أجواء احتفالية عاشتها مختلف مناطق ولاية توزر التي احتضنت ضيوفها من سفراء وبعثات ديبلوماسية وصحفيين في نهاية الأسبوع المنقضي ونظمت على شرفهم المندوبية الجهوية للسياحة أطباقا فرجوية وزيارات ميدانية أسالت لعاب الضيوف وأدارت رقابهم نحو عديد المواقع التي تنفرد بها الجهة ك«عنق الجمل» وشلالات تمغزة وكثبان الرمال بنفطة والمدينة العتيقة بتوزر ومركب «شاق واق». وتندرج هذه الزيارة في إطار محاولة المصالح السياحية للنهوض بهذا القطاع ودعم مسالك الترويج للمنتوج الخاص بربوع الجريد حيث كان هذا الوفد مرفوقا بوزير السياحة وضم أكثر من 25 من السفراء والبعثات الديبلوماسية المعتمدين بتونس وذلك في محاولة لنفض الغبار عن أزمة مازالت تلاحق السياحة الصحراوية كما ضم الوفد زهاء 70 صحفيا من تونس وخارجها. وخلال هذه المناسبة تم تنظيم العديد من التظاهرات الفلكلورية للتعريف بالمخزون التراثي لهذه الربوع وقد أكد وزير السياحة على انفراج الأزمة ولو نسبيا بالنسبة للقطاع السياحي الصحراوي بتوزر والصحراء بصفة عامة التي مازالت تمر بفترات صعبة وهذه السنة بدأت هذه الأزمة تتراجع من خلال الانتعاشة النسبية التي يعيش على وقعها القطاع ولكنها مازالت بعيدة عن ما يصبو إليه الجميع وهذه الزيارات من شأنها أن تدعم القطاع لاستعادة مكانته السابقة وذلك لن يتحقق إلا من خلال فض بعض الإشكاليات المتعلقة بالنقل الجوي والترويج لهذا القطاع. هذا وقد حاولت «التونسية» استبيان بعض الآراء فأشار السفير الإيراني الذي كان ضمن الوفد إلى أن هذه الزيارة هي فرصة تعرفنا من خلالها على المنطقة ومميزاتها كما تعتبر فرصة لتشجيع السياح على زيارة المنطقة واكتشاف كنوزها السياحية المتفردة في حين أكدت وكيلة أسفار نمساوية أنها تزور جهة الجريد للمرة الأولى وقالت إنها رائعة وتستحق الزيارة والترويج لها باعتبارها تتميز بمنتوج فريد من نوعه ومغاير تماما للسياحة الشاطئية وأشارت في ذات السياق إلى أن الاستقبال كان رائعا وهو ما من شأنه أن يعيد الأمل في شريان السياحة الصحراوية. برامج جديدة للسياحة الصحراوية وكان مهنيو القطاع السياحي بالجنوب التونسي قد طلبوا من وزارة السياحة تخصيص ميزانية استثنائية للترويج للسياحة الصحراوية واعتماد برنامج لإنقاذ هذا المنتوج مؤكدين على أن الصعوبات التي يعاني منها القطاع السياحي الصحراوي في الجنوب التونسي أدت إلى ارتفاع مديونة الوحدات السياحية وغلق عدة نزل ونجم عن هذه الوضعية خاصة فقدان أكثر من 600 موطن عمل مباشر وتراجع نسق المهن المرتبطة والمتصلة بالقطاع السياحي ولاسيما الصناعات التقليدية وقد تمت المطالبة بتحسين الربط الجوي بالمنطقة والاعتناء بجمالية المحيط والعناية بالمجال البيئي بالإضافة إلى إعادة الثقة لأهل القطاع والتشجيع على زيارة المناطق السياحية الصحراوية وسيتم في هذا الإطار حسب المعطيات المتوفرة لدينا أنه سيتم تخصيص اعتمادات لدعم شركات الطيران التي تؤمن رحلات باتجاه الجنوب التونسي وتم الاعلان كذلك عن عدة برامج تهدف للنهوض بالسياحة الصحراوية من ذلك تنظيم رحلات لعدة وفود ووكالات أسفار من إسبانيا لزيارة توزر بالإضافة إلى ممثلين لوسائل إعلام من فرنسا والصين وروسيا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا هذا وحسب نفس المعطيات فإن الأزمة التي مازالت تلاحق القطاع السياحي ألقت بظلالها على مصير العديد من النزل حيث أدت إلى إغلاق 19 وحدة سياحية من بين 35 في ولاية توزر لوحدها ويبدو أن المستثمر السياحي عبد الرزاق شريط يستعد لإعادة فتح المتحف ومركب شاق واق وبعض المكونات الأخرى للمتحف وهو ما سيعيد الأمل للحركة السياحية وللأوضاع الاجتماعية لعدد هام من العملة.