دعا أمس الأحد مجلس شورى حركة «النهضة» الذي اجتمع مساء السبت الماضي لتدارس آخر المستجدات على السّاحة الوطنيّة وخاصّة المتعلّقة منها بالمشاورات السّياسيّة الحافّة بالحوار الوطني والتّحوير الوزاري، والتّطوّرات على السّاحة الإقليميّة وتداعياتها على تونس... رئيس الحكومة «حمادي الجبالي» إلى الإسراع في الإعلان عن التّحوير الوزاري هذا الأسبوع «حتى تتقدّم البلاد أكثر على طريق تحقيق أهداف الثّورة وأولويّات المرحلة في الأمن والتّنمية والتّشغيل ومحاربة الفساد»، مؤكدا أن من أهداف التّحوير الوزاري «الاندراج أكثر في برنامج الثورة من خلال برنامج واضح للمرحلة القادمة، وعلى أرضيّة تعاقد سياسي واسع عبّرت عنه المذكّرة السّياسيّة المقدّمة للأحزاب من طرف رئيس الحكومة». كما عبّر مجلس «الشورى» عن تقديره لكل المواقف الحزبية والمسؤوليّة الوطنيّة المتميّزة التي قادت عمليّة الحوار، سواء بالنسبة للأطراف التي رحّبت بالمشاركة في الائتلاف الحكومي أو تلك التي اعتذرت عن ذلك مع الانخراط في مسار الحوار الوطني للاتّفاق على أجندة المرحلة المقبلة في تحديد نهائي لموعد الانتخابات القادمة والتّسريع باعتماد الدّستور وإرساء المؤسّسات التي تقود مسار الانتقال الدّيمقراطي. و أكد «المجلس» أن البلاد في أمس الحاجة إلى تعميق خيار التّوافق من أجل بناء تعاقد سياسي واجتماعي يؤمِّن المرحلة ويتقدّم بالبلاد على طريق تكريس أهداف الثّورة في بناء ديمقراطيّة حقيقيّة وعدالة اجتماعيّة تحقّق الكرامة لكل التّونسيّين، معتبرا أنّ خيار «الائتلاف» في إدارة الحكم هو الخيار الصحيح والأصلح لواقع البلاد،مؤكدا حرص حركة «النهضة» على دعم وتطوير التّجربة «التّشاركيّة» في إدارة الحكم والانفتاح على كلّ الأطراف السّياسيّة والاجتماعيّة والمدنيّة والشّخصيّات الوطنيّة دعما لمسار الحوار الوطني. كما وقف المجلس تحية و إكبارا للرّوح الوطنيّة العالية التي تحلّت بها كلّ الأطراف في الاحتفال بالذّكرى الثّانية لانتصار الثورة، متوجها بالدعوة إلى كلّ التّونسيّين إلى المزيد من التّكاتف تدعيما للوحدة الوطنيّة واستكمالا للبناء الدّيمقراطي وتحقيقا لأهداف الثّورة،متوجها بالتحية أيضا إلى قوّات الأمن وقيادات ورجال الجيش على دورهم الوطني و الجهود التي يبذلونها في بسط الأمن وحماية البلاد من مختلف التّهديدات لاسيّما في ظلّ الوضع الإقليمي الدّقيق. وأبدى المجلس تفهما للمطالب التي وصفها ب«المشروعة» لعديد الفئات والجهات وكلّ أشكال الاحتجاج السّلمي المدني الملتزم بالمحافظة على الممتلكات والمكاسب الوطنيّة،متوجها بدعوة إلى الشّباب بمختلف مشاربه لمزيد الانخراط في الحراك السّياسي والعمل القانوني الحزبي والجمعيّاتي الذي أتاحته الثّورة وأن يساهم في حفظ أمن البلاد وحماية مكتسبات الثّورة. كما توجه «المجلس» بالتحية الى كلّ أبناء «النهضة» وكلّ المناضلين الذين أفنوا شبابهم من أجل مقاومة الاستبداد والفساد، مؤكدا تفهمه لكلّ أشكال النّضال السّلمي للتّحسيس بما تعرّضوا له من مظالم، و دعا إلى التّسريع في تفعيل العفو العام.