في خطوة لم تكن في الحسبان قرّر وزير الدفاع الفرنسي، الاشتراكي جان ايف لودريان، نقل رماد الجنرال بيجار سفاح الجزائريين سنوات الاستعمار إلى النصب التذكاري المخلّد لحرب الهند الصينية بمنطقة «فريجوس»، وذلك يوم 20 نوفمبر الجاري، وهو القرار الذي أثار جدلا ورفضا سياسيا بفرنسا. وسيتم تنفيذ هذا القرار قبل الزيارة المرتقبة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرنسوا هولاند للجزائر يومي 19 و20 ديسمبر المقبل و هو أمر قد يعمق الجراح بين البلدين خاصة في ما يتعلق بملف الذاكرة مثار الجدل منذ سنوات. و مع أن مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الاشتراكيون، وافق بأغلبية 181 صوتا مقابل 155 على مشروع قانون يخلد يوم وقف إطلاق النار في حرب تحرير الجزائر 1954 - 1962، وذلك لإحياء ذكرى مئات الآلاف من القتلى الذين سقطوا من الجانبين في الجزائر الا أن تكريم الجنرال السفاح بيجار سيّء الذكر في فرنسا و في الجزائر قد «يفسد» زيارة هولاند . و انتقدت منظّمة النضال العمالي لوت أفريير، التي ترأسها نتالي أرتود، المرشّحة للرئاسة الفرنسية الأخيرة، قرار وزير دفاع فرنسوا هولاند الذي، كما أشارت «من شأنه أن يعطي نهاية سعيدة» لجنرال سفّاح في حرب الجزائر. كما اعتبرت هذا القرار تطوّرا لم يقدر على الوفاء به وزير الدفاع السابق في عهد ساركوزي اليميني جيرار لونغي، الذي كان قد اقترح أن يتمّ نقل رماد بيجار إلى متحف ليزانفاليد دون أن يفلح في ذلك، جراء المعارضة الشديدة التي قادها حقوقيون وسياسيون ومؤرّخون فرنسيون. وكان السفّاح بيجار، الذي توفي في 18 جوان عام 2010، قد أوصى بنقل رماد جثمانه إلى ساحة معركة «ديان بيان فو» التي انهزم فيها الجيش الفرنسي هزيمة نكراء، لكن الحكومة الفيتنامية رفضت ذلك. وقالت منظّمة النضال العمالي، في مقال على موقعها الالكتروني ''أن يقوم جيرار لونغي بتكريم جلاّد وسفّاح مثل الجنرال بيجار فهو أمر لا يفاجئ، لأنه شخص يميني وتربّى في اليمين المتطرّف، أما أن يقوم بذلك وزير دفاع حكومة اشتراكية فهو أمر لا يفاجئ غير أولئك الذين نسوا بأن الرئيس فرنسوا ميتران هو من أرجع جرايات التقاعد للأعضاء السابقين في منظّمة الجيش السري، بعد انتخابه عام 1981 واعتبرت منظّمة المناضلة أرليت لاغيي بأن تشريف بيجار يعني «تكريم هذه الحرب الاستعمارية التي قام بها الجيش الفرنسي».