نظمت امس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بنزل «غولدن توليب» بالعاصمة ندوة الاستشارة العربية حول مشروع وضع مقاييس التعلّم وحضرها خبراء عرب في التربية والتعليم وممثلون عن وزارات التربية والتعليم في البلدان العربية وتناولت الندوة مشروع قياس التعلم والعمل الخاص بتحديد الكفايات والتوصيات المتعلقة بطرق قياس التعلم بالنسبة الى مراحل الطفولة المبكرة والابتدائي وما بعد الابتدائي. وأكد الدكتور تيسير النهار النعيمي رئيس أكاديمية الملكة رانية لتدريب المعلمين بالاردن وعضو الفريق العالمي رفيع المستوى لقياس التعلم ان الهدف من هذا المشروع هو المساعدة على احداث تغيير في الخطاب العالمي حول التعليم بحيث يتحول التركيز من الحصول على التعليم الى الحصول على التعلّم زائد التعليم. وفي اجابته عن سؤال ل «التونسية» حول المعنى المحدد لقياس التعلم ومدى نجاعة نتيجة الاستشارة حول وضع مقاييس التعلّم والحال ان انظمة التعليم في البلدان العربية مختلفة قال الدكتور تيسير ان قياس التعلم يعني الاهداف والوسائل المتوخاة والنتائج المقصودة من تعليم الطلبة والمقاربات والوسائل والمؤشرات والمعلومات التي لابد من توفرها. وعن مدى نجاعة نتيجة الاستشارة العربية حول وضع مقاييس التعلم اكد تيسير النعيمي ان الاختلاف مطلوب والتنوع مطلوب. وان الاستشارة تتنزل في اطار مقاربة فضفاضة واسعة ترصد الخاصيات المحورية بغض النظر عن موقع الدولة في العالم. من جهته اكد الدكتور نجيب عياد ان دواعي طرح هذا المشروع هو عدم قدرة تحسين نسب الالتحاق بالمدرسة على ضمان تعليم جيد ذلك ان حوالي 250 مليون طفل في العالم ممن هم في سن الالتحاق بالمدرسة غير قادرين حسب قوله على الكتابة والقراءة والحساب بشكل جيد بمن فيهم الاطفال الذين تمدرسوا لمدة 4 سنوات على الاقل. كما اشار نجيب عياد الى ان اداء اغلب تلاميذ البلدان المشاركة في التقييمات الدولية لا ترتقي الى مستوى المعدل العام مؤكدا على ان الانقطاع المبكر عن التعليم يهدد العديد من الاطفال بالارتداد نحو الأمية، اضافة الى عدم ملاءمة مخرجات التعليم مع حاجيات سوق العمل ومتطلبات مجتمع المعرفة. وفي حديثه عن ضرورة تجاوز هذه المعرقلات قال الدكتور نجيب عياد ان إحداث نقلة نوعية في السياسات التربوية على المستويين الوطني والعالمي والتركيز على التعليم زائد التعلم وقياس جدوى التعلم وجودته ودفع التعاون الدولي في مجال التعليم نحو اتجاه الجودة هو الكفيل بذلك.