لديّ وعود بتدريب "مازمبي" "هذه رسالتي للحكومة التونسية ورجال الأعمال" هو من مواليد 9/8/1965، أصيل ولاية المنستير، مارس اللعبة الشعبية في صنف الناشئين بفريق عاصمة الرباط، خيّر مغادرة أرض الوطن لاستكمال مشواره الدراسي ببلجيكا ليضع حدّا لمستقبله كلاعب كرة قدم. بلجيكا كانت طالع خير عليه أين تمّ قبوله للالتحاق بمدرسة تكوين مدرّبي كرة القدم التابعة للاتحاد الأوروبي، التحق بأحد أشهر الفرق البلجيكية نادي «اندرلخت» كأول مدرب عربي يشرف على تدريب ناد أوروبي. سنة 2003، تلقى عرضا من فريق موتيما بمبي الكونغولي، آمن بقدراته وتوّلى الجهاز الفني للفريق وفي نفس الموسم (2003 2004) افتكّ اللقب من مازمبي بعد فوزه عليه ذهابا وإيّابا. الخليج العربي كان محطته الثالثة أين درب أهلي دبي الاماراتي، ثم عاد مجدّدا للكونغو مع نفس الفريق وتأهل معه الى دور المجموعتين من مسابقة كأس الاتحاد الافريقي سنة 2010 وتوقف مشواره مع نادي موتيمابمبي عند تلك المحطة. للموسم الثاني على التوالي يتواجد على رأس الجهاز الفني لليوبارد الكونغولي وحاليا يخوض معه نهائي كأس الاتحاد الافريقي وبات قريبا جدا من احراز لقب ال«كاف» بعد تعادله ذهابا خارج ميدانه مع دجوليبا المالي (2 2). المدرب التونسي لفريق «ليوبارد الكونغولي»، «نصر الدين نابي» يتحدث ل«التونسية» عن عدّة محاور تكتشفونها تباعا في هذا الحوار: «نصر الدين نابي»، اسم لم يقع تداوله إلاّ مؤخرا بعد نجاحك كمدرب تونسي وصل لنهائي كأس الاتحاد الافريقي مع فريق ليوبارد الكونغولي؟ هذا صحيح، في تونس الشارع الرياضي لا يعرف اسم مدرب تونسي يدرب في البطولة الكونغولية، إلاّ مؤخرا مع وصولي بفريق ليوبارد الى نهائي ال«كاف» ولولا هذه النقطة لما تمّ الحديث عن «نصر الدين نابي» وهذا منطقي وطبيعي، فالبطولة الكونغولية أو غيرها من البطولات الافريقية لا تحظى باهتمام الاعلام أو الجمهور وأحمد اللّه على وصولي الى نهائي الاتحاد الافريقي ليتسنى لي ول«التوانسة» القيام بحصة تعارف على الأقل رغم أنني تونسي قلبا وقالبا. سجلك التدريبي ثرّي ويؤكد على علّو كعبك في عالم التدريب، ألم يكن بالامكان استثمار واستغلال هذه الكفاءة ببطولتنا المحلية؟ كل شيء «بلكتبة»، خلال مسيرتي التدريبية سواء في بلجيكيا أو الكونغو أو أندية الخليج لم أجد سوى الاحترام والتقدير وحسن المعاملة وهذا فخر لي ولتونس وهو ما شجعني على العمل في المهجر رغم بعض الظروف القاسية والاغتراب الذي أعيش على وقعه أحيانا. كانت لدي فرصة لتدريب الاتحاد المنستيري، حيث اتصل بي رئيس الفريق الحالي السيد «أحمد البلّي» في شهر ماي لتعويض الصربي «دراغان»، لكني اعترضت بكل لطف بحكم أني مرتبط بعقد مع ليوبارد والذي مازال ساري المفعول، وأتمنى أن لا أندم على هذا العرض. لو تحيطنا علما بأسباب رفضك، هل يمكن القول أنّ هذا نابع من خشيتك الفشل في البطولة التونسية؟ في تونس مازلت أشعر أنني مدرب «نكرة» والجمهور الرياضي يطالب الرؤساء بجلب أسماء رنّانة في عالم التدريب أشرفت على أندية كبيرة. نعود للحديث عن فريقك ليوبارد ونجاحكم في تحقيق نتيجة ايجابية من مالي ضدّ دجوليبا منافسكم في الدور النهائي، ألا تعتقد أن الأمور حسمت تقريبا وتتويجك مع الفريق بات من تحصيل الحاصل؟ لا، هذا غير صحيح بالمرّة وسيناريو مباراة الترجي والأهلي أكبر دليل، نتيجة هدفين لهدفين خارج الديار ايجابية بكل المقاييس،و لكن كرة القدم علم غير صحيح ولا يمكن الحديث عن نسب مائوية للتتويج مدام هناك شوط ثان. أعود إلى مباراة نهائي رابطة الأبطال، الترجي كان الأقرب وشخصيا كنت أنتظر ظفره باللقب لكن للميدان حقيقة أخرى، التجارب أثبتت أن مباريات كرة القدم تلعب على الميدان لا بالتوقعات. ولا أخفي سرّا إن نتيجة نهائي رابطة الأبطال أقضّت مضجعي. كيف تقبلت هزيمة الترجي ضد الأهلي؟ ككلّ تونسي تألمت كثيرا «تحب وإلاّ تكره، الترجي يمثل تونس وتمنيت له العودة في النتيجة عندما كان متخلفا بهدف لصفر، لكن ذلك لم يحصل، الأهلي قدم واحدة من أفضل مبارياته تكتيكيا وذهنيّا ويستحق لقبه عن جدارة. ألا تعتقد أن «نبيل معلول» بالغ في الخوف من الأهلي؟ لكل مدرب استراتيجية عمل واضحة المعالم «سعات تمشي معاك وسعات تعكس» وهذا ما حدث ل«معلول» بالضبط، الذي يبقى مدربا كفءا، شئنا ذلك أم أبينا ونتائجه كفيلة بالاجابة. تمنيت ملاقاة الترجي في صورة فوزنا بكأس الاتحاد الافريقي، لكن ذلك لم يحدث وسأعمل على التتويج بها وتعويض خيبة رابطة الأبطال الافريقية وإهداء اللقب للشعب التونسي و«للّي ما يعرفونيش». هل بحوزتك عروض من أندية تونسية؟ نعم أملك عرضين مهمّين. هل بإمكانك اطلاعنا على إسميهما؟ حاليا لا، لكن بمجرّد إنهاء مغامرتي الافريقية سأفصح عن هويّتهما. هل يمكن أن نرى «نابي» في البطولة التونسية؟ هذا وارد «كل شي بلكتبة»، وصلتني عديد العروض من الخليج وأيضا من المريخ السوداني الذي اتصل بي أحد مسؤوليه عقب نهاية مباراة الهلال واقترح عليّ تدريبه، مازلت لم أقرّر بعد وجهتي القادمة التي قد تفرض عليّ البقاء مرة أخرى في الكونغو بسبب تشبّث إدارة ليوبارد بخدماتي إلى جانب دخول فريق مازمبي على الخط. هل تقصد عرضا رسميا من مازمبي؟ يمكن القول إنه شبه رسمي، حيث اتصل بي المدرب المساعد لمازمبي «فريديريك» الذي تربطني به علاقة صداقة واقترح اسمي على إدارة «تي.بي» لتعويض السينغالي «لمين نداي». هل أنت متحمس لخوض هذه التجربة؟ فريق مازمبي فريق ممتاز ويملك رصيدا بشريا ذو مستوى عالي فنيّا وبدنيّا وشرف لي تدريبه إن سنحت لي الفرصة طبعا هناك وعود إلا أن الحسم في الموضوع مؤجل إلى ما بعد مشوار النهائي المقرّر في 25 نوفمبر. بماذا توّد أن تختم؟ أتمنى كل الخير لتونس وشعبها والأمة الاسلامية والعربية وأتوجه برسالة الى الحكومة التونسية وألفت نظر رجال الأعمال في تونس الى السوق الاقتصادية الافريقية خاصة الموجودة بالكونغو والدول المجاورة لها بضرورة توسيع نقاط المنتوجات التونسية وعدم غضّ الطرف عن القارة السمراء والتركيز فقط على أوروبا. السوق الافريقية هامة جدا وعلى الحكومة الحالية ورجال الأعمال أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار لما فيه مصلحة البلاد «ويلزمهم ينقصو» من «النظرة الدونية» لدول جنوب افريقيا.