أعلن محمد القوماني عضو التحالف الديمقراطي أنه قبل بعرض رئيس الحكومة حمادي الجبالي لتولي منصب وزير التربية خلفا لعبد اللطيف عبيد وأنه سيكون وزير التربية القادم مؤكدا على أنه لم يستقل من حزب التحالف الديمقراطي وأنه تخلى فقط عن منصب الناطق الرسمي باسم الحزب. ويأتي قبول القوماني لحقيبة التربية مخالفا لموقف حزبه الذي أعلن رفضه الانضمام إلى الحكومة بعد المشاورات مع «الترويكا» بهذا الصدد وهو ما أثار الكثير من ردود الفعل بسبب تجذيف الوزير المرتقب ضد تيار حزبه. غير أن نقابات التربية التي تخوض هذه المدة صراعا مع وزارة التربية بسبب مطالب مهنية أكدت أن تغيير الأشخاص على رأس وزارة الإشراف لا يعنيها بقدر ما تعنيها السياسات والبرامج. وقد قال الأسعد اليعقوبي كاتب عام نقابة التعليم الثانوي ل«التونسية» في هذا الصدد أن القوماني في صورة تأكد حصوله على حقيبة التربية سيمتطي القطار وهو يسير لأن نقابة الثانوي لن تتوقف في المحطات ولأنها ماضية قدما في الدفاع عن مطالب المهنة المعنوية والمادية . وأضاف اليعقوبي أن نقابة الثانوي ليس لها موقف من أي شخص مهما كان انتماؤه الحزبي مشيرا إلى أن الخلاف الحالي ليس مع وزير التربية الحالي عبد اللطيف عبيد شخصيا وإنما مع سياسة الوزارة في التعامل مع ملف الأساتذة مؤكدا أن الوزارة لا تتطلب في الوقت الحالي إسما جديدا بقدر ما تحتاج إلى قرار سياسي حكيم يتعاطى مع الملفات المطروحة تعاطيا إيجابيا سواء في ما يتعلق بالمطالب الإجتماعية للقطاع أو بإصلاح المنظومة التربوية معتبرا أن الرؤى الضيقة تنتهي دائما إلى طريق مسدود وأن تغيير إسم بإسم آخر في غياب البرامج الواضحة لن يقدم الكثير . من جانبه صرّح الطاهر ذاكر كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بأن النقابة لا تعنيها الأشخاص بقدر ما تعنيها المواقف من إصلاح المنظومة التربوية ومدى الاستجابة لمطالب المعلمين مشيرا إلى أن الأشخاص وانتماءاتهم الحزبية أمر ثانوي تعنى به الحكومة بدرجة أولى ، مؤكدا في السياق ذاته على أن نقابة التعليم الأساسي على استعداد للتعامل مع أي طرف كان بأسلوب حضاري ووفقا للأعراف النقابية وأنها ستكون متعاونة مع الإدارة من أجل الرقي بالمنظومة التربوية وتحسين ظروف المعلم وستخوض في الآن ذاته كل أشكال النضال المتاحة لتحقيق هذه الأهداف ؟