نفذت أمس الرابطة الوطنية لحماية الثورة وقفة احتجاجية أمام قصر الحكومة بالقصبة، احتجاجا على الاعتقالات اللتي طالت مجموعة من أعضاء الرابطة الجهوية لحماية الثورة بتطاوين «مقابل اطلاق سراح رموز من النظام السابق». وحمل المحتجون لافتات منددة بدعوات العديد من نواب المجلس التأسيسي الى حلّ رابطات الثورة وبعودة التجمعيين الى الحكم مثل «أقسم برب الوجود، التجمع لن يعود» و«نعتقل المنضالين ونسرح التجمعيين المجرمين» و«لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية» موجهين أصابع الاتهام الى الحكومة التي وصفوها ب «المترددة» في اطلاق الأحكام من جهة والى «شكري بلعيد» و«سمير بالطيب» و«الباجي قائد السبسي» من جهة أخرى نظرا لمواقفهم المعادية لهم ودعواتهم إلى حلّ لجان حماية الثورة». لن نتراجع وندد «محمود بن فضل»، أمين مال الرابطة الوطنية لحماية الثورة بأسلوب وزارة الداخلية وكيفية اعتقالها لعضو الرابطة الجهوية لحماية الثورة بتطاوين الذي وصفه بكبير المناضلين، وقال في هذا الاطار: «نحن هنا احتجاجا على الطريقة التي اعتقل بها المناضل الكبير «سعيد الشبلي» مقابل اطلاق سراح رموز الفساد وعناصر أخرى من الوزراء السابقين في «حكومة العمالة». وأضاف محدثنا: «وقفتنا اليوم تحمل عنوان «جمعة الحسم قبل القطيعة»، لأننا لن نسكت ولن نتراجع، وامكانية التصعيد واردة في حال لم يستمع لنا أحد. كما أن حضورنا هو بمثابة الانذار الأخير الموجه للحكومة السلبية». علّها تتحرك وتمسك بزمام الأمور وتتحمل مسؤولياتها. فنحن اليوم في غنى عن الممارسات السابقة، ووجب أن تغير وزارة الداخلية من ممارساتها العشوائية، وكل ما نريده هو أن تكون الممارسات في اطار من الاحترام لا غير الا أن أحداث اليوم تدعفعنا إلى التساؤل: هل فعلا هذه الحكومة ثورية أم أنها تعمل لحساب أجندة ومنظومة معيّنة؟». الوضع ينبئ بالخطر من جهته، صرّح «رفيق العوني»، عضو بالمكتب السياسي لحزب «جبهة الإصلاح» والذي كان حاضرا بين المحتجين أن الوضع اليوم ينبئ بالخطر وأصبح من الضروري اعادة الأمور الى نصابها حسب تعبيره. وقال في هذا الصدد: «لقد قام الشعب التونسي بالثورة من أجل العدل والكرامة والحرية وليس من أجل عودة رؤوس الفساد والارهاب البوليسي». وأضاف أن ما يحدث هو «اختطاف لرجال تونس الشرفاء»، حسب قوله، داعيا الجميع الى عدم السكوت والى مساعدة ومناصرة الرابطة الوطنية لحماية الثورة التي قامت بمجهود كبير جدا لحماية مكاسب الثورة ولتحقيق أهدافها. وختم «رفيق العوني» قائلا: أحداث اليوم مشحونة بمحاولات الاغتيال والعصابات الاجرامية المنظمة ولجان حماية الثورة قامت لحماية البلاد، لذلك نحن نساندها وباسم حزب «جبهة الاصلاح»، أقول إننا نساندها للقضاء على جماعات «المولوتوف» وهو ما يتطلب وقفة حازمة وحاسمة» والحكومة مطالبة باتخاذ قرارات فورية لوقف هذا المدّ». المطالب تغيّر وجهتها وكما جرت العادة في أغلب الوقفات الاحتجاجية، أين يسرق الاعلاميون الأضواء وتصبح كافة الأنظار متجهة نحوهم، فبعد أن رسم أعضاء رابطة حماية الثورة مسار وقفتهم الاحتجاجية، فوجئ الحاضرون بهتافات مناهظة للاعلام أو «اعلام العار» كما وصفوه، مرددين «يا إعلام البوفريوة، سفساريك وباب عليوة».