كانت جهة القصرين اليوم الخميس احدى الولايات الاربع الى جانب سيدي بوزيد و قفصة و صفاقس التي شهدت اضرابا عاما جهويا بدعوة من الهيئة الادارية الجهوية لاتحاد الشغل و باستثناء اغلاق المدارس الابتدائية و الاعدادية و المعاهد الثانوية و بعض الادارات لابوابها و تاجيل امتحانات اليوم المدرجة ضمن الاسبوع المغلق للثلاثي الاول الى يوم الاثنين القادم .. و ما رافق ذلك من تجمع حاشد و مسيرتين واحدة مساندة و اخرى مناهضة للاضراب فان بقية مظاهر الحياة في مدينة القصرين حافظت على نسقها العادي و هو ما يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى نجاح هذا الاضراب خاصة في غياب ارقام دقيقة عن القطاعات المشاركة فيه و تباين اراء و تقييمات الشقين المدعم و المعارض له .. ففي حين يرى النقابيون ان نسبة نجاحه في القصرين تقارب 70 بالمائة و تصل الى ما بين 50 و 60 بالمائة في بقية المعتمديات.. يشير الطرف الاخر المندد بالاضراب الى ان الانخراط فيه كان محتشما للغاية واقتصر على بعض الادارات و قطاع التعليم و اتهم مديري المؤسسات التربوية بانهم اطردوا التلاميذ قبل حلول المعلمين و الاساتذة و قال ان اغلب مدن الولاية لم تسمع به اصلا .. و لكن الشيء الذي نستطيع ان نؤكده وفقا لمصادر بنقابتي التعليم الاساسي و الثانوي ان نسبة مشاركة رجال التربية في اضراب اليوم قاربت 95 بالمائة و ان هناك بعض المؤسسات التربوية مثل معهد قرية بوزقام و معهد 2 مارس بالقصرين اجريت فيهما الاختبارات اليوم بصفة جزئية .. كما ان جميع موظفي الولاية اضربوا اليوم .. في حين عاينا فتح ابواب مركز البريد لدفع اجور عملة الحضيرة بواسطة الحوالات البريدية الالكترونية .. و اشتغال كل المحلات التجارية و الخدماتية و المقاهي و قطاع التاكسي و اللواج بصفة عادية .. و ابرز ما شهده الاضراب الاجتماع النقابي الكبير الذي انعقد امام مقر الاتحاد و حضره اكثر من الف شخص و المسيرة الحاشدة التي تلته .. مقابل مسيرة اخرى معارضة للاضراب كان عدد المشاركين فيها اقل بكثير و لم يتجاوز بضعة عشرات .. و قد حرص اعوان الامن على الفصل بين الطرفين فلم يحصل اي احتكاك او تصادم بينهما باستثاء بعض المناوشات الكلامية العادية في مثل هذه الظروف .. هذا و يبقى التساؤل الاكبر قائما و هو هل ان الاضراب العام كان فعلا في مصلحة الجهة ام ان القصرين لا يقرا حسابها الا في المشاكل و الاضرابات في ما تذهب ثمرات التنمية الى جهات غيرها.