دخل النادي الإفريقي في مرحلة جديدة تعتمد أساسا على نظرية العودة إلى الوراء ذلك أن سليم الرياحي رئيس النادي بدأ يقف على حقيقة واحدة وهي أنّ اللعب بعيدا عن أسوار وأبناء النادي لن يجيد نفعا لذلك بدأ في مراجعة حساباته والارتماء في أحضان الأسماء التي مرّت بالأمس القريب بمركبّ الحديقة «أ» على أمل تجاوز هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به الفريق ومن المنتظر أن تكون عودة بسام المهري إلى موقعه الطبيعي فاتحة خير ودفعة أولى على الحساب في انتظار وصول أسماء أخرى تربت فعلا على نواميس الدار وعلى تقاليدها... الرياحي وبعد أن استهلك عديد الورقات بدءا برفاق دربه وصولا إلى الجالية الفرنسية ضبط ساعته وعدّل إيقاعه على المنتوج المحليّ الخاص بالإفريقي إيمانا منه بأن أهل مكّة أدرى بشعابها وثانيا حتى تخّف حدّة الانتقادات ويقع احتواء الجمهور الذي بدأ صبره ينفد تدريجيا... التحويرات قد تأتي أكلها بما أن الأسماء المقترحة ليست غريبة عن عالم الكرة وخاصة عالم الإفريقي وقد تكون مباراة المرسى الأحد القادم عنوانا جديدا يشرّع للهروب إلى الوراء بما أن المرابطين حول محيط الحديقة بصدد القيام حاليا بالحركات الاحمائية... لكن مهما يكن من أمر حملة التعيينات والتسميات لن تجدي نفعا إذا ما تواصل هذا «القعباجي» داخل الفريق... نقول هذا الكلام لأنّ نيّة الإطار الفنيّ للفريق تتجّه إلى التخلّي عن المدافع الأيسر للفريق سيف الدين بالعكرمي وذلك لأسباب تبدو في جوهرها خارجة تماما عن الإطار الفنّي والرياضي فبالعكرمي بشهادة جلّ الملاحظين والفنّيين من أفضل اللاعبين التونسيين الذين يشغلون خطّة ظهير أيسر في تونس بدليل تواجده في كافة المنتخبات الناشئة وكذلك بعد المردود الممتاز الذي قدمه الموسم الفارط تحت إشراف المدرب الفرنسي باتريك لوفيغ الذي بنا أسلوب لعب الفريق في تلك الفترة على إمكانيات بالعكرمي البدنية والفنية واللتين جعلتا منه لاعب ارتكاز في بعض الأحيان وأيضا جناحا أيسر كلّما ما اقتضت الحاجة وخاصة في الفترة التي تغيّب فيها زهيّر الذوادي... فلسفة «البلّوشي»... سيف الدين بالعكرمي سيغادر الإفريقي على ما يبدو والوجهة قد تكون كالعادة فريق باب سويقة الذي يتحيّن الفرصة المناسبة لقنص موهبة الإفريقي سيّما وان الترجي يعاني هو الآخر من غياب البديل المرتقب لخليل شمام الذي يفكرّ بجديّة في تغيير الأجواء... الغريب في الأمر أن هيئة النادي الإفريقي لا تولي الأمر أيّة أهميّة فاللاعب سيكون حرّا من كلّ ارتباط فى جوان القادم والقانون يخوّل له التوقيع على عقد مبدئي لأيّ فريق يرغب في ضمّه وذلك بداية من شهر جانفي وهو ما يعني أن الإفريقي سيخرج كعادته خاوي الوفاض من هذه الصفقة المرتقبة... مساومة فاشلة... هيئة النادي الإفريقي التي هي مجرّد حبر على ورق لا تملك صلاحيات التدخّل في هذا الموضوع لان بالعكرمي يوجد على قائمة المغضوب عليهم في مكتب مراد قوبعة وبالتالي لن يتجرأ أيّ كان على محاولة لملمة الأمر وايجاد حلّ توافقي يرضي جميع الأطراف... فقوبعة يرفض التعامل مع وكيل أعمال اللاعب وبالعكرمي تمسّك بالوقوف إلى جانب وكيله والدفاع عن امتيازاته الجديدة وبالتالي أصبح الخلاف مسألة مبدإ وعناد بين الطرفين... الجميع كان يعتقد أن بالعكرمي سيرضخ في الأخير إلى إملاءات الرجل القويّ في هيئة سليم الرياحي لكن العكس هو الذي حصل تماما الأمر الذي دفع الهيئة إلى ممارسة ضغوط جانبية على الإطار الفنيّ لإخراج بالعكرمي من حساباته والتقليل من قيمته وذلك لمغالطة جمهور الإفريقي حتى يكون خروجه مجانا غير مأسوف عليه... المنهمكون في مواكبة تطورات ملف سيف الدين بالعكرمي فاتهم أنّ الإفريقي قد يحرم من استضافة مستقبل المرسى بملعب رادس بسبب ديون متخلدّة على ذمة الفريق ولا يعرف هل أنّ الهيئة على علم بالموضوع أمّ أنها ستغضّ الطرف عن ذلك بما أن الديون تابعة لحقبة جمال العتروس الذي نرجو له الشفاء مرّة أخرى...؟ فريق المليارات تطارده العقلات أينما حلّ وهذا دليل آخر على أنّ الاشكال كما سبق وأشرنا في الافريقي ليس في المال بل في العقليات... الإفريقي ضحيّة... مثل هذه الممارسات لن تعطّل مسيرة اللاعب في البروز فهو قادر على النجاح في فريق آخر تماما كما هو الحال بالنسبة لخالد المولهي وكريم العواضي كما أنّ قوبعة لن يخسر الكثير فكلّ ما يشغله هو أنّ لا يفقد سيطرته على الوضع وأنّ لا يتمرّد عليه أيّ كان... في المقابل سيكون الخاسر الوحيد هو فريق باب الجديد المتعوّد على تقديم مواهبه على طبق لكلّ الراغبين فيهم مع امتيازات غير مسبوقة أيّ بالمجان... كان يمكن أن تتغيّر هذه المعادلة لو أنّ مراد قوبعة أو الماسكين فعلا بزمام الأمور كانوا من «الكولبيستية» الأوفياء لأنّ ذلك كان سيفي بالغرض وسيجعل مصلحة الإفريقي قبل كلّ شيء حتى ولو كانت الأمور مسألة مبدإ كما يدّعي البعض... أنا وبعدي الطوفان... تحدّث رئيس النادي الإفريقي في وقت سابق عن فرضيات عودة زهيّر الذوادي إلى النادي الإفريقي, الرجل فتح الباب أمام عودة مرتقبة وترك كلّ الصلاحيات للإطار الفنّي للفريق... الأمر بدا هكذا للوهلة الأولى لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير فمجرّد ذكر اسم الذوادي يقضّ مضاجع الرئيس الذي أسّر لعمّاله في الفريق على اعتبار وأنّ الإفريقي فقد ثوابته الرياضية وأصبح على ملك الغير بأنّ الذوادي لن يعود طالما أنّ سليم الرياحي رئيس للفريق... الأسباب الحقيقية لهذا الموقف غير معلومة لكن المهمّ في كلّ هذا هو طريقة تسيير الفريق التي تنبض وفق المزاجية و الميولات الشخصية ... سليم الرياحي قال حرفيا عودة «الذوادي لن تكون إلاّ على جثّتي» ونحن من جهتنا ندعو الذوادي لتمديد إقامته في فرنسا لأنّ الوضع في تونس لم يعد يتحمّل مزيدا من الجثث... «المعلول» على بياض... ظهير النادي الرياضي الصفاقسي علي المعلول قد يكون أحد الأسباب المباشرة في تعقيد وضعيّة سيف الدين بالعكرمي بما أن لاعب النادي الصفاقسي وقّع على بياض لفائدة الإفريقي وتحديدا لطرف فاعل في هيئة الرياحي وهي وثيقة غير ملزمة للطرفين لكنها مجرّد ارتباط معنوي على أمل أن يقع إكساء هذه الوثيقة صبغة رسمية في جوان المقبل... علي المعلول مرتبط بعقد مع النادي الصّفاقسي مدّته خمس سنوات ينتهي في جوان 2015 والقانون يخوّل له شراء عقده مع فريقه الحالي بعد انقضاء ثلاث سنوات من مدّة العقد وهذا هو المخرج القانوني الوحيد الذي تستند إليه إدارة الإفريقي لاتمام الزيجةالمرتقبة والأمور تسير على هذا النحو خاصة وأنّ علي المعلول رفض إلى حدّ اللحظة تجديد عقده رغم الامتيازات الجديدة التي تلقاها من هيئة لطفي عبد الناظر والتي لن تمانع هي الأخرى تسريحه في صورة توفّر عرض مناسب سواء في العلن أو ب«الكلمة»...