من المزمع أن تنظر قريبا إحدى الدوائر الجنائية في قضية عرافة متجولة تطرق الابواب وتدعي علمها بالغيب مستغلة آلام الناس لتنصب شباكها باستعمال الحيلة لينطلق سيناريو آخر بعد أن تتمكن من الولوج داخل منزل الضحية حيث بعد أن تنجح في الاستيلاء على القلوب تقوم بتنويم صاحب البيت لتسهل عليها عملية السرقة وقد تم القبض على هذه المتحيلة متلبسة أثناء قراءتها لكف إحدى الضحايا وهي تحاول الإيقاع بها بعد شكاية وردت على احد المراكز بسوسة تقدمت بها امرأة متضررة وهو ما كان منطلق الأبحاث في هذه القضية إذ ذكرت ضمنها أنها لما كانت بمنزلها استمعت إلى طرق على الباب فهبت لمعرفة هوية الطارق فوجدت امرأة أعلمتها أنها قارئة كف من الطراز الرفيع وأنها قادرة على إزالة السحر و«التابعة» وحل المشاكل العويصة. وأظهرت هذه الأخيرة قدرة كبيرة على التخاطب جعلت صاحبة المنزل تثق في كلامها فقامت بإدخالها المنزل وأكرمت وفادتها وأعلمتها أن لها بنتا لم تتزوج وغاية مطلبها أن تراها عروسا فأكدت لها أنها ستزيل عنها كل العوائق في اقرب الآجال وطلبت منها أن تجلب لها كل المصوغ الذي تملكه لانها تحتاجه لنجاح مهمتها، فسارعت الأم بجلبه ومن ثمة عمدت المظنون فيها إلى لف القطع الذهبية كل واحدة في ورقة على حدة ثم وضعتها بقطعة قماش. وكانت صاحبة المنزل تراقب تحركاتها فيما كانت هي تتمتم بكلمات مُبهمة وتعاويذ غامضة ثم وفي غفلة من صاحبة البيت عمدت إلى تنويمها واستولت على المصوغ وغادرت المكان وعندما استعادت الشاكية وعيها بعد فترة وجيزة حاولت جاهدة اللحاق بها وبحثت عنها في كل الانهج المجاورة لمقر سكناها دون جدوى فتقدمت ضدها بشكاية طالبة تتبعها عدليا. وقد أدلت بأوصافها والملابس التي ترتديها بكامل الدقة فتم ترويج برقية تفتيش في شأنها وزعت على جميع المراكز الأمنية. وبعد ثلاثة أيام من الواقعة لفت انتباه أعوان الأمن بمحطة سيارات الأجرة (لواج) وجود امرأة منزوية مع شاب وماسكة بيده وهي بصدد قراءة كفه فتم إلقاء القبض عليها وإحالتها على مركز الأمن بسوسة. وباستنطاقها من طرف باحثي البداية اعترفت بما نسب إليها مؤكدة أنها ام لعدة أبناء وأنّها العائلة الوحيدة لهم اضطرتها ظروفها الصعبة إلى احتراف قراءة الكف حتى توفر الأموال لأسرتها وأنّها تجوب مختلف المناطق بحثا عن رزقها وحتى لا يتعرّف عليها أحد. وبعرضها على المتضررة تعرفت عليها منذ الوهلة الأولى وقد تقدم العديد من الأشخاص ضد المتضررة لاحقا بشكاية لتعرضهم لنفس عملية التحيل منهم مواطنة سلبت منها مصوغها الذي يقدر بحوالي 4الاف دينار هذا ولاتزال التحريات متواصلة معها علها تكشف عن ضحايا آخرين.