قرر قاضي الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة صباح اليوم الخميس بعد جلسة مطولة تأجيل النظر في قضية عميد كلية الآداب و الفنون والإنسانيات بمنوبة الحبيب الكزدغلي للمفاوضة والتصريح بالحكم الى تاريخ 17 جانفي الجاري . وقد استمرت المحاكمة ساعات رافع فيها عدد كبير من المحامين للدفاع عن العميد اضافة الى محامي المنقبتين وسط حضور لافت امام المحكمة من ممثلي النقابة العامة للتعليم العالي ونقابيي اتحاد الشغل والرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الانسان والجمعية التونسية للدفاع على القيم الجامعية وحقوقيون وإطارات وأساتذة كلية الاداب بمنوبة وممثلون وفنانون ورجال قانون وجامعيون اجانب و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حيث رفع الجميع لافتات مناهضة لمحاكمة الجامعيين ومحاولات تركيع الجامعة وفرض الوصاية عليها كما حضر لمساندة المنقبتين عدد من ناشطي جمعية المراة المسلمة وعدد من اتباع التيار السلفي . المحاكمة.. وقد تمسك لسان الدفاع عن العميد ببرائتة من تهمة الاعتداء بالعنف التي وجهتها له الطالبة المنقبة "إيمان بالروحة" مؤكدة صفعها له اثر قيامها باستفساره عن سبب قرار طردها من الكلية لمدة 6 شهور بسبب مخالفتها لقرار المجلس العلمي بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات الدروس..وطالبوا في الاطار بالحكم بعد سماع الدعوى في حقه لعدم كفاية الحجة وانعدام الأركان القانونية للتجريم خاصة بعد تأكيد العميد انه كان جالسا على مكتبه يكتب باليد اليمنى حيث بين لسان دفاعه استحالة ترك يد اليسرى اثار صفع والتي اشارت لها شهادة طبية ادلت بها الطالبة واقترح لسان الدفاع استشارة عمادة الاطباء للتثبت في صحة الشهادة ...كما طالب الاستاذ مختار الطريفي بالحكم بعدم سماع الدعوى في حق العميد من تهمة صفع الطالبة ودفعها والطالبتين من تهمة هضم جانب موظف والإضرار بملك الغير معتبرا اياهم ضحايا على حد السواء ... اما مداخلة لسان دفاع الطالبتين فقد لخصتها لنا الاستاذة حنان خميري مؤكدة مطالبتها وزملائها بالحكم بعدم سماع الدعوى في حق منوبتيها من التهم المنسوبة اليهما معتبرة غياب ركن الجريمة فيها حيث لم تقتحما مكتب العميد بل حاولتا استفساره عن القرار الاداري لكنه صفع احداهما وقام بدفعها فقامت الثانية ببعثرة بعض كتبه لإلهائه عن الاعتداء على زميلتها ,واعتبرت الاستاذة ذلك من قبيل الدفاع الشرعي عن النفس مؤكدة انها طالبت القاضي بتمسكها بإدانة العميد وبراءة المنوبيتن مما نسب اليهما. رفع الجلسة ... وقد تم رفع الجلسة فجئيا بعد غضب قاضي الجلسة من الاستاذ فوزي بن مراد الذي اكد في مرافعته على العميد انه ممارسات القضاء غير غريبة عن ممارسات العهد السابق وخاصة بعد تأجيل القضية لأكثر من جلسة وإضافة تهمة للعميد في الجلسة الخامسة وهو امر اغضب القاضي الذي دخل في جدال معه مطالبا باحترام هيئة المحكمة وعدم وجود داع لقول ذلك الكلام ثم قام برفع الجلسة ليستأنفها بعد ربع ساعة ..وقد فسر الاستاذ فوزي بن مراد ماحدث في الجلسة قائلا ل"التونسية" :" كنت ابيّن للقاضي بعض الممارسات في المحاكم والتي تمثل خرقا لشروط المحاكمة العادلة فاغتاظ القاضي من ذلك معتبرا ان الكلام موجه لشخصه وقام برفع الجلسة"