأكد على نضالات الزعيم حشاد ومناقبه وتحمله قيادة معركة التحرير عندما كان زعماء الحركة الوطنية في سجون الاستعمار وفي المنافي غير آبه ببطش الاستعمار وغطرسته مؤسسا الاتحاد العام التونسي للشغل والبلاد على فوهة بركان. هذا الاتحاد الذي بقي الى يومنا هذا رغم الانتكاسات ولكنه بقي واقفا وسيبقى لأنه انبنى على أسس صحيحة لا تهزها العواصف وان كانت عاتية . الاتحاد الذي له مزايا على البلاد والعباد وأكد بالخصوص على أن اغتيال الزعيم فرحات حشاد جاء لان الاستعمار شعر وتأكّد أن الرجل قد كان فعلا وبدون جدل المهدد لكيانه على أرض الوطن. وأخيرا تطرق الى موضوع الصحة والسلامة المهنية بشركة فسفاط قفصة مؤكدا بالخصوص أن في احترام قواعدها مناعة لأرواح العمال وأجسادهم قبل كل شيء وضمانا لسيرورة عرا الأسرة والحياة.