كانت مشاغل الجامعة التونسية واستقلاليّتها ومواضيع الحرّيات الأكاديمية محاور اللقاء الذي جمع ظهر أمس بقصر باردو السيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي بثلّة من النّاشطين في المجتمع المدني ممثّلين عن مرصد الحرّيات الأكاديميّة ومنتدى الجامعيين والجمعيّة التّونسية للدّفاع عن القيم الجامعية. وأكّد رئيس المجلس الوطني التأسيسي أنّ مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تمرّ بها تونس اليوم تستدعي واجب اليقظة المستمرّة بتفعيل آليات التصدي لكل ما من شأنه أن يمسّ بالجامعة التونسية ويضرب الحريات الأكاديمية بتطبيق القانون من قبل الدولة على الخروقات الخارجية التي تمسّ الحرم الجامعي ومن داخل الجامعة نفسها التي لها قوانين تضبطها وتسيّرها وفق قواعد علمية وأخلاقية بين الجامعيين أنفسهم، وأيضا بتطوير العقليّات بعد التّصحر الذي أصاب الجامعة التّونسية في فترة النّظام السّابق. وشدّد بن جعفر على أن تنأى الجامعة عن التّجاذبات السّياسية وعن منطق التّكفير، مبيّنا أن المشاغل الطّلابية الحقيقيّة تتمثّل في تطوير المناهج وإرساء تكوين يتلاءم مع متطلبات سوق الشغل وتوسيع قاعدة البحث العلمي وتحسين ظروف الحياة الطلابية من نقل وسكن وترفيه. من جهتهم أثار الحاضرون مطالب الجامعيين التونسيين اليوم والمتمثلة أساسا حسب رأيهم في حماية الحريات الأكاديمية وتأمين الجامعات من دخول الغرباء إلى الحرم الجامعي وعدم توظيف الجامعة التونسية لخدمة تيارات سياسية معينة كإقامة الخيمات الدعوية وسط الفضاء الجامعي وممارسة تضيقات على الطالبات داخل المطاعم والمبيتات الجامعية وتكفير الأساتذة والمبدعين وفرض حجب بعض الدروس من المناهج التعليمية بدعوى التحريض على الكفر، مطالبين بأن يضمن دستور تونس الجديد الحريات الأكاديمية واستقلالية الجامعة.