التقى صباح أمس «ديفيد كرامر» رئيس منظمة «فريدم هاوس» الحقوقية ب«سمير ديلو» وزير حقوق الإنسان و العدالة الانتقالية بمقر الوزارة لبحث بعض المسائل المتعلقة بالحقوق و الحريات في بلادنا بعد مضي زهاء عامين على الثورة . وقد نزل «كرامر» ضيفا على تونس في وقت تمر فيه بلادنا بظروف حرجة خاصة في ولاية «سليانة» التي دفعت عددا من مناطق الجمهورية الى الخروج في مسيرات تنديدا بالعنف المسلط على ابناء المنطقة . وأكد «كرامر» أنه يزور تونس لأول مرة مضيفا ان اللقاء مع ديلو كان مثمرا و مهما من حيث تطرقه إلى عديد المسائل ذات العلاقة بحقوق الإنسان و العدالة الانتقالية و المساواة بين المرأة و الرجل والدستور المرتقب في تونس, مشيرا إلى أن المنظمة التي يرأسها تتمتع بالاستقلالية التامة ولا تنضوي تحت أي إطار, وتعمل على مساعدة المجتمع المدني والحكومة على حد السواء. عين على سليانة وكشف رئيس «فريدم هاوس» انهم يراقبون باهتمام ما يجري على الساحة التونسية من احتجاجات و قرارات ... مشيرا الى ان تقرير المنظمة الحقوقية سيأخذ بعين الاعتبار الاحداث التي تدور رحاها في ولاية سليانة قائلا : «سنضمن احداث سليانة في تقريرنا القادم , ونحن نتابع بكل عناية اهم المستجدات على الساحة التونسية», وأكد «كرامر» ان المنظمة ستطرح هذا الاشكال على النقاش في اجتماعاتها مع أعضاء الحكومة . تونس اليوم أفضل من تونس الأمس وأبرز رئيس المنظمة الحقوقية ان تونس اليوم أفضل من تونس زمن حكم بن علي في ما يتعلق بوضعية الحقوق و الحريات مشيرا الى ان بلادنا قطعت أشواطا مهمة في طريق تكريس الحقوق و الحريات و الديمقراطية و اعتبر ان تونسالجديدة لم تصب الى مرتبة المثالية بعد قائلا : «تونس اليوم أفضل مما كانت عليه زمن بن علي لكن لا اقصد ان الوضعية مثالية». مضيفا «ان كل من يعتقد ان تونس ستنتقل من الدكتاتورية الى الديمقراطية الصرفة ضرب من ضروب الوهم و زيغ عن الواقع واصفا العملية بالصعبة». الصعوبات و المشاكل غير مستغربة وأفاد رئيس «فريدم هاوس» ان تونس حققت تقدما ملحوظا باتجاه الحرية و الديمقراطية وهو ما عجزت عن تحقيقه عديد من الدول , مشيرا الى ان وجود صعوبات و مشاكل جمة غير مستغرب ونبه إلى ضرورة حسن التصرف معها لتجاوز مرحلة الخطر.