مازال اسم المدرّب الوطني الجديد الذي سيخلف سامي الطرابلسي يستأثر باهتمام الشارع الرياضي التونسي خاصة بعد التجاذبات الأخيرة الذي عرفها هذا الملّف بين جامعة الكرة وسلطة الإشراف... التخمينات تركّزت بالأساس حول الثلاثي نبيل معلول وخالد بن يحيى وماهر الكنزاري الذي يبقى الاسم الأقرب لقيادة سرب النسور خلال الفترة القادمة رغم تشبثّ الترجيّين بخدماته... جامعة الكرة ممثّلة في شخص رئيسها وديع الجريء متمسكة بالدفع بماهر الكنزاري كورقة أساسية لتحديد ملامح المرحلة القادمة وتحتفظ باسم نبيل معلول كورقة احتياطية في صورة فشل المفاوضات مع الكنزاري في المقابل تتحّفظ وزارة الشباب والرياضة على ترسيم نبيل معلول وتسعى لتثبيت مرشّحها خالد بن يحيى على رأس المنتخب وإلى ذلك الحين يبقى ملّف المدرّب الجديد للمنتخب الوطني مفتوحا على كلّ الاحتمالات سيّما وأنّ الاجتماع الذي كان مقرّرا صبيحة أمس بمقرّ الجامعة التونسية لكرة القدم للفصل في هذا الموضوع تأجل إلى وقت لاحق... وبعيدا عن الخوض في شخصية المدرّب الجديد للمنتخب التونسي لم يجد البعض حرجا من الإشارة ولو باستحياء إلى توجّهات جامعة الكرة والتي اختصرت البحث في دفاتر الترجي دون غيره للفوز بتوقيع البديل ذلك أن عديد الفنيّين الذين تداولوا على مدّ «التونسية» برأيهم في هذا الموضوع استغربوا المقاييس التي اعتمدتها جامعة الكرة لتحديد مواصفات الخليفة المرتقب لسامي الطرابلسي واستغربوا بالأساس وجاهة التعويل على أبناء الترجي دون سواهم فالساحة التدريبية في تونس تحتكم على عديد الأسماء التي تتمتّع بالكفاءة وبسجلّ تدريبي حافل يفوق في جانب كبير منه ما يتوفّر في ثالوث الترجي... بعض الفنيّين الذين تحدثنا معهم في خصوص نفس المسألة ذكروا أنّ جامعة وديع الجريء بصدد القيام ب«كاستينغ» فنيّ في باب سويقة لا يمتّ للمنطق الرياضي بأيّة صلة لأنّه من الغريب فعلا أنّ تستثني كلّ الكفاءات التونسية الأخرى على غرار المنذر كبّير ومراد العقبي ونبيل الكوكي ولطفي البنزرتي وغيرهم من الفنيّين الذين تركوا بصماتهم سواء على الصعيد المحلّي أو الخارجي ولا يعرف حقيقة لماذا خيّر الجريء النظر إلى الأمور من منظار أحمر وأصفر خالص في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون «الزيجة» مفتوحة على كامل الخارطة الرياضية... باستثناء نبيل معلول الذي تربّى في أحضان روجي لومار والذي يملك فكرة كبيرة و شاملة عن أجواء المنتخب فإنّ المرشحين الباقيين ليس لهما أيّ أفضلية تذكر على بقيّة زملائهم فالكنزاري خارج من تجربة تدريبية خليجية فاشلة بكلّ المقاييس وخالد بن يحيى يعاني بطالة كروية إجبارية طالت أكثر من اللزوم وهنا على أهل الدار سواء جماعة الجريء أو حاشية الوزير تبرير خياراتهم لأنّه من غير المعقول أن نمرّ من مرحلة الطرابلسي الى أخرى بنفس الفلسفة التي جعلت ذات يوم «الكوتش سامي» رجل المرحلة وهو الغريب عن البنك...