ألقى أمس علي العريّض وزير الداخليّة محاضرة حول إصلاح المنظومة الأمنيّة من الثورة إلى الانتقال الديمقراطي تحت اشراف مركز الإسلام والديمقراطيّة, بنزل «شيراتون» بالعاصمة , لتسليط الضوء على بعض الإصلاحات التي حققتها وزارته, ولإبراز اهم تحديات المنظومة الأمنية, ولإعطاء آخر المستجدات عن أحداث سليانة. و أماط العريض اللثام على بعض التحديات والصعوبات التي تواجه السلك الأمني بعد الثورة لعل أبرزها المخاطر الإرهابية حسب تعبيره والتي طفت على السطح نظرا لما تشهده بعض دول الجوار من انفلات امني وعدم استقرار على غرار ليبيا نتيجة انتشار السلاح لدى أفراد ومجموعات خارج سيطرة الدولة والذي بات يثير مخاوف وقلق الدول المجاورة, اضافة الى ما تعيشه دولة «مالي» التي باتت مهددة اكثر من أي وقت مضى باجتياح عسكري لاستئصال عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة». وأكد العريض ان بلادنا تقع في محيط يسمح بامكانية نمو الشبكات الارهابية قائلا: «جدية المخاطر الارهابية موجودة نظرا لما تعيشة دول الجوار ( ليبيا ومالي )...». كما تحدث وزير الداخلية عن الشبكات العابرة التي تبحث عن موطئ قدم في بلادنا كعصابات الجريمة المنظمة كتجار المخدرات والسلاح والتي قال انها تنسق فيما بينها بشكل محكم مضيفا: «بعض الاطراف توظف وتجند ابناءنا صلب هذه الشبكات». «نحن نراقب الهواتف» وأقر العريض بأن وزارة الداخلية تتنصت على هواتف بعض الأطراف المشبوهة قائلا: «نعم نحن نراقب الهواتف بعد إذن قضائي للإطاحة بالمارقين عن القانون على غرار شبكات تهريب الاطفال والمخدرات ...». كما اكد الوزير ان الاجهزة الامنية خرجت منهكة بعد الثورة ماديا ومعنويا بسبب اتلاف المعدات الامنية وحرق المراكز الامنية اضف الى ذلك نظرة التونسي الى الامني مشيرا الى ان وزارته وفّقت في قطع اشواط مهمة في عملية الاصلاح لكن دون الالمام بكافة مكونات المنظومة الامنية نظرا لصعوبة المهمة التي تتطلب الاستئناس بتجارب الدول الديمقراطية والاستعانة بخبراء من الداخل والخارج قائلا: «نحتاج الى مجهود كبير لاستحثاث الخطى نحو الاصلاح». الحالة عادية في سليانة و بخصوص تطورات الاوضاع في ولاية سليانة أوضح العريض ان الحالة اصبحت عادية مضيفا ان الأزمة تسير نحو الانفراج بعد الاتفاق المبرم مع الاتحاد العام التونسي للشغل, مضيفا ان رجال الامن لا يكنون أي عداء للشعب وقاموا بحماية المسيرات السلمية وأوضح ان الأمنيين ليسوا متعطشين للضرب او العنف وانما أحسوا بالخطر على المؤسسات وأرواحهم قائلا: «شعبنا مكرم ومبجل ومشكلتنا مع من يمارس العنف». لست خبيرا بالسلاح وأبرز وزير الداخلية في محاضرته التي حظيت باهتمام إعلامي كبير انه ليس خبيرا بالسلاح وانما يوجد من يتولى الإشراف على هذه المسائل صلب الوزارة قائلا: «انا لست مختصا في السلاح». و اشار العريض الى ان البارود (الرش) الذي استخدمه رجال الامن لا يخلف قتلى ويستخدم بغرض إبعاد المتظاهرين مضيفا: «اثبت الرش نجاعته» موضحا ان جهاز الأمن له نظام متدرج في استخدام وسائله وأن الرش يأتي في المرحلة قبل الاخيرة.