تعود وقائع هذه القضية إلى يوم الاثنين 12 نوفمبر المنقضي لما تقدمت ربة بيت تبلغ من العمر 65 سنة متقاعدة تقطن بحي الكازمات إلى مركز شرطة بوحسينة تشكو امرأة لا تعرفها كانت تحيلت عليها بسلبها مصوغها المقدرة قيمته بثمانية الاف دينار ثم لاذت بالفرار وأفادت الشاكية أن المتحيلة طرقت يوم الواقعة باب منزلها مؤكدة انها قارئة كف قادرة على إزالة السحر وحل المشاكل العويصة كالقضاء على العنوسة وتسهيل زواج الفتاة في اقرب وقت ممكن. وما ان سمعت صاحبة هذا المنزل معسول كلام قارئة الكف حتى اذنت لها بالدخول مكرمة مبجلة واستضافتها بقاعة الجلوس. وبعد ان اطمأنت على وضعها شرعت الضيفة في مهمتها التي من اجلها حلت بالمكان. وأول ما طلبته قارئة الكف من مضيفتها أن تجلب لها كل المصوغ الذي تملكه حتى يتسنى لها النجاح في مهمتها خاصة بعد ان ابلغتها صاحبة الدار أن لها بنتا لم تتزوج. انطلت الحيلة على الام المسكينة. وما هي إلا لحظات حتى كانت كل القطع الذهبية التي تملكها بين يدي المرأة الضيفة وحسبما روته الشاكية لرئيس مركز شرطة بوحسينة فان المشتكى بها لفت القطع الذهبية كل واحدة على حدة في قراطيس ثم وضعت جميعها في قطعة قماش تصلح لتغطية الراس ثم قامت بتنويم صاحبة الدار التي فقدت وعيها لحظتها ولم تفق من غفوتها إلا بعد أن انسحبت قارئة الكف من المنزل حاملة معها قطع المصوغ. حاولت اللحاق بها بين الازقة المجاورة فلم تعثر لها على اثر عندها التجأت إلى المركز لترفع شكوى ضدها مفيدة الاعوان بأوصاف دقيقة ونوعية الملابس التي كانت ترتديها. وبناء على هذه المعطيات انطلق اعوان هذا المركز في التفتيش عنها بالتنسيق مع بعض الوحدات الامنية الفاعلة في الميدان وبعد ثلاثة ايام من الواقعة لفت انتباه اعوان مركز شرطة النجدة بمحطة»لواجات» تونس وجود امرأة منزوية بأحد الاركان بشاب ماسكة اياه من يده تقرا له كفه وباستفسارها اكدت المظنون فيها انها فعلا بصدد القيام بما ذهب إلى ظن الاعوان عندها تم القاء القبض عليها واقتيادها إلى مركز بوحسينة حيث سجلت قضية في الغرض وبناء على المعطيات التي قدمتها و بالتحريرعليها اعترفت بما نسب اليها مفيدة الاعوان بأنها اصيلة منطقة سيدي زايد من معتمدية السواسي بولاية المهدية تبلغ من العمر سبعا وأربعين سنة وأنها متزوجة وأم لأبناء تقوم بهذه المهنة منذ عدة سنوات تجوب القرى والمدن وتتجول بين احيائها وتدخل منازلها إلا انها لم تتحدث عن ضحاياها و ما ان انتشر الخبر حتى ظهرت بعض المتضررات اللاتي تعرضن لتحيلها وكانت احداهن قد خسرت ايضا مصوغا يقدر بأربعة الاف دينار. ابراهيم العويشاوي