تُمنّي، غدا، المنتخبات الأربعة في المجموعة الأولى جنوب إفريقيا وأنغولا والمغرب والرأس الأخضر النفس في أن تقتنص بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي في ختام الجولة الثالثة والأخيرة من عمر الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 التي تستضيفها جنوب إفريقيا من 19 جانفي إلى 10 فيفري من العام الجاري. ولا تزال تذكرتا الترشح حائرتين بين المنتخبات الأربعة لكن المهمة الأصعب تنتظر «أسود الأطلس» المغربية المدعوة لمقارعة جنوب إفريقيا صاحبة الضيافة في دوربان فيما تواجه أنغولا نظيرها الرأس الأخضر على أرضية بورت إليزابيت. وأسفرت الجولة الافتتاحية عن تعادلين سلبيين في جوهانسبورغ بينما فازت جنوب إفريقيا على أنغولا (2 - 0) وحسم التعادل الإيجابي (1-1) بين المغرب والرأس الأخضر في الجولة الثانية لتتصدر جنوب إفريقيا الترتيب العام ب4 نقاط مقابل نقطتين لكل من المغرب والرأس الأخضر في المركز الثاني فيما تتذيل أنغولا ترتيب المجموعة الأولى بنقطة يتيمة. سيكون ملعب «موزاس مابيدا» مسرحا لمباراة جنوب إفريقيا والمغرب ويكفي الأولى التعادل بأيّة نتيجة لحسم بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي بينما يحتاج رفاق نادر المياغري نقاط الفوز ولا شيء سواها لضمان تذكرة الترشح لقادم الأدوار في نهائيات العرس القاري الحالي بغضّ النّظر عن نتيجة المباراة الثانية. وعملا بمنطق الحسابات المعقّدة، يتأهل المغرب بطل إفريقيا عام 1976 في أثيوبيا في حال تعادله مع منتخب «البافانا بافانا» بأيّة نتيجة شرط أن تتغلب «الغزلان السود» الأنغولية على الرأس الأخضر بنتيجة لا تزيد عن (1 - 0) لأنه سيستفيد من فارق الأهداف وغير ذلك لن يكون في مصلحته. ورغم الانتقادات العلنية التي وجهها المدرّب المغربي رشيد الطاوسي في الندوات الصحفية خصوصا ما يتعلق منها بالأخطاء الفردية القاتلة فإن بصيص الأمل لا يزال قائم الذات لدى لاعبي «أسود الأطلس». وعكف الطاوسي مباشرة بعد التعادل الثاني للمغرب أمام الرأس الأخضر مع بقية الجهاز الفني واللاعبين على دراسة هذه الأخطاء وتحليلها بهدف تفاديها من خلال أشرطة الفيديو ثم استكمل الاستعدادات التدريبية لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء الخميس الفارط أعاقت برنامجه الإعدادي ممّا استدعى إجراء التمارين على ركلات الترجيح تحت النفق الرابط بين غرف ملابس اللاعبين وأرض الملعب. وجرّب الطاوسي جميع المهاجمين لديه سواء الأساسيين من يونس بلهندة ومنير الحمداوي مرورا بنور الدين مرابط وأسامة السعيدي وغيرهم أو الاحتياطيين من يوسف العربي وكمال شافني إلى شهير بلغزواني فكان المردود عقيما (هدف يتيم في مباراتين) لكن صحوة الخط الأمامي للمنتخب المغربي قد تبدو منتظرة أمام جنوب إفريقيا لاقتناص نقاط الفوز وبالتالي ضمان قدم راسخة في الدور ربع النهائي لنهائيات «الكان» الحالية. من جانبه، يخوض غوردون إيجيسوند مدرب جنوب إفريقيا مواجهة المغرب مسلحا بارتفاع معنويات لاعبيه بعد الفوز على أنغولا (2 - 0) وبالجماهير المُساندة لطموحات «الأولاد» للذهاب بعيدا في منافسات العرس القاري. ويعوّل إيجيسوند الذي فاز منتخبه بالكأس القارية عام 1996 في عقر الدار على ثبات مستوى لاعبيه في المباراة الأخيرة الذين لم يتأثروا بالتعادل السلبي مع الرأس الأخضر في الجولة الأولى بل ظهروا في المواجهة الثانية بأسلوب أكثر فاعلية وتصميما وعزيمة على تحقيق الفوز. وتميل الكفة ل«بافانا بافانا» في المواجهات السابقة مع «أسود الأطلس» حيث التقى المنتخبات 3 مرّات سابقا جميعها في نهائيات الأمم الإفريقية ففازت جنوب إفريقيا مرتين (3 - 1) في ربع نهائي نسخة 1998 و2 - 1 في منافسات الدور الأول عام (2002) فيما حسم التعادل الإيجابي (1-1) المباراة الثالثة بينهما في فعاليات الدور الأول لنسخة 2004 بتونس. أما في مواجهة «بورت إليزابيت» ينسحب أيضا على أنغولا والرأس الأخضر في أول مشاركة لها في نهائيات «الكان» ما ينطبق على طرفي المباراة الأولى والأخيرة قد يصيبها ما يصيب المغرب في الفوز كما في التعادل وليس في الخسارة التي ستخرجهما معا ويبقى فارق الأهداف التي ستسجل هو الفيصل أما أنغولا فليس لها خيار سوى الفوز مع خسارة المغرب في النهاية لاقتناص بطاقة الترشح إلى الدور ربع النهائي. ويخشى مدرّب «الغزلان السود» الأنغولية غوستافو فيران من تكرار الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها رفاق مانوتشو في مباراة جنوب إفريقيا (2 - 0) فيما كان الرأس الأخضر ثابتا في مستواه الفني المقبول أمام المغرب (1-1) وجنوب إفريقيا البلد المنظم (0-0) وركز مدربه لوسيو أنطوناس على الأمل الباقي لإحداث المفاجأة بالتأهل فهل يفعلها على حساب المغرب وأنغولا إن قاد بلده الصغير (نصف مليون نسمة) إلى الدور ربع النهائي لأوّل مرّة في تاريخه؟