استجابة لدعوة من الهيئة الادارية للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بالاضراب الجهوي العام كانت صفاقس الخميس 6 ديسمبر 2012 مسرحا لتحركات نقابية عمالية كبيرة بدات منذ الصباح بالتوجه نحو مقر الاتحاد الجهوي حيث كانت الاعداد كبيرة من النقابيين ومن المساندين من اطياف سياسية ومجتمعية وغيرها حلت ومعها عديد الشعارات واللافتات : شعبان يهاجم الحكومة ويؤكد قوة الاتحاد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل محمد شعبان لم يتردد في التاكيد على قوة الاتحاد الذي يبقى اكبر قوة في البلاد بالتفاف نقابييه ومناضليه والشعب حوله وخاطب في الجموع الحاضرة قائلا ان اعدادها كبيرة جدا وذكر بما جرى يوم 12 جانفي 2011 والذي ارهب المخلوع وقال شعبان انه بمناسبة الاحتفال بالذكرى 60 لاستشهاد القائد والزعيم الوطني فرحات حشاد العظيم فان النقابيين ينحنون امام هذه الذكرة وينحنون امام رموز الحركة العمالية من محمد علي الحامي فحشاد واحمد التليلي والحبيب عاشور بطل معركة 5 اوت 1947 مثلما ينحنون امام شهداء تونس وشهداء فلسطين وانتقد شعبان الحكومة قائلا ان شن الاضراب هو رد على الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المنظمة الشغيلة وان النقابيين ملتزمون بالمسار الثوري وانه هناك اضرابات اخرى واضاف شعبان بالحرف ' نحن اضربنا اليوم ليعرف الخاص والعام انه كلما تم الاعتداء على الاتحاد سيكون مصير المعتدين كمصير المخلوع ' واضاف ان الاضراب استجاب له النقابيون الا فئة ضالة وقليلة وانتقد شعبان مواقف بعض الائمة ممن عابوا على الاتحاد تنظيم الاضراب وخاطب الحكومة بالقول انه كفى من الخطب الازدواجية ومن مغالطة الشعب متهكما بالقول ' ليس لدينا نظام ... لدينا حكومة مؤقتة ... ولم يتغير شيء في البلاد ' وتعرض الى رئيس الدولة وقال ان النقابيين سيتحدون كل من يتحدى الاتحاد وان المنظمة الشغيلة ملتزمة بمطالب التشغيل والتنمية وحرية التعبير والامن الجمهوري واستقلالية القضاء مسيرة حاشدة اثر ذلك انطلقت من امام دار الاتحاد مسيرة حاشدة يرى اولها ولا يرى اخرها وان اختلفت التقديرات بشانها بين من يتحدث عن ما بين 15 و20 الف مشارك ومن يقدرها باكثر من ذلك بكثير والمهم انها كانت غفيرة العدد وانه بحرص المنظمين جرت في اجواء سلمية من دون اي تجاوزات رغم ان الشعارات كانت حارقة ورغم طول خط هذه المسيرة وقد تقدمت قيادة الاتحاد الجهوي المسيرة وحرص اعضاؤها على ضبط الوضع والايقاع وانطلقت من دار الاتحاد الى شط القراقنة فشارع حفوز وصولا الى ساحة القصبة حيث تم التوقف قليلا والقى شعبان خطبا حماسية جديدة ثم اتجهت المسيرة الى شارع 18 جانفي فالتوقف امام مقر ولاية صفاقس حيث رفع الكثيرون شعار ديقاج علما بان الولاية كانت مغلقة ولم تشتغل ثم واصلت المسير الى شارع مجيدة بوليلة فطريق قرمدة ومنه الى منطقة باب الجبلي ثم شارع الجيش في رحلة العودة الى الاتحاد الجهوي ولم نلاحظ طيلة المسيرة اي احتقان او احتكاك من هذه الجهة او تلك ومرت الامربسلام بل انه امام مقر الولاية تخلف عدد من المشاركين في المسيرة ليستعيضوا عن اكمالها بفتح نقاشات بينهم جمعت المختلفين في الراي بين مناصر للمسيرة ولمواقف الاتحاد الحالية وبين مناهض لها ومعتبر ان هذا الاضراب لم يكن في وقته وانه ' مسيس ' شلل في النقل والادارات العمومية يمكن القول ان الاضراب شل حركة النقل الحضري العمومي داخل المدينة حيث توقفت الحافلات عن تامين الرحلات ونفس الشيء بالنسبة للقطارات وللميناء كما ان البنوك والادارات العمومية كانت في معظمها مغلقة بوسط المدينة وفق مشاهداتنا وقد كانت المحكمة الابتدائية مغلقة فيما ان محكمة الاستئناف كانت مفتوحة لمن شاء ان يعمل وبلدية صفاقس كانت مغلقة تماما في حين تحدثت مصادر ان بلديات ساقية الزيت والشيحية ومنزل شاكر وحي الحبيب كانت مفتوحة لمن رغب في العمل وبحسب مصدار من داخل المستشفى الجامعي الهادي شاكر فان حركة العمل كانت عادية ومن دون شلل يذكر في حين ان العمل توقف بالعيادات الخارجية للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة مع بقاء بقية الاقسام بحالة اشتغال كما ان فرع الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بطريق منزل شاكر تم فتحه واستقبل المواطنين وعموما يمكن ان الشلل كان جليا في المؤسسات العمومية التي كانت مغلقة الابواب فيما ان القطاع الخاص لم يشهد نسبة اضراب مماثلة حيث ان عديد المحلات والدكاكين كانت مفتوحة بعديد الشوارع والمناطق وبداخل المدينة العتيقة التي بقيت في معظمها مفتوحة غلق المؤسسات التربوية ووقفة احتجاجية وعرائض بخصوص المؤسسات التربوية بصفاقس فان معظمها كانت ابوابها مغلقة منذ الصباح رغم حلول اساتذة راغبين في مباشرة العمل وهذا الوضع دفع بعدد من الاساتذة الى التوجه نحو المندوبية الجهوية للتربية لتنظيم وقفة احتجاجية تذمروا خلالها من غلق المؤسسات التربوية ومن حرمانهم من حقهم في العمل متهمين المندوبية بالتواطؤ في ذلك وقد امضوا على عرائض مناهضة للاضراب باعتباره اضرابا ذو مطالب سياسية وليست نقابية حسب ارائهم وقد اتصلت ' التونسية ' بعدة مناطق بالولاية وخاصة المعتمديات وكان حديث من اتصلنا بهم ان الادارات العمومية كانت مغلقة فيما ان الدكاكين والمحلات التجارية والخدماتية الخاصة كانتة مفتوحة ولدى كل من اتصلنا بهم كان التاكيد ان الاضراب انقسمت بشانه الاراء بين مؤيد ومعارض بحسب بلاغ صحفي صادر عن ولاية صفاقس حول الاضراب العام في ولاية صفاقس فقد ورد ما يلي : القطاع الخاص نسبة الاضراب في القطاع الخاص ( التجارة والصناعة والخدمات والنقل ) لم تتجاوز5 % فاغلب المحلات التجارية والاسواق والمقاهي في مدينة صفاقس وكل المعتمديات مارست نشاطها بصفة عادية وكذلك قطاع النقل الخاص و الخدمات القطاع العام ( حسب تقارير الادارات الجهوية ) نسبة الاضراب في قطاع التربية بلغت حوالي 90 % بالنسبة للتعليم الثانوي بعد صدور قرار من المندوب الجهوي للتعليم للمعاهد والاعداديات بتعطيل الدروس وتاجيل امتحانات الاسبوع المغلق ليوم الخميس 6 ديسمبر الى يوم الاثنين 10 ديسمبر 2012 وقد احتج عدد من المربين والاولياء امام الادارة الجهوية للتعليم على هذا الاجراء واقحام المؤسسات التربوية في التجاذبات السياسية. اما في التعليم الابتدائي فقد بلغت نسبة الاضراب حوالي 60 % فقد تراوح الوضع بين مدارس تشتغل بصفة عادية واخرى اضرب عدد هام من معلميها بالنسبة للتعليم العالي فان النسبة بلغت حوالي 20 % حيث سارت الامور بشكل شبه عادي . في قطاع النقل باصنافه البري والبحري والجوي بلغت النسبة حوالي 60 % مع الاشارة الى ان بعض الاعوان بالشركة الجهوية للنقل بولاية صفاقس قاموا بنزع بطاريات الحافلات لمنع زملائهم من العمل مما اثر على النقل العمومي وعلى التحاق التلاميذ والطلبة والموظفين بمؤسساتهم . في قطاع الصناديق الاجتماعية والبنوك بلغت نسبة الاضراب حوالي 40 % في حين لم تتجاوز نسبة الاضراب في القطاع الصحي 20 % . هذا ولم تتجاوز نسبة نجاح الاضراب العام في اغلب معتمديات الولاية نسبة ال 20 % بين القطاع العام والخاص . المسيرة ( حسب التقرير الامني ) عدد المشاركين في المسيرة بلغ حوالي 17 الف مشارك ولم تسجل اي حادثة تذكر من شانها ان تخل بالنظام العام او الاضرار بالاملاك العامة او الخاصة