سبعة شبان في ريعان الشباب اصيلي ولاية منوبة استشهدوا خلال الأحداث التي جدت بين 17 ديسمبر 2010 و15 جانفي 2011 .. الجرح لازال مفتوحا في قلوب أهاليهم رغم مرور عامين على الثورة والدموع لم تجف بعد والأحزان والهموم لم تنجل بعد..فلا حقيقة ما حدث انكشفت لهم وهدأت من روعهم ولا قتلة أبنائهم نالوا جزاءهم .. مماطلة..وحجج عبد الستار القاسمي شهيد طبربة توفي مساء يوم 13 جانفي 2011 أثناء مشاركته مع بعض الشبان في مسيرة سلمية بطبربة حيث تعرض لطلق ناري قريبا من مركز الحرس وتم تحويله الى المستشفى المحلي بالمنطقة أين لفظ أنفاسه حاملا سره معه إذ الى اليوم تعاني العائلة حسب تعبيرها من المماطلة والتّأجيل والتّسويف حيث يتأجل البتّ في القضيّة من موعد لآخر رغم شهود العيان والإثباتات الماديّة . شهيد دوار هيشر علي الشارني تلميذ الباكالوريا والبالغ من العمر 23 عاما سقط شهيدا يوم 12 جانفي 2011 . ذهب بحثا عن شقيقه ففوجئ به مع مجموعة يقتحمون مركز الحرس بحي خالد بن الوليد ..وقف بعيدا يقوم بتصوير تلك الأحداث فأصابته رصاصتان. مرّ عامان على الحادثة المشؤومة ولا جديد يذكر في المحاكمة.. الرصاصة ..بلا جرح ولا دم ولعلّ قصة الام عواطف الكنزاري بالمرناقية هي الاكثر غموضا بين شهداء الجهة حيث ضاع حقها وتعذر تحديد الجهة المسؤولة فعلا عن مقتلها والذي كان سينتهي وفق تقرير طبي اولي عند سكتة قلبية لولا رصاصة ظلت بعمودها الفقري شاهدة على الجريمة ..فقد عثر عليها افراد عائلتها جثة ملقاة أمام الباب لا يحمل جسدها أية آثار لطلق ناري او دماء وتم دفنها في ظروف عادية .. لكن بعد اربعة اشهر قررت العائلة فتح ملف اللغز المحير خاصة أن الشهيدة لم تكن تعاني من مشكل صحي وفعلا كشف الطب الشرعي عن وفاتها برصاصة غادرة أصابتها عن بعد ومن الأعلى فاردتها قتيلة دون أن تترك أثرا خارجيا على جسمها ... في الكرم عائلة عاطف بن مولى بوادي الليل والذي توفي يوم 15 جانفي 2011 بالكرم الغربي لاتزال تنتظر كلمة القضاء بعد ان هلك في ظروف غريبة فقد رمي بالرصاص عندما كان بصحبة مؤجره على متن سيارة على وجه الكراء لنقل مؤونة أعوان الحراسة بشركة بالكرم ..لكنهما لقي حتفهما وكان ذنبهما الوحيد انهما كانا يمتطيان سيارة من نوع «سانبول» مكتراة حيث فرّ سائقها من محاولات لجنة شعبية متسلحة بهراوات وأسلحة بيضاء في المكان. شهيد الدندان أنيس الفرحاني ابن الدندان والذي ولدت من رحم استشهاده جمعية أهالي شهداء ومصابي الثورة «أوفياء» غادر بتاريخ 13 جانفي 2011 المنزل الكائن بجهة الدندان للالتحاق بعمله بمطعم شقيقه الكائن بشارع الهادي شاكر إلا أنه لم يتمكن من الوصول إليه نظرا لوجود مظاهرات عارمة وتعرض الى طلق ناري في فخذ رجله اليسرى فتم اخضاعه بمركز الحروق البليغة لعملية جراحية لوقف النزيف ومعالجة عظام الفخذ الذي تضرر ضررا بليغا غير ان ادارة المستشفى اتصلت بعائلته في اليوم الموالي لإعلامهم بأن حالة أنيس تعكرت وأنه دخل في غيبوبة لفظ على أثرها أنفاسه يوم 15 جانفي 2011. حقيقة في غياهب سجن برج الرومي.. عائلة مكرم الجلاصي أصيل مدينة منوبة لاتزال تكتوي بلوعة الحزن والألم وما زاد الطين بلّة انها لم تثبت حقه للآن ولم تعرف المسؤول عن مقتله داخل سجن برج الرومي الذي كان يقضي فيه عقوبة بالسجن لمدة 13 عشر عاما ..فقد اصيب برصاصة خلفت له نزيفا قاتلا وظلت جثته ملقاة مدة ثلاثة أيام ليتم اعلام عائلته باحتراقه في احداث فوضى بالسجن ..مرت اشهر على الحادثة ولاتزال الحقيقة غائبة والتحقيق متواصل دون أي جديد قد يطفئ النيران المضطرمة في قلوب افراد عائلته ..