قامت يوم امس الجمعة السيدة "نغمة ماليك" سفيرة الهند بتونس بزيارة رسمية إلى مدينة القيروان في أول زيارة تقوم بها إلى جهات البلاد، حيث التقت خلالها بوالي القيروان السيد عبد المجيد لغوان و بعدد من الإطارات الجهوية بالاضافة الى جمعية الصحفيين بالقيروان. و قد تناولت المحادثات بين الطرفين سبل إقامة مشاريع تعاون واستثمار في عديد المجالات. "ضيفة" القيروان قامت بجولة في المدينة حيث قادتها إلى ابرز المعالم الأثرية و الشواهد الحضارية التي تزخر بها مدينة القيروان مثل جامع عقبة ابن نافع و سيدي الصحبي و فسقية الاغالبة و بئر بروطة" وأعجبت بثراء المخزون الحضاري والتراثي والثقافي بالجهة. ومن نتائج هذه الزيارة إبرام اتفاقية توأمة بين مدينة القيروان ومدينة في الهند لها نفس الخصوصيات التاريخية و الحضارية. و عند زيارتها الى الجامع الكبير و لقائها بالامام الخطيب الشيخ الطيب الغزي قامت باهدائه ثلاثة كتب في تفسير القرآن لعلماء و مفكرين هنود ، و ابرزت السفيرة أنها ستعمل على حث وكالات الأسفار الهندية على تنظيم رحلات إلى تونس في إطار تنشيط السياحة الثقافية خاصة وأن السائح الهندي لا تعنيه السياحة الشاطئية بقدر ما تهمه زيارة المعالم والاثار الحضارية و المدن التقليدية العتيقة والاطلاع على الثقافات. والى القيروان من جهته ثمن هذه الزيارة و اعتبرها زيارة مجاملة حيث قدم لها تعريفا إجماليا لما تزخر به عاصمة الاغالبة من خاصيات تراثية و سياحية و ثقافية, حيث تمثل القيروان سوقا جيدة للسائح الهندي. كما عرض على السفيرة اقتراح اتفاقية توأمة تقدمه للحكومة الهندية للنظر في المسألة للاستفادة من الخبرات في جميع المجالات. هذا و قد التقت السفيرة بأعضاء الهيئة التأسيسية لجمعية الصحفيين بالقيروان. كما حاورتها " التونسية " ببعض الأسئلة المقتضبة ضمن هذا الحوار: ما هو الهدف من زيارتكم هذه الى ولاية القيروان ؟ - هي اول زيارة اقوم بها الى ولاية داخل الجمهورية لمدينة سمعت الكثير حول تاريخها الحضاري و الثقافي و الديني خاصة و ان الشعب الهندي تعجبه مثل هذه المدن التي تعتبر تقليدية و فيها الجبال و التراث و بعيدة عن البحر. كما سمحت لي الزيارة ببرمجة بروتوكول اتفاقية توامة بين القيروان و احد المدن الهندية التي تتقارب مع عاصمة الاغالبة ستحددها الحكومة فيما بعد. كيف وجدت القيروان ؟ - بصراحة لقد انبهرت بجمالها الحضاري والتقليدي, فهناك جامع عقبة ابن نافع ذو الجمالية الهندسية اضافة الى " سيدي الصحبي " و الاجواء الرائعة التي تتوفر فيه و بئر بروطة و الفسقية. كان لك لقاء خاص مع الامام الخطيب لجامع عقبة ابن نافع ؟ - بالفعل لقد تحدثنا على الشان الديني بصفة عامة و شرحت له احترامنا الكبير لهذه المدينة و هذا المنبر الديني العملاق الذي له مكانة خاصة في قلبي, و قد شاهدت الجموع الغفيرة التي تقصده, كما قدمت له ثلاثة كتب لتفسير قران مكتوبة باللغة العربية في الهند من طرف مفكرين و فقهيين, و قد تاثر بها كثيرا. لن نترك الفرصة تمر دون ان نسالك عن الثورة التونسية ؟ - الشعب الهندي مازال يتحدث بتاثر عن الثورة التونسية التي مرت بدون عنف و في الاخير انتصر على الدكتاتورية. فحسب تاريخ الثورات فان الثورة التونسية تعتبر مرجعا لكل الثورات مقارنة مع البلدان الاخرى, و قد عشنا نحن مع " غاندي" الديمقراطية...حقا الثورة في تونس جميلة جدا و ابهرت العالم و تختلف تمام الاختلاف عن بقية الثورات العربية الاخرى. لكن انصح بان السرعة و الضغط في عملية الانتقال الديمقراطي عملية غير طيبة. ماذا تقصدين بالضبط ؟ - المرحلة الانتقالية لتحقيق اسس الديمقراطية تتطلب نفسا طويلا و تركيز كبير و السير بخطى مركزة. و قد زار تونس وزير خارجيتنا و التقي الحكومة التونسية و عبر عن انبهاره بالثورة التونسية التي لنا نظرة استشرافية بانها ستحقق مبتغاها للمجتمع. و حسب اعتقادي فان كل الاطراف من مؤسسات و منظمات ستحقق اهدافها. و شخصيا متفائلة بالنتائج الايجابية التي ستحققها تونس على جميع المستويات.